طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس من وزارة العدل التحقيق في تسريب المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى الإطاحة بمستشاره للأمن القومي. وتوعد بمعاقبة المسؤولين عن تسريب اتصالات مقربين منه مع روسيا إلى الصحافة.

إيلاف - متابعة: وصف ترامب التسريبات بالـ "اجرامية" وقام بها "اشخاص في الوكالات". &وتابع "نحن ننظر في ذلك بشكل جدي. لقد توجهت الى كل المسؤولين في مختلف الوكالات، وطلبت فعلا من وزارة العدل التحقيق في التسريبات".

ونفى ترامب خلال مؤتمر صحافي اتهام فريق حملته الانتخابية بالاتصال بشكل متكرر مع المسؤولين الروس، ووصف ذلك بأنها "اخبار كاذبة". اضاف "انهم لا يعرفون شيئا عن ذلك. لم يكونوا في روسيا، ولم يجروا اي مكالمة هاتفية مع روسيا. كما انهم لم يتلقوا اي مكالمة هاتفية. انها كلها أخبار كاذبة".

كما دافع ترامب عن مايكل فلين، قائلًا انه لم يرتكب اي خطأ في إجراء محادثات مع السفير الروسي قبل التنصيب، مضيفا "كان يقوم بعمله فقط".

العقاب آت
وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يخوض صراعا مع أجهزة الاستخبارات، الخميس بمعاقبة المسؤولين عن تسريب اتصالات مقربين منه مع روسيا إلى الصحافة. ونظرا إلى حجم التسريبات، هدد الرئيس الأميركي بـ"اصطياد" المسؤولين عنها بعدما كشفت اتصالات متكررة في العام الماضي بين فريق حملته والاستخبارات الروسية، إضافة إلى نقاشات بين مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين ودبلوماسي روسي.

وكشفت عمليات تنصت على هاتف السفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك، نشرتها صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، أن فلين تحدث إليه عن عقوبات أميركية ضد روسيا فرضها الرئيس السابق باراك أوباما في 29 ديسمبر على خلفية تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية، ملمحًا إلى إمكان تعليقها بعد التنصيب.

وكانت وزارة العدل حذرت البيت الأبيض من أن تلك المحادثة تعرّض فلين إلى خطر الابتزاز من قبل موسكو. وأجبر فلين على الاستقالة الاثنين.

حجب معلومات
تلك التهديدات، التي تحدث عنها ترامب عبر تويتر، لم تمنع استمرار التسريبات. وأكدت "وول ستريت جورنال" صباح الخميس أن وكالات الاستخبارات تحجب معلومات خلال الاجتماع اليومي مع الرئيس، خوفا من ان يشكل موضوع اجراء اتصالات بموسكو "احراجا" للمقربين منه.

لكن مكتب رئيس الاستخبارات، الذي يرأس 16 وكالة أميركية، نفى أي حجب للمعلومات، بحسب ما نقلت الصحيفة نفسها عن متحدث.

صرف الانتباه
كشفت "نيويورك تايمز" الأربعاء نقلا عن أربعة مسؤولين أو مسؤولين سابقين أميركيين، أن وكالات الاستخبارات الأميركية تملك مقاطع من محادثات جرت في العام الماضي بين أعضاء في حملة ترامب الانتخابية ومسؤولين كبار في الاستخبارات الروسية.

تتناقض اتهامات ترامب مع تصريحات ادلى بها خلال حملته مرحبا بشكل علني بنشر موقع "ويكيليكس" رسائل الكترونية تشكل احراجا لمستشارين مقربين من منافسته هيلاري كلينتون.

بعيد ذلك، اتهمت أجهزة الاستخبارات الأميركية روسيا بممارسة القرصنة ضد الحزب الديمقراطي، وأنها زوّدت "ويكيليكس" بالرسائل الإلكترونية. ورغم الأدلة التي قدمتها أجهزة الاستخبارات، لم يتردد ترامب الخميس باتهام خصومه الديمقراطيين بـ"اختلاق" كامل الرواية لتبرير هزيمتهم في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثامن من نوفمبر.

في هذا السياق، قال المساعد السابق لوزير الخارجية في عهد بيل كلينتون، ستروبي تالبوت إن ترامب "يكذب" هذه المرة "المعلومات التي كشفت لصرف الانتباه عمّا تم كشفه".

أضاف تالبوت، الذي يرأس حاليا مركز "بروكينغز" للأبحاث، أن "تلك التغريدات تشير إلى أن الرئيس مهتم بمطاردة المسؤولين عن التسريبات &أكثر من الغوص في عمق الاتهامات الخطيرة جدًا ضد إدارته"، مشيرًا إلى أن بعض التسريبات آتية من البيت الأبيض نفسه. وهذا البحث عن المسؤولين عن التسريبات ليس جديدا. فقد أظهرت إدارة أوباما شراسة في ملاحقة هؤلاء.

"مراجعة" للأجهزة
قد يكلف الرئيس الملياردير ستيفن فاينبيرغ القيام بـ"مراجعة شاملة" لوكالات الاستخبارات، بحسب ما أكدت "نيويورك تايمز" نقلا عن العديد من المسؤولين في الإدارة، ما أثار مخاوف من أن تلك الوكالات تفقد استقلاليتها.

وفيما يخوض البيت الأبيض وأجهزة الاستخبارات جدلا عبر وسائل إعلام مختلفة، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إلى "استئناف الحوار" بين أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية.

وقال بوتين خلال حفل أمام قادة الاستخبارات الروسية "على أعلى مستوى، لا بد من تعزيز التعاون في مسائل مكافحة الإرهاب مع شركائنا الأجانب"، معربا عن رغبته في "استئناف الحوار مع استخبارات الولايات المتحدة ودول أخرى من حلف شمال الأطلسي".

جاءت تصريحات الرئيس الروسي فيما تظهر موسكو إشارات إلى نفاد صبرها حيال التقارب الذي وعد به دونالد ترامب قبل انتخابه.
&