إيلاف من دبي: أطلق نادي دبي للصحافة ومدينة دبي للإعلام النسخة الكاملة لتقرير "نظرة على الإعلام العربي: شباب.. محتوى.. إعلام رقمي"، وذلك في قالب إلكتروني يواكب متطلبات العصر التزامًا بنهج دبي واستراتيجيتها في التحول إلى المدينة الذكية، وبما يكفل وصوله إلى أوسع دائرة ممكنة من جمهور المهتمين بمضمونه سواء من المهنيين أو الأكاديميين أو المهتمين بمختلف القطاعات الإعلامية. 

وكان النادي بالتعاون مع مدينة دبي للإعلام قد أطلق الملخص التنفيذي للتقرير على هامش الدورة الماضية لمنتدى الإعلام العربي. 
يأتي إطلاق النسخة الإلكترونية للتقرير في الوقت الذي تتزايد فيه أهمية الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية في مختلف نواحي الحياة للأفراد والمجتمع بشكل أوسع، ويبحث التقرير في قضايا رئيسة تستوجب البحث والعمل والاستثمار فيها خلال السنوات المقبلة، ويتضمن أيضًا مخرجات ترصد أبرز تطورات المشهد الإعلامي في 14 دولة عربية، إلى جانب أهم المؤشرات والمتغيرات التي ستسود المشهد الإعلامي.

وأكدت علياء الذيب، مديرة نادي دبي للصحافة، "أن نشر التقرير في نسخة إلكترونية يتماشى مع استراتيجية دبي الذكية، وتوجهات الإمارة إلى التحول الذكي في مسارات الحياة والعمل المختلفة"، مشيرة إلى أن "النشر الرقمي يمثل طريقة فعالة لمدّ جسور التواصل مع كل المعنيين بالواقع الإعلامي في بلدان العالم العربي بشكل يضمن انتشار التقرير بين أكبر شريحة من المهتمين".

وعن أهمية هذا النوع من التقارير بما يحمله من معلومات ومخرجات تهمّ العاملين في قطاع الإعلام، أكدت مديرة نادي دبي للصحافة أن الإصدار الخامس من تقرير "نظرة على الإعلام العربي: شباب.. محتوى.. إعلام رقمي" يقدم رؤية واضحة للمشهد الإعلامي خلال المرحلة المقبلة وما سيطرأ عليه من تطورات وتغيرات. 

علياء الذيب

 

وقالت: "تتمثل أهمية هذا النوع من التقارير في ما يقدمه من معلومات ومخرجات تفصيلية ينبغي العمل عليها بالبحث والتحليل للوقوف على السبل المناسبة لمواصلة مسيرة التطوير الإعلامي وفقًا للمستجدات والمتغيرات التي يفرضها الواقع الإعلامي الجديد".

أضافت الذيب أن التقرير يقدم معطيات موثوقة تجعل منه مرجعًا لفهم وتحليل التغيرات التي تشهدها الساحة الإعلامية في 14 دولة عربية، علاوة على التوقعات والتوجهات المستقبلية، ما يمثل ركيزة مهمة لدعم عملية اتخاذ القرارات وتطوير السياسات المتعلقة بالقطاع الإعلامي. 

وقالت: "يقدم التقرير للعاملين في القطاع الإعلامي خريطة مفصلة تحمل بين تفاصيلها الكثير من المعطيات المهمة عن القطاعات الإعلامية الآخذة في النمو وكيفية تعزيز الاستفادة منها، فضلًا عن تحديد أفضل وسائل التواصل مع المتلقي".

من جهته، قال ماجد السويدي، المدير العام لمدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للإستديوهات ومدينة دبي للإنتاج: "يشهد القطاع الإعلامي في المنطقة تطورات سريعة ومطردة، وتضطلع مدينة دبي بدور بارز وفعّال في قيادة هذا التحول. ويقدم تقرير نظرة على الإعلام العربي دراسة موثوقة وذات مصداقية وتوقعات حول مستقبل هذه الصناعة مع ظهور طيف جديد من المنصات الإعلامية. ويوفر هذا التقرير القيّم دليلًا ومرجعًا مهمًا لرواد الأعمال والشركات التي تتطلع إلى تحقيق النمو والنجاح في حقبة جديدة كلياً لقطاع الإعلام. 

ماجد السويدي

وأضاف أن "التقرير يعد تأكيدًا على أهمية شراكتنا مع نادي دبي للصحافة في دفع عجلة نمو وتطوير قطاع الإعلام في المنطقة في عصر تغيرت فيه الطريقة التي نطور ونتلقى من خلالها المحتوى. وسوف تواصل مجمعاتنا الإعلامية الرائدة توفير النظم الحيوية المتكاملة التي تسرع دفة الابتكار في تطوير المحتوى وتدعم الاستثمار في تطوير المواهب المبدعة والمتميزة التي تشكل نواة التقدم والمحرك الرئيس للنمو الذي نصبو إلى تحقيقه في المشهد الإعلامي في عالمنا العربي".

بحث معمق
وقد حرص التقرير على إجراء بحث معمق ودراسة كمية مع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في مختلف أرجاء العالم العربي، إضافة إلى مجموعات نقاش تضم مستخدمين مؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، كما تمت دراسة ظاهرة المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي. 

ويتوقّع التقرير أن يرتفع حجم سوق الإعلام في المنطقة ككل إلى 12.4 مليار دولار بحلول عام 2018. ويشكل انخراط الشباب في مجال الإعلام الرقمي المحرك الرئيس لهذا التحول الذي تشهده صناعة الإعلام في المنطقة، خصوصًا مع تزايد عدد السكان من فئة الشباب (تحت سن الرابعة والعشرين) التي تشكل نحو 50 % من التركيبة السكنية في المنطقة، بينما لا تصل النسبة إلى نصف هذا المعدل في العديد من الدول المتقدمة، كالولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة.

الرقمنة الإعلامية
من أبرز ما سيميز الإعلام في المرحلة المقبلة هو تنامي ظاهرة التحول إلى الخيار الرقمي في الإعلام أو ما بات يعرف اصطلاحًا بتوصيف "الرقمنة الإعلامية"، وذلك مع زيادة استخدام الإنترنت عريضة الحزمة (Broad Band Internet) في المنطقة العربية وزيادة نسب مشاهدة المحتوى الإعلامي عبر الأجهزة النقالة، مع توقع نمو تلك الظاهرة في المنطقة خلال العامين المقبلين. 
كما يبيّن كيفية العمل على مواكبته في إيجاد الحلول والبدائل المناسبة التي تكفل للإعلام العربي حدودًا تنافسية فعّالة، علاوة على وجوب حتمية التفكير في أساليب تضمن المزاوجة بين المنصّات الرقمية من جهة والصحافة والتلفزيون والإذاعة من جهة أخرى، وتوظيف تلك المنصات في نجاح الإعلام.

الإعلام المدفوع 
كما يلقي التقرير الضوء على ظاهرة تنامي "قطاع الإعلام المدفوع"، بمعدل من المنتظر أن يفوق نمو الإنفاق على الإعلانات، فمن ضمن التوقعات المستقبلية التي يقدمها التقرير في هذا الشأن نمو سوق الإعلانات بمعدل سنوي مركب نسبته 2.5% في الفترة بين الأعوام 2016 و2018. 

في حين ينتظر أن تتراوح نسبة نمو وسائل الإعلام المدفوعة حول 3.7% خلال الفترة نفسها، كما من المنتظر أن يقود قطاعا التلفزيون والألعاب الرقمية هذا النمو. إلى جانب الخطوط العريضة لنوع وطبيعة "المحتوى" المطلوب لتحقيق هذه التطور لكون الإعلام المدفوع مرتبطًا في الأساس بتقديم "محتوى ممتاز".

يذكر أن الإصدارات السابقة للتقرير لاقت اهتمامًا كبيرًا من مختلف قطاعات الإعلام في المنطقة. ويعد التقرير، إلى جانب "منتدى الإعلام العربي" و"جائزة الصحافة العربية"، من المبادرات الرائدة التي أطلقها النادي وتهدف إلى دفع عجلة تطوير الإعلام العربي على وجه العموم. 

حيث جاء الإصدار الأول في العام 2007 تحت عنوان "تطوير المؤسسات والكفاءات الإعلامية"، فيما أطلق الإصدار الثاني عام 2008 تحت عنوان "الإعلام والتكنولوجيا"، وتلاه الإصدار الثالث تحت عنوان "تحفيز المحتوى الإعلامي" عام 2009، ونُشر الإصدار الرابع عام 2011 تحت عنوان "الإعلام العربي: الانكشاف والتحول". 

ونظرًا لإلى النجاح غير المسبوق الذي حققه التقرير خلال الأعوام السابقة، تم تجديد التعاون هذا العام مع مدينة دبي للإعلام بصفتها الحاضنة والممكنة لصناعة الإعلام في دبي بهدف الحصول على رؤية أوسع وأكثر شمولًا للسوق تتجسد بتقديم أداة فعالة للقائمين على الإعلام والعاملين به.