مسقط: استقبل سلطان عُمان قابوس بن سعيد، في قصر العلم في مسقط، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي يقوم بزيارة للسلطنة تستمر ثلاثة أيام. وتأتي زيارة أمير الكويت والوفد المرافق للسلطنة في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين تجاه مختلف قضايا المنطقة.

ويجري الزعيمان محادثات سياسية تهيمن عليها مساعي البلدين لإيجاد تسوية للتوتر بين دول الخليج وإيران التي تعول على وساطة البلدين في تحسين علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي.&

العلاقات الثنائية

واستعرض أمير الكويت وسلطان عُمان العلاقات التي تربط البلدين، والتعاون بينهما في مختلف المجالات التي تخدم المصالح المشتركة للشعبين، في إطار ما يجمع دول مجلس التعاون الخليجي من علاقات تاريخية.

وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن المحادثات بحثت «سبل تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين الشقيقين».

&

أمير الكويت يستقبل نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني

&

الملف الإيراني

ويقول خبير في الشؤون الكويتية،&إن المحادثات بين السلطان قابوس والشيخ صباح الأحمد من المرجح أن تتناول جهود البلدين لتنقية الأجواء المتوترة في منطقة الخليج، خصوصًا فيما يتعلق بالعلاقات المضطربة مع إيران التي تعول كثيرًا على جهود البلدين لتسوية نزاعها مع بقية دول مجلس التعاون الست.

وقال يوسف الهوتي، رئيس قطاع الأخبار بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في عُمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن كلاً من سلطنة عمان والكويت «يعملان على رأب الصدع في المنطقة، خصوصًا بعد زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لهاتين الدولتين».

وأضاف: «هناك رؤى مشتركة عُمانية - كويتية لإيجاد صيغة لتسوية ودية في المنطقة، وإبعاد شبح التوتر عن هذا الإقليم.

وقال «إن زيارة أمير الكويت لسلطنة عُمان في هذا التوقيت «لها دلالات مهمة، في إطار الجهود التي تقوم بها الدولتان والقيادتان من أجل تحقيق الأمن والوفاق في المنطقة، وكذلك تنمية العلاقات الخليجية - الخليجية».

من جانبه قال المعلق السياسي الكويتي عايد المناع، لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة الرئيس الإيراني لكل من سلطنة عمان ودولة الكويت، ورد إيران على الرسالة الخليجية التي حملها وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح، قبل زيارة الرئيس الإيراني للمنطقة، قد تكون هي محور المحادثات الكويتية العمانية».&

وأضاف: «يبدو أن إيران تشعر بحاجة شديدة لعلاقات طيبة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وبالذات مع السعودية، خصوصًا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تتجه لتحجيم الدور الإقليمي لإيران».

وقال مناع: «من مصلحة إيران أن تتحسن علاقتها مع جوارها الخليجي، وبالذات السعودية ودولة الإمارات».

ويقول مناع إن الكويت وسلطنة عمان تريدان علاقات طبيعية وطيبة مع إيران، وتسعيان لتطبيع العلاقات الإيرانية الخليجية، لكن شريطة تلبية إيران لمطالب خليجية محددة، أهمها انكفاء إيران ضمن حدودها المعترف بها، وعدم توسعها على حساب دول الجوار الخليجي والعربي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار.

وبالنسبة لليمن، قال يوسف الهوتي إن سلطنة عُمان ودولة الكويت تتقاسمان الاهتمام بشأن إيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة.

استقبال رسمي وشعبي

وكان أمير الكويت وصل أمس الاثنين الى مسقط. ويضم الوفد الرسمي المرافق لأمير الكويت كلا من نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية أنس خالد الصالح، ومدير مكتب أمير الكويت أحمد فهد الفهد، بالإضافة إلي عدد من كبار رجال الدولة.

وأقيم لأمير الكويت استقبال رسمي وشعبي، حيث استقبله في المطار حيث استقبله نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد ووزير التراث والثقافة هيثم بن طارق آل سعيد ورئيس بعثة الشرف يوسف بن علوي بن عبدالله و الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية وسفير دولة الكويت لدى سلطنة عمان فهد حجر المطيري وأعضاء السفارة.

كما شارك في استقبال أمير الكويت مجموعات من فرق الفنون الشعبية العمانية التي اصطفت على جانبي الطريق، ورافقت موكبه إلى قصر العلم، حيث استقبله السلطان قابوس والفرق الموسيقية العسكرية وكوكبة من الفرسان ومجموعة من الهجانة.

وقالت وكالة الأنباء العُمانية إنه «شارك في الاستقبال الشعبي ما يزيد على ثلاثة آلاف مواطن ومواطنة قدموا عددًا من الفنون العمانية».

&

&

&