إيلاف - متابعة: احتفى مهرجان "ربيع الثقافة"، الذي يعتبر الملتقى الأبرز للابداع الفني والثقافي في البحرين، بأوبرا "عنتر وعبلة" في عرضه الافتتاحي ليل السبت على خشبة المسرح الوطني.

وجاء هذا العرض تزامناً مع الاحتفال بيوم السياحة العربي، في خطوة أراد المنظمون عبرها تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الثقافة والسياحة في العالم العربي.

ومهرجان "ربيع الثقافة" من تنظيم هيئة البحرين للثقافة والآثار ومركز التنمية الاقتصادية بالتعاون مع مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث ومعرض البارح للفنون التشكيلية ومساحة الرواق لفنون ومركز لافونتين للفن المعاصر. ويمتد المهرجان على مدى شهرين ويستضيف العديد من العروض العالمية الفنية والاحتفاليات الثقافية.

وقال بيان للمنظمين تلقت "إيلاف" نسخة منه: "وسط أجواء أوبرالية عابقة بقصة حب ضاربة الجذور في التاريخ العربي، وأمام حشد كبير فاق التوقعات، قدمت أوبرا عنتر وعبلة عرضاً أوبرالياً استثنائياً ارتقى في تفاصيله المتقنة الى مصاف العالمية، وحاز على اشادة واعجاب الحاضرين من منظمين ومثقفين ورواد المهرجان".

عرض لبناني متألّق

قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، المنظمة لمهرجان "ربيع الثقافة"، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة "أنا أكثر من سعيدة بأن تكون افتتاحية ربيع الثقافة في عيده الثاني عشر واحتفالنا للمرة الخامسة بيوم السياحة العربي، مع هذا العرض المميز من لبنان الحبيب المتألق على الدوام والذي نفخر دائماً بعروضه ومواهبه" مؤكدة أن ذلك "مدعاة سعادة" لكل من حضر.

من جانبه، أكد أمين عام منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الدكتور طالب الرفاعي "اننا نشعر اليوم بفخر كبير، لأن هذه الأوبرا رفعت من مستوى القصة التراثية العربية الى المستوى العالمي" مضيفاً "شاهدنا مستوى من الرقي في الفن والموسيقى وفي طريقة الأداء والغناء والأزياء".

وشدد الرفاعي على أن "هذا الربط بين الثقافة وبين السياحة في يوم السياحة العربي هو أفضل رسالة يمكن أن نوجهها للعالم وندعوه لأن يأتي الينا ويتعرف على مستوانا وما نحن عليه من رقي وسمو".

عرضُ حبّ ريادي

وتابع "قصة عنتر وعبلة قصة نشأنا عليها منذ كنا صغاراً، وأن نجدها اليوم ترتفع الى هذا المستوى وهذا الأداء فهذا أمر ريادي وراق جداً".

ويعرض الجزء الأول من الأوبرا قصة الحب الأشهر في التاريخ العربي بين عنتر، ابن الجارية الحبشية الذي رفض والده الاعتراف به، وعبلة المرأة الحرة البيضاء. عاشقان جمعهما الحب والهيام قبل أن يفرقهما لون البشرة والفوارق الطبقية ويحول دون ارتباطهما. 

ويحبس الجزء الثاني من الأوبرا الأنفاس مع عودة عنتر من منفاه لمواجهة مارد طي ذوداً عن قبيلته، فيخوضان منازلة شرسة تنتهي بانتصار عنتر وفوزه باعتراف والده وقلب حبيبته. وتختتم الأوبرا بتوجيه رسالة محبة وسلام ورفض للعنصرية بكافة أشكالها.

الحاضرون يتفاعلون

وصفق منظمو المهرجان كما الحاضرين مطولاً لأبطال الأوبرا، على هذه التجربة المميزة في العالم العربي والتي تشكل المدماك الاساس في تثبيت هوية الأوبرا باللغة العربية. واشادوا بريادة العرض وتميزه من بين أبرز العروض العالمية التي استضافتها مملكة البحرين.

يذكر أن نص الأوبرا من كتابة الأديب والكاتب المسرحي الدكتور أنطوان معلوف وتولى التأليف الموسيقي المايسترو مارون الراعي، مؤسّس برنامج إنتاج الأوبرا في المعهد الوطني العالي للموسيقى.

صليبا في دور عنتر

وتألق الفنان اللبناني غسان صليبا، أحد أبرز وجوه المسرح الغنائي في لبنان والعالم العربي، في البطولة بدور عنتر الى جانب السوبرانو المتميزة لارا جوخدار بدور عبلة.

وتميز الى جانبهما عدد من مغنيي الأوبرا البارزين في لبنان بينهم الباريتون مكسيم شامي والتينور بيار سميا والباص رالف جدعون والسوبرانو كونسويل الحاج والتينور شربل عقيقي.

أوركسترا وممثلون وراقصون

وفي تعاون مع دار أوبرا القاهرة، الرائدة في مجال الأوبرا العربية، تألق المايسترو المصري العالمي ناير ناجي في قيادة الأوركسترا بمشاركة أكثر من أربعين عازفاً. 

كما شارك أكثر من ثمانين ممثلاً وراقصاً في العرض، لفتوا الأنظار بأدائهم واستعراضهم بإشراف مصمم الرقص مالك عنداري، وتألقوا بأزياء متقنة تحاكي بألوانها جمال الصحراء العربية بتوقيع المصممة ريموند رعيدي.

وتولى تنفيذ الاخراج كل من فرح شيّا وجويل حمصي اللتين نجحتا في تقديم اجتهاد بصري جديد بعيداً عن الأفكار النمطية والتقليدية.

وناشد مدير عام أوبرا لبنان رجل الأعمال فريد الراعي "مجتمعاتنا الانفتاح أكثر على فن الأوبرا الراقي واحتضانه ورعايته من أجل تطويره". وقال "قمنا بالخطوات الأولى لنثبت أن بإمكاننا تقديم أوبرا ريادية باللغة العربية وندعو كل المعنيين والمهتمين الى الانضمام الينا والمساهمة في دفع هذا الفن قدماً".

واستهلت أوبرا عنتر وعبلة بهذا العرض أولى جولاتها خارج لبنان بعد عرضين قدمتهما في تموز الماضي على خشبة كازينو لبنان وحظيا بنجاح لافت وتغطية اعلامية بارزة.