إيلاف من لندن: سلط ناشطون وحقوقيون ودبلوماسيون يمنيون في لندن الضوء على دور الانقلاب الحوثي في الاوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، محذرين من دور بعض المنظمات الدولية التي تدعي الانسانية في التغطية على انتهاكات تحالف الحوثي صالح، مؤكدين على مشروعية عاصفة الحزم واعادة الأمل وفقاً للقوانين والمواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية.

&جاء ذلك خلال مؤتمر عقده في لندن الليلة الماضية التكتل اليمني البريطاني لدعم الشرعية في اليمن، بمشاركة منظمات وناشطين يمنيين من أبناء الجالية اليمنية، حيث تحدثوا عن الاوضاع الحالية في بلدهم والدور الايراني في تمكين المليشيات العميلة له بالسيطرة على عدد من الدول العربية.

وأكد عبد الحكيم القاضي، رئيس التكتل اليمني البريطاني لدعم الشرعية، في كلمة له، حاجة اليمن خارجياً لمن يوضح الصورة الحقيقية للمشكلة اليمنية وكشف انتهاكات الحوثيين وقوات صالح و"أكاذيبهم الاعلامية".

وأشار إلى الحوار الوطني منوهًا إلى أنه "في الوقت الذي كان فيه الحوار الوطني لأجل الخروج برؤية يمن المستقبل، كان الحوثيون وصالح يخططون لاجتياح العاصمة واختطاف إنجازات الثورة اليمنية والسيطرة على البلاد". وتطرق الى مقتل العديدين في سجون الانقلابيين.

تجنيد الحوثيين للاطفال&

وعبرت عضوة اللجنة الحقوقية في التكتل هناء حسن قاسم عن حاجة أطفال اليمن للتعليم وحماية حقوقهم ومنع تجنيد الأطفال. وأشارت الى أن هناك في اليمن 42 بالمائة من الاطفال خارج المدارس.

وحذرت من أن الاطفال يتعرضون لحالات استغلال ومنها زواج القاصرات، حيث أن هناك 30 بالمائة من حالات الزواج قبل البلوغ والعائلات تحت خط الفقر. واتهمت المتمردين بخطف الاطفال وتجنيدهم من خلال تهديد العائلات.

السفير اليمني

ثم تحدث السفير اليمني في بريطانيا يس سعيد نعمان عن المشكلة الحوثية والانقلاب، مشددًا على دور الشعب في دعم الشرعية لاستعادة الدولة.

وأشار الى أن "الحوثيين لا يفهمون الحوار وايران دولة مؤذية للعرب" منوهاً الى انه كانت للحوثيين حقوق اكثر من الاقليات الأخرى رغم صغر عددهم.. وأكد أن بداية المشكلة كانت بمشروع صالح التوريثي ووقوف الاحزاب ضده وكيف كان الحوثيون يدعمون المشروع خفية لتطابقه مع نظامهم بالتوريث مستقبلاً.&

وشدد على دور الشعب في دعم الشرعية لاستعادة الدولة، واوضح أن صالح رفع في انتخابات 2006 شعار رئيس من اجل اليمن لا يمن من اجل الرئيس للمرة الاولى، وهذه كانت اول مواجهة مع النظام&
ثم تطورت بعد ظهور الحراك السلمي لإعادة او إصلاح الوحدة.

وأضاف أن "المبادرة الخليجية لم تكن على حساب الثورة وانما لتغيير السلطة، موضحًا انه مع اقتحام مشروع نظام ايران للمنطقة عام 1979 وهو يؤسس خلاياه في المنطقة العربية لتكسير الدولة وخلق الفوضى حيث بدأ في العراق ولبنان وسوريا والبحرين واليمن".

وتطرق الى "مخطط يجري تنفيذه في اليمن وأكثر من دولة عربية من قبل طرفين، احدهما ينتقم من الربيع العربي وهو صالح وطرف يسعى للحكم وهم الحوثيون الساعون لبناء دولة طائفية"، محذرًا من انه اذا نجحوا في اقامة الدولة الطائفية للأقلية فإنها ستبقي مسلحة لتدافع عن مطامعها وافشال محاولات السلام والتمسك بالانقلاب.

واوضح انه في عام 2014 "أعلنت ايران إسقاط العاصمة الرابعة في أيديها، وهي صنعاء، وكشفت عن ضلوعها في الارهاب الحوثي في مخطط عدواني لانتاج المشاكل في الوطن العربي وتمكين الميليشات من السيطرة على أسلحة الدولة ومنها أسلحة استراتيجية، الامر الذي دفع الى اعلان التحالف للتعامل مع الفوضى التي تهدد المنطقة ودول الجوار خاصة".&

وأشار الى أن "اللوبي الإيراني ومن معه في داخل المجلس العموم ومن يعمل ضد التحالف يحاولون تشويه الحقائق في اليمن، منوهًا الى ان الجالية اليمنية لديها اعضاء في مجلس العموم ويجب استمرار التحاور معهم لتغيير موقفهم،&مشيرًا في هذا المجال الى مرجعية القرار الاممي 2216".

كسب الحرب ومحاربة الفساد

وألقى‏ رئيس حركة "معاً من اجل يمن افضل" همدان الهمداني كلمة ثمن فيها دور التحالف العربي ‏لاستشعار الخطر الإيراني ضد الأمة العربية. وقال إن "الحركة ايّدت التحالف وشرعية الرئيس هادي ‏وتدعم الحكومة الشرعية قبل سقوط صنعاء"، مؤكدًا أهمية الدور الإعلامي ‏داخلياً وخارجياً لشرح أبعاد القضية اليمنية.&

وأوضح أن ‏الإعلام هو "صناعة الرأي العام لأنه القوة الضاربة في جميع المجتمعات في المجالات السياسية والاجتماعية ‏والاقتصادية. الإعلام هو من أقوى ‏الأسلحة ‏فهو يغيّر أو يغيب أي فكر سياسي".

وحذر الهمداني من أن "الهوية العربية تواجه تهديداً مباشرًا من إيران واتباعها العرب الذين يعملون من أجل ‏النظام الايراني بدل العمل من اجل عروبتهم وأوطانهم العربية وللأسف الشديد مثل العراق وسوريا ولبنان".&

وطالب العرب والمجتمع الدولي بوقف التعامل مع "المنظمات (الإنسانية) التي ‏تعمل ‏ضد الشعب اليمني".

وشدد الهمداني في الختام على أن نجاح التحالف في اليمن ‏‏ليس ‏بتحرير البلاد فحسب، وانما ايضا ‏ببناء مستقبل ما بعد الحرب ومحاربة الفساد السياسي والاقتصادي ‏وبناء اقتصاد قوي خاصة في مجال العدالة الاجتماعية والضمان الاجتماعي ودعم عائلات الشهداء مادياً واجتماعياً.&

بيان ختامي

وفي ختام المؤتمر، صدر عنه بيان ختامي ألقاه أحمد سيف الأثوري، الأمين العام للتكتل اليمني لدعم الشرعية، حيث أشار الى انه في الوقت الذي يتشكل فيه التكتل اليمني البريطاني لدعم الشرعية ويعقد مؤتمره الأول يومنا هذا، لا تزال عناصر تحالف الحوثي - صالح مستمرة في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان ضد المدنيين.&

ولقد خلص التكتل في مؤتمره إلى القرارات التالية:

1. دعم الشرعية اليمنية من خلال القنوات المختلفة المتاحة في المملكة المتحدة وبما يتفق مع أهداف التكتل الجماهيري ودعم مخرجات الحوار الوطني والاستناد إلى القرارات الوطنية والاقليمية والدولية ذات العلاقة بما فيها قرار مجلس الأمن 2216.. مع التأكيد على دعم الشرعية الدستورية بكافة الوسائل.

2. توعية أبناء الجالية في المملكة المتحدة بأهداف الشرعية الدستورية وتجريم الطائفية والسلالية وكل الداعمين لها وعلى رأسهم دولة إيران بغرض استعادة قواعد الدولة، تمهيداً لبناء دولة المؤسسات بمستويات متساوية في المواطنة، وبعيداً عن الطائفية والمذهبية وشق الصف الوطني.

3. إقامة فعاليات في مراكز مختلف المدن البريطانية بصورة دورية ومستمرة لتوضيح الصورة الكاملة للرأي العالم البريطاني ودعم كافة الجهود لدعم الشرعية في اليمن بما في ذلك التواصل ومخاطبة البرلمانيين البريطانيين، وكذا المنظمات الحقوقية والانسانية، والمساهمة في الحملة الإعلامية الدولية باللغتين العربية الانجليزية لتوضيح حقيقة وحجم الجرائم المرتكبة من قبل الانقلابيين والعمل على إنهاء المعاناة الانسانية للشعب اليمني.

4. تشكيل اللجان الاعلامية والسياسية والقانونية خلال فترة لا تتجاوز 30 يومًا من تاريخه، على أن تقوم اللجنة التأسيسية بتسمية بقية أعضاء اللجان وخاصة الحقوقية منها، حيث ستتولى هذه اللجان متابعة ورصد وتوثيق الانتهاكات والفظاعات التي يرتكبها الانقلابيون تمهيدًا لمحاكمتهم دوليًا ومحليًا.

5. وضع برنامج وخطة عمل للأشهر&الستة القادمة لتعزيز وتثبيت التكتل في اوساط الجالية اليمنية، وتكوين قاعدة جماهيرية من كل أطياف ومكونات الجالية اليمنية لتكون رافداً لنشاطاته القادمة.

6. دعم الحكومة الشرعية في الخارج والداخل والتأكيد على مشروعيتها، وأنها الممثل الشرعي والوحدي للشعب اليمني والوقوف مع التحالف العربي الاسلامي ودعم جهوده في استعادة الشرعية وتقليم مخالب الانقلابيين وانقاذ اليمن من براثنهم. والعمل على حث دول التحالف والمنظمات الدولية على انجاز مهمة النهوض باليمن مجدداً، من خلال اعادة تأهيل البنية التحتية وإعادة إعمار ما دمرته الحرب واستعادة ما نهبه الإنقلابيون.
&


&