إيلاف من نيويورك: إكتسب وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض أهمية استثنائية، نظرًا الى المراحل التي مرت بها حملته الانتخابية في العامين الماضيين.

وبدون ادنى شك يتمتع قطب العقارات بشهرة كبيرة في الولايات المتحدة الاميركية، ولكن قراره بخوض الانتخابات جذب الاعلام الاميركي والعالمي، بظل المواقف والتصريحات المثيرة التي اطلقها بعد اعلان ترشحه.

الاهتمام الاعلامي بالمرشح السابق والرئيس الحالي ازداد بعد فوزه، خصوصًا أن قلة من الخبراء توقعوا نجاحه، واليوم بعد وصوله الى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، يحيط الرجل نفسه بمجموعة من المستشارين الذين يتمتعون بنفوذ كبير في واشنطن.

بانون وكوشنر

واذا كان ستيفن بانون، رئيس تحرير موقع بريتبارت اليميني سابقًا، يستقطب الاضواء الإعلامية بوصفه واحدًا من ابرز مهندسي سياسات الرئيس ترامب، فإن صهره جاريد كوشنر وابنته ايفانكا ترامب يتمتعان بنفوذ قوي ايضًا.

ترامب كلف صهره بالعمل على قضية السلام في الشرق الاوسط بين الفلسطينيين واسرائيل، وهو يبني آمالاً كبيرة على امكانية تحقيق خرق في هذه المسألة، لذلك لم يتوانَ في إحدى المناسبات عن التوجه الى كوشنير بالقول،" إن لم تفعلها، فإن احدًا لن يفعلها".

أخطر رجال ترامب

وفي الوقت الذي يتصدر فيه بانون وكوشنير، ومعهما ايفانكا، عناوين الصحف ووسائل الاعلام، ينكب بيتر نافارو، الذي وصفته مجلة بوليتيكو بأخطر رجال ترامب على متابعة الملفات التي كلفه بها الرئيس.

وتكمن أهمية نافارو في توليه ملفًا شكل أحد العناوين الرئيسية في حملة ترامب، فالاخير عيّن بروفيسور الاقتصاد في منصب المستشار التجاري في البيت الابيض.

أقلق آسيا واوروبا

نافارو الذي ينظر بعين الريبة الى الصين، لم يثِر القلق فقط في آسيا، فدوي تصريحاته وصلت الى اوروبا، واذا كان ترامب قد أغضب انجيلا ميركل والمانيا بعد تصريحه عن فرض ضرائب على شركة تصنيع السيارات بي ام دبليو، فإن مقابلة نافارو مع صحيفة فايننشال تايمز رفعت من مستوى المخاوف لدى الالمان.

وكان المستشار التجاري للرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اتهم ألمانيا باستخدام تراجع قيمة اليورو بهدف "استغلال" شركائها التجاريين الأساسيين، وبينهم الولايات المتحدة الاميركية.

وقال إن "اعتبار اتفاق التبادل الحر بين ضفتي الأطلسي (المتعثر حاليًا) اتفاقًا ثنائيًا، هو أمر معقد، والسبب ألمانيا التي تواصل استغلال دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الولايات المتحدة مستخدمة (ماركا ألمانياً) وهميًا أدنى من قيمته بكثير"، في إشارة إلى العملة الألمانية السابقة.

حرب عالمية

وتشير مجلة بوليتيكو "الى انه وفي الوقت الذي يجري التخوف من أن تؤدي سياسة بانون الى وقوع حرب مع ايران، فإن نهج نافارو الصارم قد يؤدي الى حرب عالمية تجارية"، متابعة، "المانيا والصين والمكسيك ودول أخرى قد ترد على السياسات التي سيتبعها نافارو، الذي يقول إنه يعتزم اعادة مكتسبات الولايات المتحدة".

وينظر نافارو بعين الريبة الى الصين، ويعتبرها العدو الذي يريد تقويض اميركا، ويصفها بالقوة الرجعية التي تسعى لتدمير القوة العاملة الأميركية، وطرد أميركا من شرق آسيا واقامة نظام شمولي جديد.

ويطرح نافارو لمواجهة ما يطلق عليه التهديدات الاقتصادية والعسكرية المتعددة التي تواجهها الولايات المتحدة، عدة توصيات، ابرزها مراجعة السياسة الخارجية للولايات المتحدة، زيادة التعريفات الجمركية، والتنصل من الاتفاقات التجارية، وقبل كل شيء بناء القدرات العسكرية ضد الصين، وتعزيز العلاقات العسكرية مع تايوان.