ما الذي يردع إسرائيل اليوم من شن حرب على لبنان، بعد الإيحاءات الإسرائيلية الأخيرة بشن حرب على لبنان، وإطلاق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تهديداته الردعية الأخيرة ضد إسرائيل؟

بيروت: الإيحاءات الإسرائيلية بالتحضير للحرب ضد لبنان، دفعت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى إطلاق تهديداته الردعيّة الأخيرة ضد الإسرائيليين وحذّرهم من أي تهوّر ضد لبنان، مؤكدًا أن أهداف حزب الله لم تعد محصورة أو محدودة ضمن مستوطنات حدودية، بل أصبحت أوسع بفعالية صواريخ بعيدة المدى يمتلكها الحزب منذ بدء الأحداث السوريّة لتحقيق استراتيجية الردع، ولن تقتصر الأهداف على مفاعل ديمونا في النقب، بل تطال أمكنة ومصانع ومراكز استراتيجية أخرى يمكن ان تشلّ كل اسرائيل خلال ساعات.

فما الذي يردع اليوم حربًا اسرائيلية على لبنان؟

يؤكد النائب قاسم هاشم في حديثه لـ "إيلاف" أن ما يردع تلك الحرب يبقى معادلة توازن الرعب التي أقامها حزب الله مع إسرائيل، بعد حرب تموز 2006، وهذا يضع حدًا لنوايا اسرائيل تجاه لبنان التي تصوب دائمًا باتجاهه، ولو كانت اسرائيل تعرف أنها ستحقق نصرًا ما في لبنان، لما تأخرت عن شن هجوم عليه، كي تعوض بعض هزائمها التي منيت بها في تموز 2006، وهذه المعادلة تبقى الرادع، لأن إسرائيل لا تفهم إلا بلغة القوة والردع التي لم تختبرها من قبل مع صراعها في العالم العربي.

أميركا وإسرائيل

وردًا على سؤال بأن أميركا لم تشجع يومًا إسرائيل على شن حرب ضد لبنان، فهل تغيّر الأمر مع سياسة رئيس أميركا الجديد دونالد ترامب؟

يجيب هاشم أن الظروف تبدلت، ولكن في كل الأوقات كانت السياسة الأميركية منحازة لإسرائيل والإستراتيجية الأميركية تقوم على معادلة في المنطقة أساسها حماية إسرائيل والحفاظ على أمنها في كل المجالات والمستويات، حتى في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، فبدل أن يكون عادلاً تجاه قضايانا كان العهد الأكثر إغداقًا على إسرائيل بالماديات والعسكر.

العرب

البعض يعتبر أن إسرائيل تنطلق من قاعدة أن العرب يتقاتلون في ما بينهم ولا داعيَ لشن حرب عليهم، يشير هاشم في هذا الصدد إلى أن هذه معادلة جديدة تعتمدها إسرائيل فهي تتفرج على الحروب الدائرة على مساحة الوطن العربي التي تخدم أهدافها واستراتيجيتها، وبالنسبة لنا كلبنانيين فنعرف أن إسرائيل لا تزال تضع أمامها لبنان في كل لحظة والعامل الأساسي لردعها يبقى القوة التي نمتلكها أي معادلة الرعب.

حزب الله

أما هل حزب الله مستعد اليوم لشن حرب ضد إسرائيل، بعد تهديدات نصرالله الردعية؟

يلفت هاشم إلى أن الجميع يعرف أن حزب الله يتعاطى بحكمة مع المواضيع ويرتاح إلى ما يمتلكه من جهوزية وقوة لردع إسرائيل، وحزب الله على استعداد اليوم لوضع أي حد لمغامرة قد تقدم عليها إسرائيل، ولا يزال لبنان معتدى عليه من خلال أجزاء تسيطر عليها إسرائيل كتلال كفرشوبا والأجزاء الشمالية من منطقة الغجر على مساحة حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين، بالإضافة إلى الخروقات شبه اليومية لسيادة لبنان الوطنية، ومع ذلك نقول إذا أرادت إسرائيل ارتكاب أي مغامرة ضد لبنان، فالكل جاهز لردعها ومواجهتها بكل ما نملك من قوة وجهوزية.

الدول الغربية

ولدى سؤاله بأن البعض يعتبر أن لا مصلحة للدول الغربية في هزّ استقرار لبنان، يؤكد هاشم أن الدول الغربية وعلى رأسها أميركا تبقى حاضنة لإسرائيل ومشجعة وراعية لها، وتستطيع الحكومات الغربية أن تخفف من هدف إسرائيل في شن حرب على لبنان.

وقد لا تكون هناك مصلحة خاصة لدى الغربيين بل أجواء متغيرة على مستوى ما يجري في المنطقة، و"الإرهاب" الذي أصبح يتجاوز الحدود، والخشية الأوروبية والغربية من زيادة عدد المهاجرين الى بلدانها، وكلها عوامل تدفع إلى ردع أطماع اسرائيل في حربها على لبنان.

ويؤكد هاشم إلى أن من أهم العوامل لدى الغرب في الحفاظ على هدوء لبنان تبقى في كونه يمنع أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري في الوصول إلى الدول الغربية.&


&