زيارة المرشحة الفرنسية مارين لوبن إلى لبنان أوجدت حالة رافضة لها لدى الكثير من اللبنانيين، بدليل الدعوة إلى التظاهر ضدّها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

إيلاف من بيروت: لم تمضِ زيارة المرشحة الفرنسية مارين لوبن إلى لبنان من دون إثارة الكثير من الجدل، إن كان لدى رفضها وضع الوشاح لدى مقابلة مفتي الجمهورية، وما أثارته أيضًا حول موضوع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، وكذلك دعوة بعض الحراك المدني إلى الاحتجاج على زيارتها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

يعتبر النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف"، أن تصريح لوبن حول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم يعبّر عن طبيعة حزبها، "فهذه المسائل بالنسبة إليها طبيعية، أي أن يكون هناك ديكتاتور حاكم، ويتسبب في قتل الآلاف من شعبه، لأنه عمليًا لا تُعطي أهمية للبشر الذين يقتلون، بل تعتبر الأمر طبيعيًا".

المؤكد، بحسب علوش، أن هناك نقصًا في مفهوم ما قامت به فرنسا تاريخيًا من رفع شعار الأخوة والمساواة والحرية لدى لوبن.

عظمة فرنسا
عمليًا لا شك أن لوبن لديها نقص في مفهوم عظمة فرنسا. وبرأي علوش، إذا بقيت لوبن على هذا المنوال فسوف تعيد فرنسا إلى عصور الظلام، وتصريحها الأخير يؤكد على إشكالية كبيرة في فهم بعض الغربيين المتطرفين لواقع الشرق الأوسط، والبديل من الأسد وداعش، بحسب علوش، يبقى دولة ديموقراطية.

دريان
عن رفض لوبن وضع الوشاح لمقابلة المفتي دريان، يعتبر علوش أن هذا دليل على احتقار عادات الآخرين، والمفروض كان ألا يقابلها المفتي، ويبقى رغم ذلك حقها الشخصي وحرية التصرّف.

جنبلاط
عن إعلان النائب وليد جنبلاط استياءه من زيارة لوبن إلى بيروت، يلفت علوش إلى أن جنبلاط معترض على المبدأ عينه، وهو ما صرحت به أخيرًا عن داعش والأسد، لذلك جنبلاط مستاء من الأمر، لأنه يعرف أن الأفكار المتطرفة تجمع بين لوبن والرئيس الأميركي دونالد ترامب ومع الفكر الذي يقود داعش وبشار الأسد أيضًا.

التحرّك الإحتجاجي
عن التحرك الإحتجاجي عبر فايسبوك، الذي نظمه المنتدى الإشتراكي، من خلال الدعوة إلى اعتصام أثناء انعقاد مؤتمر لوبن الصحافي، يؤكد علوش أن هذا التحرك طبيعي، ويؤكد أن لوبن غير معترف بها من خلال آرائها عند الكثير من اللبنانيين للأسباب الكثيرة التي ذكرناها سابقًا، لأنها تحجّم عظمة فرنسا، خصوصًا مبدأ المساواة والعدالة بين البشر.

حظوظ لوبن
ما مدى حظوظ لوبن مع التطرّف في الوصول إلى سدة الإليزيه؟، يؤكد علوش أنه بحسب المعايير الأمر منوط بالدورة الثانية للانتخابات، فبعد الدورة الأولى سوف تفرز الأمور، والشعب الفرنسي لا يمكن أن يتعايش مع أفكار لوبن.&

ولا يعتقد علوش أن إمكانية وصولها إلى رئاسة الجمهورية ستكون عالية، بل هي ستثير حفيظة الفرنسيين من جديد حتى يعودوا إلى الأمور التي جعلت من فرنسا عظيمة في السابق.

عن تقييم زيارة لوبن، التي أثارت جدلًا في لبنان، يؤكد علوش أن استقبالها كان خطأ، لكنها أوجدت حالة رافضة لها من قبل الكثير من اللبنانيين.
&