تتابع المرشحة الفرنسية لرئاسة الجمهورية مارين لوبن زيارتها للبنان، ويضع المعنيون هذه الزيارة ضمن إطار حملتها الإنتخابية لمطاردة ناخبيها الفرنسيين من أصل لبناني في بيروت.

إيلاف من بيروت: تنهي المرشحة الفرنسية مارين لوبن اليوم زيارتها للبنان، ولوبن هي ابنة مؤسس "الجبهة الوطنية" جان ماري لوبن، والسيدة التي تحظى في هذه الدورة الرئاسيّة الفرنسيّة بأهمية إستثنائية، نظرًا إلى ازدياد مستوى شعبيتها بشكل ملحوظ، ومن المنتظر أن تحصد 30 في المئة من أصوات الفرنسيين في الدورة الأولى في إبريل المقبل، في حين ستكون الدورة الثانية أكثر شراسة مع منافسيها.

اهتمام إعلامي
ولوبن التي يرافقها إلى لبنان وفد إعلامي قوامه 10 صحافيين، خطفت زيارتها إلى لبنان إهتمام الإعلام المحلي والغربي، وهي اجتمعت أمس بمناصريها من "الجبهة الوطنية" في لبنان، والذين يربو عددهم على 200 مناصر، يضع جميعهم الوردة الكحلية، وهي شعار حزبها.

كما التقت برئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وبعد لقائها الحريري أعلنت ما أثار جدلًا كبيرًا بشأنه باعتبارها أنها ليست ضد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم إذا كان داعش هو البديل.

ما هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء زيارة لوبن إلى بيروت؟

يؤكد النائب غازي يوسف في حديثه لـ"إيلاف" أن همّ لوبن من زيارة لبنان هو مطاردة واصطياد ناخبيها اللبنانيين الفرنسيين في بيروت، ففي لبنان نحو 60 ألف ناخب فرنسي من أصل لبناني، لذلك هناك موقع مهم للبنان لدى لوبن انتخابيًا، والإستفادة انتخابية لزيارة لوبن إلى بيروت.

لوبن والإرهاب
ولدى سؤاله زيارة لوبن إلى بيروت تأتي في وقت يتصاعد فيه اليمين المتطرّف في فرنسا بعد العمليات "الإرهابية"، التي ضربت البلاد، فهل تعتقد أن حظوظها جيدة للوصول إلى الرئاسة الفرنسية؟.

يلفت يوسف إلى أن لا رسائل مبطنة لزيارة لوبن إلى بيروت، لا من خلال موقفها المتطرف أو عمليات الإرهاب الحاصلة في فرنسا، وبنظر يوسف فالزيارة محض انتخابية للمرشحة الرئاسية في فرنسا.

وردًا على سؤال ما الذي يميّز زيارة لوبن إلى بيروت، وكيف يمكن للبنان أن يستفيد منها؟. يجيب يوسف أن أي انفتاح على أي سياسي في الخارج، قد يساعد لبنان، لذلك زيارة لوبن مفيدة للبنان، وإذا كانت على هامشها زيارات لرؤساء لبنانيين، فيجب على اللبنانيين أن يؤكدوا أن لبنان يعاني من "الإرهاب" والمشاكل في سوريا، ومن نظام الأسد في سوريا، ومتضرر منها، وعلى كل المسؤولين في العالم الخارجي أن يعوا هذه المشكلة، وأن يساعدوا لبنان في محنته.

العلاقات اللبنانية الفرنسية
كيف يمكن تقييم العلاقات اللبنانية الفرنسية، وهل تتأثر بمن سيكون رئيس الإليزيه؟، يلفت يوسف إلى أن لا أثر لمن سيصل إلى سدة الرئاسة الفرنسية على العلاقات اللبنانية الفرنسية، ومرّ على الإدارة الفرنسية الكثير من الإشتراكيين واليمينيين والوسطيين والكل كان دائمًا مع لبنان وسيادته، وموقف لبنان يبقى مصانًا، ومهما تغيّرت الإدارة الفرنسية ستبقى العلاقات بين لبنان وفرنسا هي الأفضل.

أما كيف يمكن للبنان أن يستفيد من الإنفتاح الخارجي عليه؟ يؤكد يوسف أن كل الزيارات إلى لبنان يجب أن تؤكد أن هذا الأخير مركز للحوار وللعيش المشترك، ومركز بعيد عن التطرّف ومتضرر من الحرب السورية ومن قلة المساعدات المقدمة للاجئين السوريين.

التوطين
ماذا عن الحديث بأن مهمة الزيارات الخارجية للبنان تبقى محصورة في التوطين؟، يجيب يوسف أن موضوع التوطين يرفع بين الحين والآخر كشعار لإخافة الفريق الآخر، لكن ليس هناك أي مشروع للتوطين في لبنان، ويبقى قرارًا لبنانيًا جامعًا، يعبر المناطق والطوائف والمذاهب، لذلك ليس هناك من خوف جديّ بحدوث أي توطين في لبنان.