خلال زيارته الحالية لمصر، وهي الأولى من نوعها له، روى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون كيف أن جده وجدته كانا التقيا قبل عشرات السنوات في القاهرة، وأبلغ حفل استقبال في السفارة البريطانية قوله: "لولا القاهرة ما كنت جئت إلى الدنيا".

إيلاف: اجتمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، مع وزير خارجية بريطانيا، بحضور سامح شكري وزير الخارجية المصري، إضافة إلى سفير المملكة المتحدة في القاهرة، معربًا عن تطلع مصر إلى تحقيق نقلة نوعية في العلاقات مع المملكة المتحدة على المستويات كافة، وخاصة تعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة استثمارات الشركات البريطانية في مصر.

وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن الرئيس رحّب بوزير الخارجية البريطاني في زيارته الرسمية الأولى لمصر، واستعرض خطوات برنامج الإصلاح الاقتصادي الجاري تنفيذه، مشيرًا إلى ترحيب مصر بالدعم الذي قدمته بريطانيا إلى مصر في التوصل إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وزير الخارجية البريطاني في القاهرة السبت

وأكد &الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز التعاون مع بريطانيا في مجالات مختلفة، وخاصة التعليم، سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي، فضلًا عن تشجيع الاستثمارات البريطانية القائمة في مصر، والتطلع إلى زيادتها، وتوسيع أنشطتها خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في محور تنمية قناة السويس.

علاقات متميزة
من جانبه، أعرب وزير خارجية المملكة المتحدة عن تقديره لما يربط مصر والمملكة المتحدة من علاقات طويلة ومتميزة، مشيرًا إلى تطلع بريطانيا إلى دفع علاقات التعاون بين الدولتين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، ومؤكدًا تقدير بلاده للقرارات الشجاعة التي اتخذتها مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وما تتحمله من تبعات وتحديات في هذا الشأن.

وأعرب جونسون عن تطلع بلاده إلى تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مصر بقوة، مشيرًا إلى أن بريطانيا، وباعتبارها أحد أكبر الدول ذات الاستثمارات في مصر، حريصة على دعم الاستقرار والتنمية في مصر، ومنوهًا في هذا الإطار بتقدير بريطانيا للتعاون المثمر مع الأجهزة المصرية المعنية بأمن المطارات، وحرص الجانبين على مواصلة العمل من أجل استئناف رحلات الطيران البريطانية إلى شرم الشيخ.

أضاف المتحدث الرسمي المصري أن اللقاء تطرق كذلك إلى مناقشة سبل تعزيز التنسيق بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الإرهاب.&

وقال إن الرئيس السيسي أكد أن مواجهة الإرهاب تستلزم استراتيجية دولية شاملة، لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية، وإنما تمتد لتشمل العمل على هدم الأسس الفكرية التى يستند إليها الفكر الإرهابي، وذلك من خلال تطوير وتحديث التعليم، إضافة إلى تجديد الخطاب الديني، لتعزيز القيم السمحة للأديان، بحيث يتم ترسيخ قيم التعايش المشترك والتسامح.
&
وأكد الرئيس المصري أن تحقيق النصر في المعركة ضد الإرهاب يتطلب تكاتف جهود المجتمع الدولي على المستويات كافة، والتعامل مع كل الجماعات الإرهابية وفق معيار واحد يستهدف تجفيف منابع تمويلها وإيقاف إمدادها بالسلاح والمقاتلين.

في هذا الإطار، أشار وزير الخارجية البريطاني إلى الأهمية الاستراتيجية التي تتميز بها مصر ودورها القيادي في المنطقة، مؤكدًا على ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين بما يتواءم مع طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.

وأكد جونسون دعم بريطانيا الكامل لمصر في جهودها لمواجهة وحصار الإرهاب، "الذي يمثل تهديدًا عالميًا يتعيّن القضاء عليه"، مشيرًا إلى أن بلاده تثمّن كذلك الجهود التي تقوم بها مصر لتسوية الأزمات القائمة في الشرق الأوسط، وخاصة الأزمة الليبية، بهدف ترسيخ الاستقرار وتوفير المناخ اللازم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

سوريا، ليبيا واليمن
تم خلال اللقاء كذلك بحث التطورات الجارية في الشرق الأوسط، وخاصة في ما يتعلق بالأزمة السورية، والأوضاع في ليبيا واليمن، فضلًا عن آفاق الدفع قدمًا بعملية السلام، وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث أكد الرئيس على ضرورة استعادة الاستقرار في المنطقة، والحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها من أجل الحفاظ على وحدة أراضيها وصيانة مقدرات شعوبها، فضلًا عن سد الفراغ الذي تقوم باستغلاله الجماعات الإرهابية في التمدد والانتشار.

أهمية خاصة
إلى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني، إن للقاهرة أهمية خاصة لديه، إذ التقى فيها جده وجدته للمرة الأولى، وتحديدًا في فندق شيبرد على كورنيش النيل، قبل عشرات السنوات، متابعًا: "لولا القاهرة ما كنت جئت إلى الدنيا".

ونقل تقرير لصحيفة (اليوم السابع) عن جونسون قوله خلال حفل استقبال في السفارة البريطانية في القاهرة، مساء اليوم السبت، بحضور مستثمرين بريطانيين ورواد أعمال مصريين، إن القاهرة مكان رومانسي، ولطالما كانت مركزًا للإبداع والأصالة والأمان، وإن ما تحتاجه مصر هو القوانين والإطار الاقتصادي المتماسك.

وتحدث وزير خارجية بريطانيا خلال الحفل، عن لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، معربًا عن إعجابه بالاتجاه الذي تسير فيه مصر.

وأكد الوزير في ختام كلمته، أن رسالته في هذه الزيارة، هي أن بريطانيا موجودة لمساندة مصر، ودعم عملية الإصلاح، وأن ما تحتاجه القاهرة هو الشباب المبدع، لاستكمال مسيرتها، وهذا متوافر لديها بالفعل.

ويزور جونسون المجلس الثقافي البريطاني لمتابعة الفائزين بمسابقة "صوت الشباب الأزهري" التي تموّلها المملكة المتحدة في حوارهم بشأن التعليم، وسيلتقي أيضًا ممثلين عن المجتمع المدني وناشطين بمجال حقوق الإنسان.
&