«إيلاف» &من القاهرة: أكد رئيس حزب الكرامة الناصري السابق ومؤسس حركة كفاية وعضو مجلس النواب السابق، أمين إسكندر، أن النظام الحاكم يفتقد& لحنكة ورؤية سياسية واضحة حتى الآن، بدليل فشل جميع المشاريع الكبرى التي أعلن عنها، حيث لم يتضح بعد المغزى الحقيقي من وراء إقامتها، وقال القيادي الناصري في الحلقة الثانية من حواره مع «إيلاف»:" إن شعبية الرئيس في تراجع شديد وسوف يواجه أزمة حقيقة في الانتخابات الرئاسية القادمة لعام 2018 في حال ترشحه لفترة ثانية ، ولا مفر أمامه سوى التصالح مع الإخوان بهدف مساندته بجانب السلفيين والجماعات الإسلامية في الانتخابات الرئاسية القادمة".

&

&

&

&

&

قيادي مصري ناصري: المشير طنطاوي رسم خريطة مكافحة الإخوان

&

فيما يلي نص الحوار

كيف ترى أداء الرئيس السيسي ؟

الرئيس لا يمتك رؤية وحنكة& سياسية، وهو منذ البداية لم يقدم خطابًا سياسيًا واضحًا للشعب، بل أن& خطاباته الموجهة للشعب تعتمد على لغة العاطفة، فالنظام الحاكم حاليًا يسير على نهج وسياسة مبارك، عن طريق سيطرة أصحاب المصالح على شؤون البلاد، ولم يحدث تغيرات كثيرة على أرض الواقع بدليل عودة نظام مبارك لتعيين وزراء في التغيير الوزاري الأخير، وما اختلف عن نظام مبارك هو ترتيب القوى،&بمعنى أنه في عصر مبارك كان ترتيب القوى"الداخلية ثم الجيش ثم القضاء" أما الآن فأصبح ترتيب القوى "الجيش أولًا ثم القضاء والشرطة".

&ولكن السيسي جاء من خلفية عسكرية وهذا حدث مع عبد الناصر والسادات ومبارك وهؤلاء كانت لديهم خبرة سياسية؟

صحيح أن خلفية عبد الناصر كانت عسكرية، ولكن كان يتميز بفكر سياسي واضح ومحدد سواء بالداخل أو بالخارج، وكان حريصًا على كشف الحقائق للشعب، أما السيسي فلا يختلف كثيرًا عن السادات ومبارك، فهو رجل أمن من الطراز الأول، والدليل على ذلك تعبيراته التي يستخدمها في خطاباته مثل "مصر مستهدفة، محدش يسمع كلام حد غيري، أهل الشر"، وكلها يستخدمها كخطاب للاستهداف الداخلي وبالونه لتخويف الشعب، كما كان يعمل مبارك باستغلال فزاعة الإخوان .

هل& الرئيس عبد الفتاح& السيسي سيواجه أزمة& شعبية& في الانتخابات الرئاسية القادمة لعام 2018؟

بالتأكيد شعبية الرئيس في تراجع كبير جدًا ،ولن تتكرر النسبة الكبيرة التي حصل عليها في الانتخابات الماضية ،في ظل فقدان ثقة الشعب به ؛ لذا السؤال المهم هو من ينتخب السيسي لفترة رئاسة ثانية في ظل انخفاض شعبيته؟! فلن تجد سوى الإخوان والسلفيين والجماعات الإسلامية ، كسند حقيقي له؛ ومن أجل ذلك لا يستبعد حدوث تصالح بين النظام والإخوان ، والاتفاق& يدور حول اعتراف& الإخوان بشرعية السيسي ، مقابل السماح لهم& بالعودة للمشهد تدريجيًا ،حتى لو تم ذلك في وجود القيادات الكبرى بالسجون ،وفتح المجال للشباب والصفوف الوسطى ،وقد وضح& مخطط التصالح مع الإخوان بالحديث مؤخرًا عن تقديم شباب الجماعة داخل السجون مراجعات فكرية ،وينتظر أن تشهد انتخابات 2018 ترشح شخصيات مدنيين على رأسهم الدكتور مصطفى حجازي ،والمستشار هشام جهينة، في حين من المستبعد ترشح الفريق& أحمد شفيق المرشح الأسبق في انتخابات 2013 .

كيف تقرأ القرارات الاقتصادية الأخيرة من تعويم الجنيه وغيره؟

قرارات تؤكد استمرار سيطرة الرأسمالية، وتوغل رجال الأعمال، والقرارات الأخيرة لا تخدم الطبقة الفقيرة، بل تصب في صالح فئات محددة، فهناك 1% من المصريين& يحتكرون 48 % من ثروة البلاد، مما يكشف الحالة الاقتصادية الصعبة التي وصلت إليها الدولة، في ظل عدم وجود رؤية أو حلول حقيقة من قبل القائمين على الملف الاقتصادي، والقرارات الاقتصادية الأخيرة ستزيد من عدد الفقراء .&

بصفتك برلمانيًا قديمًا ما تقييمك لأداء مجلس النواب حتى الآن؟

مجلس النواب الحالي يعمل "سكرتير " عند رئيس الوزراء ينفذ ما يطلب منه، ويكفي أنه حتى الآن لم يقدم استجوابًا واحدًا ضد الحكومة رغم الفشل الذريع لها في جميع المجالات، وائتلاف دعم مصر يقوم بنفس دور الحزب الوطني المنحل في برلمان مبارك، وأداؤه بهذا الشكل أمر كان متوقعًا في ظل اختيار نوابه من قبل الأجهزة الأمنية، والمواطن المصري أصبح لا يعطي اهتمامًا بالمجلس من الأساس فوجوده مثل عدمه .

كيف رأيت التغيير الوازري الأخير؟

منذ انتخاب الرئيس السيسي والحكومة تقوم بدور سكرتيرة الرئيس، تنفذ ما يطلب منها فقط، وجميع التغيرات الوزارية الماضية مجرد "قص ولصق "، فلا يوجد رؤية سياسية واضحة للتغيير سواء عند السيسي أو رئيس الحكومة، فالاختيار يتم بالمجاملة والعشوائية، بدليل أن وزير الزراعة متهم بالفساد ومقدم ضده أكثر من بلاغ للنائب العام، ولم يتم الكشف عن أسباب إقالة الوزراء، الأمر الآخر أن الذين يرفضون تولي الحقائب الوزارية إما لكونهم يرفضون العمل في منظومة فاسدة تنفذ الأوامر التي تطلب منها، أو أن لديهم فكر ورؤية والنظام لا يريد ذلك .

كيف ترى&الحريات الآن؟

الحريات الآن في مصر في تراجع شديد، في سابقة لم تشهدها مصر حتى في عهد الرئيس المخلوع مبارك، فهناك تضييق أمني على الشباب والمعارضين للنظام، من خلال قوانين غير دستورية مثل قانون التظاهر والكيانات الإرهابية، حتى الإعلام سيطرت الدولة عليه من خلال شراء رجل أعمال تابع للنظام جميع القنوات الفضائية والصحف والمواقع، كما أن الأحزاب السياسية هي الأخرى أصبحت تابعة للسلطة، في حين دخلت أحزاب أخرى مرحلة الموت الإكلينيكي .

ما رأيك في المشروعات الجديدة& ؟

الرئيس قال:" إنها مشروعات لرفع الروح المعنوية& لدى الشعب" ، والواضح أنها مشروعات قامت بلا دراسة أو هدف، بدليل أن مشروع المليون شقة لم يحل أزمة الإسكان حتى الآن؛ لأن المشكلة لدى الشباب هي أسعار الوحدة السكنية التي لا يستطيع دفع ثمنها، كما أن مشروع العاصمة الجديدة& سوف ينفق المليارت دون جدوى، وهناك شركات أعلنت انسحابها مؤخرًا، ونفس الأمر بالنسبة لمشروع المليون ونصف فدان، فعلاج البطالة يكمن في إقامة المشروعات الصغيرة حيث تصب في الأساس لصالح المواطن الفقير، أما المشروعات الكبرى فتهدف لجذب استثمارات أجنبية ورجال أعمال كبار هدفهم تحقيق ربح مادي دون النظر للمحتاجين، وهذه السياسة فشلت في عهد مبارك وكانت سببًا في خراب البلاد، ورغم ذلك ما زال النظام المصري يكررها، فالمشروعات الكبرى ليست ضمن أولويات الشعب المصري حاليًا.&

لماذا اعترضت بشدة على المؤتمرات التي نظمتها رئاسة الجمهورية للحوار مع الشباب ؟

مؤتمرات الشباب التي عقدت في شرم الشيخ وأسوان تمثل أكذوبة كبرى، بل تمثل إهدارًا للمال العام من قبل مؤسسة الرئاسة التي تتولى عملية الإنفاق بالكامل، وهي مؤتمرات لا تمثل الشباب المصري الحقيقي، بل أن الضيوف يتم اختيارهم بعناية من جامعات خاصة وأبناء رموز الدولة ورجال الأعمال، وهذا لا يمثل حوارًا حقيقيًا، فإذا كان الرئيس يريد حوارًا حقيقيًا عليه النزول للشارع وتوجيه خطابه للشعب المصري وشبابه المطحون الفقير،وليس أبناء الذوات .

ما تفسيرك للقاء السيسي ونتيناهو السري في الأردن ؟

العلاقة بين مصر وإسرائيل في أفضل ما يكون، وهناك ضربات مشتركة ضد الجماعات الإرهابية في سيناء، وأتوقع أن يكون اللقاء جاء في إطار خطة رسم منطقة الشرق الأوسط& الجديد مع وصول ترامب للحكم، حيث هناك مخطط أميركي سري لتكوين تحالف جديد في منطقة الشرق الأوسط بدخول دول جديدة في المنطقة، و&تسعى الإدارة الأميركية الجديدة لتوفير الأمن الكامل للكيان الصهيوني، والسؤال لماذا كان اللقاء سريًا رغم وجود اتفاق سلام مع إسرائيل؟ .

وماذا عن العلاقات بين مصر وأميركا حاليًا؟

أميركا تحكم سياستها شركات السلاح والنفط،&وبالتالي ترامب لا يملك القرار السياسي بشكل كامل، وهناك تصور بوجود أرضية مشتركة بين مصر وترامب في ملف مواجهة الإ رهاب، فإدراج الأميركان الإخوان& كجماعة إرهابية لن يحدث؛ لأن هناك موأمات سياسية تجبر مصر على التعامل مع الإخوان بدليل جلوس وزير الخارجية سامح شكري الى مائدة المفاوضات الليبية وضمنها ممثلون عن الإخوان، وأرى أن الأيام القادمة سوف تشهد أول صدام بين مصر وترامب بإعلان الأخير تراجعه عن فكرة إقامة الدولتين، والبحث عن فكرة تحالف دولي في المنطقة يصب في صالح السلام بين إسرائيل وفلسطين .