بيروت: أعلنت ثلاثة فصائل سورية مقاتلة تدعمها تركيا الخميس سيطرتها على مدينة الباب بالكامل من تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا بعد أسابيع من المعارك، في حين تحدثت انقرة عن سيطرة "شبه كاملة" على المدينة.

وقال احمد عثمان قائد مجموعة "السلطان مراد"، احد الفصائل الثلاثة التي اعلنت السيطرة على المدينة، "بعد ساعات من المعارك، تم الإعلان عن تحرير مدينة الباب بالكامل وحاليا يتم تمشيط الأحياء السكنية من الألغام".

وقال قائد "فرقة الحمزة" سيف ابو بكر "سيطرنا يوم امس (الاربعاء) على مركز المدينة الذي يعد المربع الامني (للتنظيم) واصيبوا بانهيار كبير، اتممنا العملية عند الساعة السادسة صباحا (04،00 ت غ) وتمت السيطرة عليها بشكل كامل".

لكن وزير الدفاع التركي فكري ايشيك بدا اكثر تحفظا حيال ذلك وصرح لوكالة انباء الاناضول الحكومية ان مدينة الباب التي تبعد حوالى 25 كلم جنوب الحدود التركية باتت "تقريبا بالكامل تحت السيطرة"، وذلك بعد ساعات من اعلان الفصائل السورية المذكورة.

واضاف الوزير "ان قوات انقرة دخلت وسط المدينة (...) هناك عمليات تمشيط واسعة النطاق".

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي الفصائل المعارضة سيطروا على نحو نصف احياء المدينة الا ان جهاديي التنظيم لا يزالون فيها.

مصدر كبير للدخل

تعد السيطرة الكاملة على مدينة الباب في حال اكدتها انقرة نجاحا كبيرا لتركيا التي بدأت في 24 آب/أغسطس عملية غير مسبوقة في شمال سوريا لطرد الجهاديين من تخوم حدودها.

وقال الباحث في المعهد الاطلسي ومقره واشنطن ارون ستاين لوكالة فرانس برس ان مدينة الباب حيث يقطن نحو 100 الف شخص "مهمة لان (خسارتها) ستحرم تنظيم (الدولة الاسلامية) مصدرا كبيرا للدخل من خلال الضرائب".

واضاف "انها منطقة يعقد فيها (الجهاديون) اجتماعاتهم ويخططون لهجماتهم ضد السوريين والغربيين".

وسيطر الجهاديون في عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق.

وتعد مدينة الباب آخر ابرز معقل للجهاديين في محافظة حلب بشمال سوريا، التي لا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على الجزء الشرقي من ريفها فيما تتقاسم القوات النظامية والفصائل المعارضة والاكراد السيطرة على بقية مناطقه.

وخسرت القوات التركية، منذ 10 ديسمبر 69 من جنودها خلال معارك الباب.

وبحسب حصيلة اوردها المرصد فان 353 مدنيا بينهم 87 طفلا قتلوا منذ 21 ديسمبر في منطقة الباب وضواحيها جراء القصف التركي. لكن الجيش التركي ينفي باستمرار هذه الاتهامات ويؤكد انه يفعل ما بوسعه لتفادي سقوط مدنيين.

وقال ابو جعفر القائد العسكري في "لواء المعتصم" "لقد قتلنا عشرات من جهاديي التنظيم واجلينا نحو خمسين عائلة من الباب" مشيرا الى ان القوات "ستنتهي من تمشيط بقية المدينة وسنعزز خطوطنا الدفاعية".

واضافة الى كونه هدفا لهجمات القوات التركية وحلفائها من الفصائل المعارضة، فان تنظيم الدولة الاسلامية هدف ايضا لهجوم تشنه قوات النظام السوري وحلفاؤها.

ووصل هؤلاء الى مسافة 1,5 كلم من المدينة، لكن روسيا، حليفة النظام السوري، طلبت منه عدم دخول المدينة.

في المقابل، تستعد القوات النظامية لشن هجوم على الجزء الشرقي من ريف حلب.

وينوي النظام السيطرة خصوصا على منطقة الخفسة حيث المحطة التي تغذي مدينة حلب بالمياه، علما بانها متوقفة عن الخدمة منذ شهر ونصف شهر، بحسب المرصد.