تقول منظمة بريطانية غير حكومية إن نحو 350 الف طفل محاصرون في الموصل، داعية إلى ضرورة توفير ممرات آمنة، محذرة من وقوع ضحايا كثر خلال المواجهات الدموية.

لندن: نبهت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" غير الحكومية البريطانية الأحد الى أن نحو 350 ألف طفل عالقون في القسم الغربي من مدينة الموصل، داعية القوات العراقية وحلفاءها إلى "بذل كل ما بوسعهم لحمايتهم".

وشدد مدير مكتب المنظمة في العراق ماوريتسيو كريفاليرو على "وجوب إقامة ممرات آمنة &بأسرع ما يمكن لإجلاء المدنيين"، في وقت باشرت القوات العراقية الأحد العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية، بعدما استعادت السيطرة على الشطر الشرقي من المدينة.

وقال في بيان إن نحو 350 ألف طفل وفتى تقل أعمارهم عن 18 عامًا "عالقون في القسم الغربي من الموصل، وعواقب عمليات القصف (...) في هذه الشوارع الضيقة والمكتظة بالسكان قد تكون أكثر دموية من كل ما عرفناه حتى الآن في هذا النزاع".

وأوضحت عائلات اتصلت بها المنظمة أن "الفرار ليس خيارًا مطروحًا"، بسبب تهديد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ عمليات إعدام سريعة، ورصاص القنص والألغام المضادة للأفراد.

وقال كريفاليرو: "الأطفال أمام خيار مروع في الشطر الغربي من الموصل: عليهم أن يختاروا بين القنابل والمعارك والجوع إن بقوا، والإعدامات ورصاص القناصة إن حاولوا الفرار".

وأضاف: "على القوات العراقية وحلفائها وبينهم الولايات المتحدة وبريطانيا، بذل كل ما في وسعهم لحماية هؤلاء الأطفال وعائلاتهم"، لافتًا إلى أنهم "بدأوا يعانون من نقص الطعام والمياه والأدوية".

وحضت القوات العراقية السكان على ملازمة منازلهم لدى بدء العمليات العسكرية الأحد من أجل استعادة السيطرة على غرب الموصل، آخر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.

وأثنى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "الجهاديين" الأحد على دور جميع القوات المشاركة في معركة الموصل، ومن ضمنها الفصائل العراقية التي يتلقى بعضها دعمًا من إيران.

وأكد قائد التحالف الجنرال ستيفن تاونسند في بيان أن "التحالف بكامله يرحب ويدعو الله أن يحمي الجنود الشجعان والشرطيين وميليشيات العراق الذين يقاتلون اليوم من أجل تحرير بلادهم وجعل المنطقة والعالم أكثر أمنًا".

وقد نشر هذا البيان لتأكيد دعم التحالف الدولي للعمليات الرامية إلى استعادة الجزء الغربي من مدينة الموصل، والتي أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدءها في وقت سابق الأحد.

وأضاف تاونسند: "الموصل معركة صعبة لأي جيش كائناً من كان، والقوات العراقية على مستوى التحديات".

وتابع: "لقد واجهت (القوات العراقية) العدو وضحت بدمائها من أجل الشعب العراقي وباقي العالم".

وتقود واشنطن تحالفًا دوليًا ينفذ ضربات جوية ضد الجهاديين في العراق وسوريا، كما يتولى تدريب وتسليح وتأمين معدات للقوات التي تقاتل الجهاديين.&

ويقف التحالف، الذي يضم أكثر من 60 دولة، على مسافة من أحد الفصائل المشاركة في معركة الموصل، هو الحشد الشعبي الذي يضم مقاتلين ومتطوعين شيعة مدعومين من إيران.

وبدأت القوات العراقية في 17 أكتوبر عملية عسكرية واسعة لاستعادة الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.

وبعد معارك ضارية استمرت أسابيع عدة، أعلن العبادي في 24 يناير أن قواته استعادت شرق الموصل، وانتقال المعركة إلى الجانب الغربي من المدينة.