بيروت: التقت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية مارين لوبن الاثنين في بيروت الرئيس اللبناني ميشال عون ليكون اول رئيس دولة اجنبية يستقبلها، اضافة الى رئيس الوزراء سعد الحريري، وذلك في اطار سعيها الى كسب مزيد من الصدقية الدولية.&

وفي حين خص عون والحريري المرشح الفرسي الاخر ايمانويل ماكرون خلال زيارته الى بيروت في اواخر يناير الماضي بحفاوة مميزة، جاء استقبالهما للوبن عاديا جدا.

فقد استقبل الرئيس اللبناني وزير الاقتصاد الفرنسي السابق ماكرون في مكتب بدلا من القاعة الضخمة التي استقبل فيها لوبن، حيث بقي على مسافة بعيدة نسبيا عنها بعد مصافحة بروتوكولية.

ورئيس الجمهورية اللبناني هو الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الاوسط، علما بان عون يحظى بدعم حزب الله. اما الحريري، فقد اشاد بماكرون "الصديق" معتبرا ان "ما يمثله من شباب وطريقة ممارسة السياسة امر مهم".

اما مع لوبن فلم يرافقها الحريري الى مدخل السراي الحكومي حيث استقبلها، كما لم يدل بتصريح بل اكتفى باصدار بيان &محذرا فيه من "اي خلط" بين الاسلام والارهاب.&

وقال مصدر في السراي الحكومي "نلتقي جميع المرشحين".

وتعليقا على زيارة لوبن قال النائب آلان عون من التيار الوطني الحر وهو حزب الرئيس عون في تصريح صحافي ان "الوطنية" التي تدعو اليها مرشحة اليمين المتطرف "ليست من المحظورات في لبنان" لكنه اضاف "نحن لسنا بصدد دعم اي مرشح".

وردا على سؤال بعد لقائها وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل حول أفضل السبل لحماية مسيحيي الشرق، قالت لوبن بكل صراحة "القضاء على الأصولية الإسلامية". وشددت على ان "حماية المسيحيين هي التي تمكنهم من البقاء في ارضهم".

وبينما كانت في زيارة الى كاتدرائية القديس جاورجيوس الارثوذكسية، تمت مداهمة مقر حزبها في نانتير كجزء من التحقيق حول وظائف وهمية لمساعدين برلمانيين.

ومنذ توليها رئاسة الجبهة الوطنية في 2011 لم تلتق لوبن سوى عدد ضئيل من المسؤولين الاجانب اثناء ولايتهم، باستثناء رئيس الوزراء المصري الاسبق ابراهيم محلب في 2015 ووزير الخارجية البولندي فيتولد فاشيكوفسكي في يناير.

ورفضت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاجتماع بلوبن فيما اعتبر رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي ان انتخابها في فرنسا سيشكل "كارثة".

وسبق ان زارت لوبن "برج ترامب" في نيويورك في كانون الثاني/يناير قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، لكن الاخير لم يستقبلها رسميا ولا اي من اعضاء فريقه.

أزمة اللاجئين

وكان الحريري قال امام لوبن وفق بيان اصدره مكتبه ان "الخطأ الأكبر (...) هو الخلط الطائش الذي نشهده في بعض وسائل الإعلام والخطابات بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الإرهاب من جهة ثانية".

واكد ان "اللبنانيين والعرب كما بقية شعوب العالم ينظرون إلى فرنسا على أنها بلد المنبع لحقوق الإنسان وفكرة الدولة التي تساوي بين جميع أبنائها من دون أي تمييز عرقي أو ديني أو طبقي".

واثر اجتماعها بالحريري، اعربت لوبن للصحافيين عن "سرورها" بلقاء رئيس الوزراء لافتة الى وجود "قواسم مشتركة" معه في ما يتصل بالازمة السورية "وخصوصا حول الضرورة الملحة لجمع كل الدول التي تريد التصدي للاصولية والاسلامية وداعش (تنظيم الدولة الاسلامية) حول طاولة" واحدة.

وتابعت "عرضت تحليلي الخاص: لا يبدو في الوضع الراهن ان هناك حلا قابلا للاستمرار خارج هذا الاختيار بين (الرئيس السوري) بشار الاسد من جهة وتنظيم الدولة الاسلامية من جهة اخرى"، لافتة الى ان الخيار الاول يشكل "حلا اكثر طمأنة بالنسبة الى فرنسا" مشيدة ب"سياسة (الاسد) الواقعية".

والحريري مناهض للنظام السوري الذي يدعمه حزب لوبن الجبهة الوطنية. ويتهم دمشق بالضلوع في اغتيال والده رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 2005 ويدعم معارضي الرئيس بشار الاسد.

ويرافق لوبن النائب جيلبير كولار. وقد وضعت صباحا في مقر السفارة الفرنسية في بيروت اكليلا من الزهر عند النصب التكريمي للجنود الفرنسيين الذين قضوا في لبنان منذ 1975، وفي مقدمهم 58 عسكريا قتلوا في اعتداء استهدف مقرهم في 1983 ابان الحرب الاهلية. ولم يحضر السفير الفرنسي ايمانويل بون هذه المراسم.

ومن المفترض ان تلتقي لوبن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وبطريرك الطائفة المارونية بشارة الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع الثلاثاء.

وقد صرحت اثر لقائها عون "تطرقنا (...) الى القلق الذي نتشاطره حيال ازمة اللاجئين الكبيرة جدا". ويستقبل لبنان الذي يناهز عدد سكانه اربعة ملايين نسمة نحو مليون لاجىء سوري ويعاني من تداعيات الحرب المستمرة في سوريا منذ اذار/مارس 2011.

واضافت لوبن ان "لبنان الشجاع والسخي يتجاوز هذه الصعوبات لكن الامر لا يمكن ان يستمر الى الابد". ويدعو حزب لوبن الى منع المهاجرين من دخول فرنسا والحد في شكل كبير من عدد اللاجئين الموجودين على اراضيها.&

وتوقعت استطلاعات الراي ان تتصدر مرشحة اليمين المتطرف نتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 أبريل، على ان تهزم في الدورة الثانية في السابع من مايو.
&