مقديشو: قتل 20 شخصا على الأقل الأحد بانفجار سيارة مفخخة قرب تقاطع مزدحم في العاصمة الصومالية مقديشو، بحسب ما أفاد مسؤولون وشهود.

وقال احمد عبد الله أفراح، مفوض الشرطة في حي اداجير في مقديشو ان "مهاجما انتحاريا فجّر نفسه داخل سوق في وقت مزدحم، ما اسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابة آخرين بجروح". ولفت شهود إلى أن الانفجار استهدف تقاطعا في جنوب مقديشو، حيث تواجد جنود ومدنيون وتجار.

وأوضح الشاهد سومايو معلم "كان هناك العديد من صغار التجار على جانب الطريق ومقاهي الشاي والمطاعم. وكان هناك أيضا أفراد من قوات الأمن والمتسوقين، وكان الانفجار ضخما بحيث قتل نحو 20 شخصا معظمهم من المدنيين". وكان المسؤول الأمني المحلي محمد جيليبي قال "أحصينا نحو 14 قتيلا و30 جريحا (...) المنطقة هي تقاطع مزدحم، وكان هناك عدد كبير من المدنيين لحظة وقوع الانفجار".

الانفجار هو أول هجوم كبير في العاصمة الصومالية منذ انتخاب الرئيس محمد عبدالله محمد (الملقب بفارماجو)، رغم انفجارات نجمت من قذائف هاون تخللت عملية انتقال السلطة في الأسبوع الماضي، وتبنتها حركة الشباب الإسلامية. وقال مسؤول آخر يدعى ضاهر أحمد إن "حصيلة القتلى مرتفعة جدا، تم تأكيد مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة آخرين".

ويؤكد الهجوم التحدي الذي يواجه الرئيس الجديد، الذي لا تسيطر القوات التابعة له الا على قسم محدود من الأراضي الصومالية بسبب وجود حركة الشباب، إلا أنها مدعومة بشكل كبير من المجتمع الدولي.

أحتاج وقتا
ومن المقرر أن يتم تنصيب فراماجو الأربعاء المقبل، إلا أنه بدأ في الأسبوع الحالي بممارسة مهماته رسميا خلال حفل تزامن مع سقوط سلسلة من قذائف الهاون قرب القصر الرئاسي، أسفرت عن مقتل طفلين. ورغم طرد قوات الاتحاد الأفريقي (أميصوم) لهم من مقديشو عام 2011، لا يزال مقاتلو حركة الشباب المتطرفة يشنون هجمات دامية ويسيطرون على أجزاء واسعة من الريف.

في غضون ذلك، اعتبر الاتحاد الاوروبي في بيان ان "الهجوم ضد المدنيين في مقديشو اليوم هو عمل ارهابي جديد يستهدف الشعب الصومالي ارتكبه أولئك الذين يريدون تقويض التقدم نحو صومال مستقر وآمن". واضاف "وقع الانفجار بينما دخل الصومال في الآونة الأخيرة عملية انتقال سياسي وانتخاب رئيس جديد. نقف الى جانب الرئيس فارماجو والقيادة السياسية الجديدة من اجل تحقيق الامن وبناء مؤسسات قوية".

وفي الأسبوع الذي سبق الانتخابات التي جرت في الثامن من فبراير، أسفر تفجير سيارتين مفخختين في فندق يرتاده سياسيون قرب البرلمان عن سقوط 28 قتيلا على الأقل.

وبدت المخاوف من أعمال العنف واضحة حين توجّه النواب لانتخاب فارماجو في المطار الواقع ضمن مجمع "المنطقة الخضراء" الذي يسكنه دبلوماسيون وموظفون في منظمات انسانية وعسكريون. وفارماجو، الذي أظهر توليه رئاسة الحكومة لفترة وجيزة بين العامين 2010 و2011 أنه زعيم حازم في إرساء الحكم والقضاء على الفساد، يحظى بشعبية كبيرة في البلاد.

لكن قيادة إحدى أكثر الدول فشلا في العالم، لن يكون مهمة سهلة. وقال الرئيس في حفل التسلم "أنا في حاجة إلى أن يفهم الشعب الصومالي كم أن الحكومة في حاجة إلى دعمه. الحكومة تحتاج وقتا كافيا لتولي الأمور".

تشهد الصومال منذ نحو ثلاثة عقود حالة من الفوضى والعنف مع انتشار الميليشيات القبلية والعصابات الاجرامية والجماعات الاسلامية. وتعود آخر انتخابات ديموقراطية فعلا الى نحو خمسين عاما، اي العام 1969.