اعتبرت مصادر دبلوماسية أن زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المفاجئة لبغداد، اليوم السبت، فرصة لعودة العراق إلى حضنه العربي، وإقامة أفضل العلاقات مع الجوار، وبناء تحالف قوي ضد الإرهاب.

إيلاف: أعلن بيان عراقي رسمي أن محادثات رئيس الحكومة حيدر العبادي مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة لتعزيزها في جميع المجالات ومحاربة عصابات داعش الإرهابية"، إضافة إلى الانتصارات التي حققتها القوات العراقية في الجزء الأول من معركة الموصل.

العبادي والجبير والوفد المرافق


وقال بيان مكتب رئيس الحكومة العراقية إنه تم التأكيد، خلال اللقاء، على "أهمية بذل المزيد من الجهود من أجل التعاون في محاربة الإرهاب وأفكاره التي تؤثر على عموم المنطقة والعالم".&

وبحسب البيان فإن "الجبير هنّأ بالانتصارات المتحققة في العراق على العصابات الإرهابية ودعم السعودية للعراق في محاربة الإرهاب"، مبديًا "استعداد السعودية لدعم إعادة الاستقرار في المناطق المحررة".

تصريح الجعفري
من جهته، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إن "العراق حريص على إقامة أفضل العلاقات مع المملكة وتفعيل المصالح المشتركة ومواجهة المخاطر المشتركة".

أضاف "علينا أن نستحث الخطى ونستمر في الحوارات وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين لبناء علاقات قوية تكون مرتكزًا استراتيجيًا لمعالجة التحديات التي تواجه المنطقة".

وشدد الجعفري على أن "سياسة العراق تقوم على الانفتاح مع بلدان العالم، ولا يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية، ولا بأن يتدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما إنه لا يدخل في سياسة المحاور".

العبادي والجعفري ومحادثات مع الجبير

ردود فعل إيجابية
لقيت زيارة الجبير إلى العراق ردود فعل إيجابية. وأشاد رئيس كتلة الحل البرلمانية محمد الكربولي بزيارة وزير الخارجية السعودي إلى العراق، معتبرًا إياها "تأكيدًا لعمق العراق العربي وفرصة ثمينة لتجسير العلاقة وإعادة بناء الثقة بين البلدين".

وقال النائب الكربولي، إن "تزامن الزيارة مع انتصارات العراق على الإرهاب يبعث برسالة إيجابية عن رغبة الأشقاء العرب، ويؤكد دعمهم للعراقيين في حربهم ضد الإرهاب الدولي".

أضاف إن الفرصة باتت مؤاتية لحكومة العبادي كي يعيد العراق إلى حضنه العربي، فضلًا عن استثمار الدعم العربي لإعادة بناء ما دمّره الإرهاب، بعيدًا عن سياسة المحاور والتنافس الإقليمي، الذي لم يجلب إلى العراق سوى الدمار، بحسب قوله.

فرصة لبغداد
ورغم أن العراق يعاني من كونه ساحة صراع بين جيرانه إيران والسعودية، إلا أن المسؤولين اعتبروا أن الزيارة تشكل فرصة لبغداد. وقال إحسان الشمري رئيس "مركز التفكير السياسي" لوكالة فرانس برس إن "الزيارة تهدف إلى إعادة العلاقات بشكل أكثر ثباتًا من السابق".

وقال الشمري إن "المنطقة تمضي نحو التسوية، والسعودية تعتبر العراق طرفًا مهمًا لتكسبه إلى جانبها". وأضاف إن "العبادي لم يعرف عنه انخراطه في سياسة المحاور المعادية للسعودية".

تعيين سفير
إلى ذلك، قال مسؤول في وزارة الخارجية العراقية إن وزير الخارجية السعودي قال لمسؤولين عراقيين في بغداد يوم السبت إن السعودية تعتزم تعيين سفير جديد لدى العراق.

وطلبت العراق من السعودية تغيير سفيرها ثامر السبهان بعدما أغضبت تصريحاته عن تدخل إيراني في الشؤون العراقية واضطهاد للمسلمين السنة السياسيين الشيعة في البلاد وقادة فصائل شيعية.

وقد عيّنت المملكة ثامر السبهان كأول سفير لها في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين بعد قطع العلاقات بشكل كامل إثر غزو الكويت العام 1990. لكن بغداد طلبت إبداله إثر تصريحاته ضد "الحشد الشعبي" وما ذكره عن تهديدات باغتياله في بغداد.

زيارة مفاجئة
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي وصل إلى بغداد، اليوم السبت، في زيارة مفاجئة، هي الأولى من نوعها لمسؤول سعودي كبير، أجرى محادثات مع رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي.&

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي إن حيدر العبادي رئيس الحكومة، استقبل الجبير في مكتبه صباح السبت والوفد المرافق له. وتعتبر هذه الزيارة هي الأولى لوزير خارجية سعودي إلى العراق منذ العام 2003.

كما التقى الجبير لدى وصوله إلى بغداد، نظيره إبراهيم الجعفري في وزارة الخارجية، وسيلتقي أيضًا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، بحسب المسؤولين.

ملفات مهمة
وكشف مصدر مطلع على الملفات التي سيتم تناولها أثناء زيارة الجبير، قائلًا إنه ستتم مناقشة تمتين العلاقات السعودية العراقية، وحل الإشكاليات العالقة بين البلدين، خاصة بعد التوتر الذي شهده البلدان بعد طلب العراق تغيير سفير المملكة ثامر السبهان، على خلفية تصريحاته التي وصفت بالطائفية من قبل الأحزاب العراقية.

وقال المصدر إن: "الزيارة ستبحث مسائل تتعلق بأمن المنطقة والإرهاب وقضية سوريا واليمن ومواقف العراق من هذه الملفات والعلاقة مع إيران".

أضاف أن: "العراق دعا السعودية أكثر من مرة بشكل علني ومباشر إلى أن تكون هناك مفاوضات وجهًا لوجه مع المسؤولين العراقيين والسعوديين لحل الإشكاليات العالقة".

وتأتي زيارة وزير الخارجية السعودي إلى بغداد، غداة تنفيذ الجيش العراقي ضربات جوية ضد مواقع "داعش" في منطقة البوكمال، بالتنسيق مع دمشق، وربما يمهد ذلك إلى تنسيق عمليات أخرى مقبلة.

وكان عضو البرلمان العراقي، نعيم الكعود، أكد في تصريح لمراسلة "سبوتنيك"، في العراق، اليوم السبت، وصول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على رأس وفد رفيع المستوى.

تطييب العلاقات
أضاف الكعود، أن الوفد يبحث أيضًا تطييب العلاقات بين البلدين، ومنها حسم المشاكل المتعلقة بالسفارة السعودية في بغداد، والأزمات التي رافقتها تصريحات واتهامات بين الجانبين، مشيرًا إلى رغبة البلدين في إنهاء الخلافات لكون العراق جزءًا من الجامعة العربية، ويجب أن تكون علاقته جيدة مع الجميع.

ولفت الكعود، إلى أن السعودية، أبدت استعدادها لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الإرهاب المتمثل في تنظيم "داعش"، وأبرزها محافظة صلاح الدين ومدينة الموصل مركز نينوى في شمال بغداد.