الرباط: قال رئيس الحكومة المغربية المكلف، عبد الاله ابن كيران، إن السياسيين والنخب الاقتصادية والثقافية، هي الفئات المستفيدة من الثروات والامتيازات، مبرزا أن من سماهم "الأقوياء" يضعون لأنفسهم "الأمور الكافية، وتبقى الفئات الأخرى، التي تستطيع أن تحتج وتنتفض وأحيانا لا تستطيع".

ودعا ابن كيران، في كلمة له خلال المنتدى البرلماني الدولي الثاني للعدالة الاجتماعية، الذي انطلقت أعماله اليوم الإثنين في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان) تحت شعار "مأسسة الحوار الاجتماعي: مدخل أساسي للتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية"، النخب المستفيدة إلى "ضرورة التحاور اجتماعيا مع الفئات الأقل استفادة لإيجاد حلول للإشكاليات المطروحة".

وحذر ابن كيران من فقدان الاستقرار ، موجها الخطاب لمن سماهم "المستفيدون"، وقال "يجب على الذين يستفيدون أكثر أن يعلموا أن من مصلحتهم أن تستفيد الفئات الضعيفة، وإلا سيفقدون الأساس والأهم اي الاستقرار"، وزاد قائلا "آن الأوان للفئات المستفيدة أكثر أن ترد بعض الأشياء للفئات المهمشة".

وسجل ابن كيران ،في ذات الكلمة، بأن الجميع "يريد الإصلاح والتوصل إلى الحلول المطلوبة"، لكنه عاد وأكد أن "لا أحد يريد التضحية"، كما أبرز أن هناك اختلالا على مستوى توزيع الثروة و"عدم الاستجابة للرغبات الطبيعية الموجودة في المجتمعات، لذا فإن هذه الأخيرة تعبر عن هذه الاختلالات بالانتفاض"، مبينا أن هذه الثروات في بعض الأحيان "تحقق المطالب وفي أحيان أخرى تؤدي للأسوء لكنه شدد على أن سنة التاريخ تقول إن إرادة الشعوب دائما تتحق".

واستشهد رئيس الحكومة المغربي، بمقولة الشاعر التونسي الراحل أبو القاسم الشابي "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر".

وأشار ابن كيران، إلى أن ذكرى 20 فبراير التي شهدت انطلاق احتجاجات واسعة بالمغرب سنة 2011 إبان ثورات الربيع العربي تمثل "تاريخ التعبير عن عدم الرضى، وانطلاق مسلسل ذكاء شعب استطاع أن يتعامل مع حدث خطير بذكاء يوازي عمق تاريخه ، ويوازي كفاءاته المعروفة بمبادرات ملكية رائعة"، موضحا أن الملك محمد السادس "استجاب لمعظم مطالب الاحتجاجات، بعد 18 يوما من انطلاقها"، وذلك في إشارة منه إلى خطاب 9 مارس التاريخي، معتبرا في الآن ذاته، أن ذلك الخطاب شكل "منطلقا لمعالجة المشكل بالطريقة المغربية، وأدت إلى الاستقرار والتنمية خلال الست سنوات الماضية".