كوالالمبور: أعلنت الشرطة الماليزية الأربعاء أن المحققين في قضية اغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون أرسلوا طلب استدعاء لملحق دبلوماسي في سفارة بيونغ يانغ في كوالالمبور لاستجوابه. 

وتشتبه الشرطة بتورط خمسة كوريين شماليين في قتل كيم جونغ-نام في 13 شباط/فبراير بمطار كوالالمبور الدولي مسموما على الارجح، وتسعى إلى التحقيق مع ثلاثة آخرين.

وبينهم ملحق دبلوماسي في سفارة بيونغ يانغ في العاصمة الماليزية وهو هيونغ كوانغ سونغ وآخر يعمل لشركة طيران كورية شمالية ويدعى كيم أوك-إيل، بحسب ما أعلن قائد الشرطة الوطنية الماليزية خالد أبو بكر أمام صحافيين.

وقال أبو بكر "لقد أرسلنا إلى السفير للحصول على إذن بمقابلة الشخصين. ونأمل بأن السفارة الكورية الشمالية ستتعاون معنا وتسمح لنا بالاستماع إليهما سريعا. وإلا، فسوف نجبرهما على الحضور إلينا".

وقضى جونغ-نام إثر تعرضه لاعتداء فيما كان ينتظر طائرة تقله إلى ماكاو. وأظهرت مشاهد مسربة من كاميرات المراقبة في المطار امرأتين تقتربان من جونغ-نام فتمسك إحداهما به من الخلف وتدفعت بقطعة قماش على وجهه.

وبدا جونغ-نام لاحقا يتحدث إلى مسؤولين في المطار ليشرح لهم ما جرى وهو يشير إلى رأسه قبل أن يأخذوه إلى العيادة حيث أظهرته صور جاثما على كرسي. وأوضحت الشرطة الماليزية أنه تعرض إلى التسسم على الأرجح وتوفي قبل وصوله إلى المستشفى.

وأشارت كوريا الجنوبية بأصابع الاتهام الى جارتها الشمالية موضحة أن هناك "أمر دائم" من زعيمها بتصفية أخيه غير الشقيق، وإلى محاولة اغتياله في 2012 بعد أن انتقد نظام بيونغ يانغ.

وعند سؤاله إن كان المشتبه بهم الكوريون الشماليون الخمسة خططوا للهجوم، أبدى أبو بكر اعتقاده بأنهم "متورطون إلى حد بعيد". وأكد أن أربعة من المشتبه بهم غادروا إلى بيونغ يانغ يوم تنفيذ العملية فيما اعتقلت السلطات الخامس.

قاتلتان مدربتان

ونفى قائد الشرطة ادعاءات المشتبه فيهما بأنهما اعتقدتا أن الاعتداء كان مجرد مزحة لبرنامج تلفزيوني، قائلا "بالطبع كانتا تعلمان" أنها عملية اغتيال. وأضاف "أعتقد أنكم رأيتم الفيديو، أليس كذلك؟ السيدة توجهت نحو المرحاض ويداها ممدودتان إلى الأمام، كانت تدرك جيدا أنه سم وعليها غسل يديها".

وأوضح أن المشتبه بهما، الفيتنامية دوان تي هيوونغ (28 عاما) والاندونيسية ستي عائشة (25 عاما)، تم تدريبهما في كوالالمبور على طريقة مسح قطعة القماش على وجه الضحية. 

وقال إن عائشة مسحت وجهه بالمادة السامة أولا قبل أن تتبعها هيوونغ وتقوم بالأمر نفسه. ودافع أبو بكر عن المحققين قائلا إنهم كانوا "منصفين للغاية" داعيا سفارة بيونغ يانغ إلى القيام بواجبها بمساعدتهم.

لكن سفير كوريا الشمالية كانغ شول دعا في المقابل الاربعاء ماليزيا الى الافراج عن المرأتين وكذلك عن المشتبه به الكوري الشمالي.

وقال السفير في بيان "يجب ان يتم الافراج فورا عن المرأتين من فيتنام واندونيسيا وكذلك عن مواطن من جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية" بدون الاشارة الى الدبلوماسي الذي تريد الشرطة استجوابه.

وطالبت بيونغ يانغ ماليزيا بتسليمها جثمان جونغ-نام واعترضت على تشريحه. ورفضت كوالالمبور من ناحيتها تسليم الجثة مؤكدة أنها يجب أن تبقى في المشرحة إلى حين قيام أحد أفراد عائلته بالتعرف عليها وتقديم عينة للحمض النووي. 

ونفى أبو بكر صحة شائعات تحدثت عن وصول نجل جونغ-نام، كيم هان-سول، أو أي من أفراد عائلته المقربين إلى ماليزيا. 

وكان جونغ-نام (45 عاما)، الابن الاكبر للرئيس الكوري الشمالي السابق كيم جونغ-ايل، اعتبر لفترة وريثا محتملا لوالده، ولكنه اوقف في 2001 بمطار طوكيو وبحوزته جواز سفر مزور من جمهورية الدومينيكان. وعاش اثر ذلك في المنفى مع اسرته بين ماكاو وسنغافورة والصين.

ومنذ تولي كيم جونغ-اون الحكم في نهاية 2011 في كوريا الشمالية، تزايد الإعلان عن عمليات تطهير وإعدام وفقدان أشخاص، بعضها تاكد وبعضها لا، في ظل سعي زعيم الدولة الانعزالية إلى إحكام قبضته على السلطة في وجه الضغوطات الدولية على برامج بلاده النووية والصاروخية.

وأثارت العملية توترا دبلوماسيا بين ماليزيا وكوريا الشمالية الدولة المعزولة فيما كانت العلاقات بينهما جيدة نسبيا.

ويعمل حوالى الف كوري شمالي في ماليزيا وتشكل عائداتهم مصدر عملات صعبة مهم لكوريا الشمالية التي تستورد نفطا مكررا والمطاط الطبيعي والزيت من ماليزيا. وتشتري كوالالمبور اغراضا كهربائية او الكترونية وكذلك منتجات من الصلب من كوريا الشمالية.

وكانت ماليزيا تعتبر صلة وصل بين ممثلي بيونغ يانغ وبقية العالم، واستضافت كوالالمبور في السنوات الماضية لقاءات سرية بين النظام الكوري الشمالي والولايات المتحدة.