إيلاف من الرياض: أكد محللون أن الجولة الآسيوية المرتقبة للملك سلمان بن عبد العزيز&تأتي في سياق الانفتاح السعودي على القوى الآسيوية، موضحين&أن الجولة لن تعزز العلاقات البينية بين السعودية وآسيا وحسب، بل ستعطي ايضًا دفعاً جديداً للعلاقات الخليجية مع دول آسيا التي تشهد معدلات عالية للتنمية الشاملة، معتبرين أن الجولة خطوة مهمة في مجال تطوير السياسة الخارجية السعودية والخليجية والعلاقات الدولية بعيدًا&من الغرب.
&
وتترقب الأوساط الآسيوية جولة الملك سلمان&الشرق آسيوية، التي تبدأ الاسبوع المقبل&وتتضمن كلاً من ماليزيا وإندونيسيا واليابان والصين والمالديف، حيث تهدف الزيارة &الى تعزيز دبلوماسية التوجه للشرق،&في إطار السعي لتقوية الشراكات السياسية، الاقتصادية والاستثمارية، ضمن رؤية السعودية 2030، وهو ما يؤكد حرص السعودية على تحويل شراكتها الاستراتيجية مع دول آسيا إلى برامج عمل تنفيذية.

​تشمل اليابان والصين وماليزيا وإندونيسيا
الملك سلمان يستعد لجولة آسيوية تاريخية

حراك استراتيجي

الباحث السياسي&ياسر العامر، اوضح ان جولة الملك سلمان جزء من حراك سعودي استراتيجي محمول برؤية تنموية واعدة، مشيرًا في حديثه لـ"إيلاف" الى أنها تأتي بعد اقل من شهرين من جولة خليجية للملك سلمان شملت الامارات وقطر والبحرين والكويت، وهو ما يؤكد أن الجولة الآسيوية &لن تعزز العلاقات البينية وحسب، بل ستعطي ايضًا دفعاً للعلاقات الخليجية مع آسيا، وهو يكشف حرص السعودية&والخليج على مبدأ التنوع والتعدد في سياق علاقاتهم الخارجية وتحالفاتهم الدولية، وتؤكد استقلالية حركتهم الخارجية بما يحقق مصلحة شعوبهم.
&
واوضح العامر&أن تنويع شبكة التحالفات الإقليمية مع القوى الصاعدة لم يعد مجرد هدف عابر للسعودية والخليج العربي، وإنما خيار استراتيجي فرضته تطورات المشهد السياسي والاقتصادي والعسكري على الساحة الدولية، لا سيما مع استمرار صعود الدول الآسيوية على الصعيد السياسي وتزايد ثقلها الاقتصادي والسكاني، وهو الأمر الذي ينذر بحدوث تغيّرات في ميزان القوى العالمية والإقليمية، خاصة أن غالبية دول اسيا تتمتع بمصالح استراتيجية واقتصادية راسخة مع دول الخليج، وبالتالي فإن تحويل هذه الشراكات إلى برامج عمل تنفيذية يعتبر أمرًا في غاية الاهمية.

سيكون لها دورٌ محوري ومؤثر في مختلف المجالات
جولة الملك سلمان الآسيوية تؤسس لشراكة استراتيجية

قوة اقتصادية يمكن استنساخها

من جهته، قال المحلل الاقتصادي سعود الشهراني، إن الاهتمام في تطوير العلاقات السعودية الآسيوية لم يكن من طرف واحد، وإنما كان من الطرفين استنادًا الى حجم الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى لمسؤولي الجانبين، بالإضافة إلى حجم التبادل التجاري، مشيرًا&لـ"إيلاف" إلى أن توجه السعودية لتعزيز عمقها الاستراتيجي في آسيا&له دلالة&عميقة، اذ انه يأتي ضمن سياق إحداث توازن بين القوى المختلفة على الساحة الدولية، وهذا التوجه يعكس الواقعية السعودية التي تتطلب الاستعداد لكل الاحتمالات المستقبلية، وبالتالي تأتي الزيارات المتبادلة مؤشرًا على الرغبة المشتركة في التواصل لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون في مختلف المجالات.
&
وقال الشهراني&إن العامل المشترك بين الدول المستهدفة في جولة الملك&يكمن بنجاحها&في بناء قوتها الاقتصادية، وفي انتاج&صناعة متقدمة، وبالتالي تعتبر نموذجًا يمكن الاستفادة منه،&لا سيما ان منطقة الخليج تحتاج إلى استراتيجيات اقتصادية بديلة بعد عقود من دورانه حول النفط، وقد تضطلع آسيا بدور في ذلك مستقبلاً، مؤكدًا&أن هذه الدول تتميز بأنها تقع في محيط سياسي مستقر، ولم تدخل متاهات التدخل العسكري، وبالتالي ليس هناك تداخل بين العلاقات الاقتصادية وفرض الإملاءات السياسية،&كما هو الحال في الغرب.

وتبدأ الجولة بزيارة الملك سلمان إلى ماليزيا، حيث سيمكث فيها 3 أيام، يشهد خلالها تفعيل وتوقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم وتعاون. ومن كوالالمبور يزور الملك&إندونيسيا، في ثاني زيارة لعاهل سعودي لهذه الدولة&منذ الزيارة التي قام بها الملك&الراحل&فيصل بن عبد العزيز&قبل 46 عاماً. وتستغرق الزيارة 12 يومًا. ومن جاكرتا ينتقل الملك سلمان إلى الصين التي يمكث فيها 4 أيام، ثم إلى اليابان حيث يقضي 3 أيام. ويختتم خادم الحرمين جولته الآسيوية بزيارة جزر المالديف، التي يغادرها إلى الأردن في 27 مارس المقبل&لحضور القمة العربية.

تجدر الاشارة إلى&ان الملك سلمان سبق وان قام بجولة آسيوية مماثلة في العام 2014 عندما كان وليًا للعهد، حيث زار باكستان واليابان والهند والمالديف، كما شهدت السعودية زيارات سابقة لعدد من زعماء الدول الآسيوية، في مقدمتهم&رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي زار السعودية في مارس 2014، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي زار الرياض في سبتمبر 2015، كما زار الرئيس الصيني شي جين بينغ السعودية في يناير 2016، وزار&رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق السعودية في مارس 2016.