«إيلاف» من لندن:&شهدت البرامج الحوارية هذا الأسبوع تراشقًا إعلاميًا خاصًا بالملف السوري بين الضيوف على الفضائيات العربية بالتزامن مع تأجيل جنيف 4 من 20 حتى 23 من الشهر الجاري وأنباء عن تعديل في قائمة الوفد المعارض المشارك وتأجيل انعقاد اجتماع في أستانة من اليوم حتى الغد.

قال محمد قنطار عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري في تصريح خَصّ به "إيلاف" إن "عدم قدرة قوى المعارضة على التوافق حول رؤيتها الحل السياسي في سوريا وعدم قدرتها على ايجاد الحد الأدنى من القواسم الوطنية المشتركة التي يمكن أن تشكل أرضية لعمل في ما بينها هو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام دول العالم ليتدخلوا ولينتجوا كل يوم منصة جديدة ".

هيئة بمنصات
ورأى "أن الهيئة العليا للمفاوضات في الحقيقة هي اليوم أصبحت عبارة عن منصتين على الأقل تم الاعلان عن ولادة المنصة الأخرى في أستانة 1 وسيتم تكريسها في أستانة 2 ".

وأشار الى أنه "حتى لو فرضنا جدلا أن هذه المنصات يمكن أن تتفق في وفد واحد وتحسم خلافاتها، فقد بات من السهل تشكيل منصات مختلفة خلال أيام قليلة فالأبواب مشرعة على مصراعيها، والطامحون الى ترؤس منصات جديدة كثر".

أيضا على هذا المنوال أضاف قنطار "لا يمكننا بشكل من الأشكال أن نتوقع خطوات جدية يمكن أن نلحظها بجلسة المفاوضات المقبلة في جنيف، وانما ستكون تكرارا حرفيا للجلسات السابقة نفسها".

وتوقع أن يطالب النظام بجمع أطراف المعارضة "ولكن المعارضات ستختلف وعمليات القتل والترحيل القسري والقصف ستستمر، وسيعلن عن مرحلة جديدة لمحاربة الارهاب، و ربما في ادلب، وسينفرط عقد الوفد المفاوض"، وبالتالي ومنذ انطلاق الجولة الجديدة وحتى نهايتها "ستتوّج بانسحاب الوفد المفاوض للأسباب والمبررات السابقة نفسها، وستكون المعارضة السياسية قد منيت بخسارات كبيرة جديدة على الأرض".

اتهموها وقصدوها
وحذّر "إن لم يقم أحد أطراف المعارضة السياسية بمبادرة جريئة وموضوعية قادرة على وقف هذا التهافت واستعادة الحد الأدنى من الإرادة السياسية على أسس وطنية، فسوريا ككل وفق هذا المنحى ذاهبة الى طريق أقل ما يقال عنه إنه حالك".

هذا وكان لافتا أن أعضاء في الائتلاف الوطني السوري المعارض اتهموا منصة القاهرة بأنها منصة قامت بدعم روسي علما أن قياديين في الائتلاف توجهوا هذا الأسبوع الى موسكو رغم تشبيههم التدخل الروسي بالاحتلال.

لكن معارضين في منصة القاهرة أكدوا أن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية جاء ما قبل التدخل الروسي في سوريا، وشارك فيه 170 معارضا من الداخل والخارج الى جانب أطراف من المعارضة العسكرية .

كما اعتبرت منصة القاهرة أن هيئة التفاوض تهمّش مؤتمر القاهرة ودوره في جنيف، وتتهم المنصة المنبثقة منها باتهامات شتى. وقارن معارضون مؤتمر القاهرة الذي ضم حوالى 170 شخصية معارضة باجتماع المعارضة في الرياض، وكانوا& 117 عضوا، نصفهم على الأقل شارك في مؤتمر القاهرة، وتساءلوا "لماذا اذن توجه هذه الاتهامات؟".

الإقصاء مدمر
وأكد معارضون أن سياسة الإقصاء للعديد من القوى والشخصيات لا تفيد سوريا، وأن قول هيئة التفاوض إنها الأوسع طيفا في المعارضة كان سببا في زرع التفرقة بين صفوف المعارضين والمعارضة المنهكة والمقسمة أصلا.

هذا وقد خرج مؤتمر القاهرة بوثيقتين مهمتين هما الميثاق الوطني وخارطة الطريق للحل السياسي التفاوضي من أجل سوريا ديمقراطية، وتميّزت هذه الوثائق بحسب المصادر نفسها، بموضوعيتها وتعبيرها عن رغبات ومطالب الشعب السوري، وبقبول لاقته لدى قوى ودول عدة.

كما لفت مشاركون الى أنه في الوقت الذي كانت منصة القاهرة تتعرض في اجتماع جنيف 3 لشتى أنواع الاتهامات، كانت منصة القاهرة تدافع عن المعارضة السورية بكل أطرافها.

وذكّر معارضون بانسحاب وفد هيئة التفاوض من مفاوضات جنيف 3 السابقة من دون مبررات مقبولة، ما أعطى الفرصة لوفد النظام كي يجمّدها بينما استمرّت منصة القاهرة في جنيف تدافع عن الحل السياسي.

تأجيل محادثات
في غضون ذلك أعلن التلفزيون السوري عن تأجيل المفاوضات السورية في أستانة حتى الغد 16 فبراير الحالي، بسبب عدم قدوم الوفد التركي ووفد المعارضة المسلحة.

وكان من المقرر اليوم عقد جولة جديدة من مفاوضات أستانة بين وفدي النظام والمعارضة، استكمالا لجولة أولى عقدت في الشهر الماضي برعاية روسيا وتركيا وإيران، حيث كان خبراء من روسيا وتركيا وإيران والأردن عقدوا اجتماعا سابقا استمر نحو 6 ساعات، وتم الاتفاق في نهاية اللقاء على اتخاذ إجراءات خاصة لتشكيل آلية الرقابة الثلاثية على الهدنة.

عقدت الجولة الأولى من مفاوضات السلام السورية في الشهر الماضي برعاية إيرانية تركية روسية في أستانة بعد "اعلان موسكو"، وتم الخروج ببيان ختامي تضمن بنودا منها إنشاء آلية للرقابة على الهدنة في سوريا ورفض الحل العسكري والإسراع في استئناف المفاوضات المقبلة في جنيف.

لكن المعارضة& السورية اعتبرت أن النظام لم يلتزم بهذه البنود، واتهمت موسكو بعدم التمكن من إلزام نظام الأسد بالامتثال بشكل كامل الى اتفاق لوقف إطلاق النار أو الإفراج عن أي سجناء. ‎وكانت حكومة كازاخستان أعلنت يوم السبت الماضي أنها وجّهت دعوة لنظام الأسد وجماعات المعارضة الى حضور اجتماعات يومي 15 و16 الشهر الجاري.

"الحر" مقاطعًا
وقال في وقت سابق محمد العبود القائد العسكري في الجيش السوري الحر إن الوفد لن يحضر. وأكد: "كانت هناك خروقات في الهدنة والطرف الروسي لم ينفذ ما وعد به لوقف هذه الانتهاكات".

فيما أضاف مسؤول في المعارضة لرويترز أن بضعة أفراد من المعارضة قد يحضرون شريطة إحراز تقدم في اليومين المقبلين.

وقال إن روسيا فشلت حتى الآن في اتخاذ أي خطوات ملموسة للتنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية أو إطلاق سراح المعتقلات، وهي مطالب المعارضة في أول اجتماع في أستانة.

‎وأكد: "يبدو أن الضغط الروسي بلا فائدة". وكان الجانبان قد حضرا اجتماعاً مماثلاً غير مباشر في مدينة "أستانة" عاصمة كازاخستان.