واشنطن: تتحرك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل متسارع للإعداد لمعركة الاستيلاء على مدينة الرقة السورية، التي يتخذها تنظيم "داعش" عاصمة له منذ أكثر من ثلاثة أعوام، لكن واشنطن قد تضطر إلى تحقيق هذا الهدف إلى الإنقلاب على حليفتها وعضو حلف الناتو تركيا.

ومن المفترض أن يعرض البنتاغون على ترامب اليوم الاثنين "خطة القضاء على داعش"، وفقاً لتقارير أميركية.

وضوءاً على هذه الخطة، سيقرر ترامب إذا ما كان سيتم إرسال قوات أميركية إلى سوريا للمساهمة في العمليات التي ستجرى ضد التنظيم في معقله.

وكان الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية &زار شمال سوريا للمرة الأولى الجمعة، حيث اجتمع مع قادة القوات الكردية التي تسمي نفسها "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن.

والأسبوع الماضي زار جون ماكين رئيس لجنة الدفاع والتسليح في الكونغرس سوريا سراً، وقال السناتور الذي يدعو لدور أكبر لواشنطن في سوريا في بيان بعد عودته إلى بلاده "إنه يبحث مع إدارة الرئيس ترامب والجيش وضع استراتيجية للقضاء على تنظيم داعش".

وقالت صحيفة المنوتور الأميركية الأحد، إن ترامب طلب من البنتاغون قبل شهر "بحث الخيارات للقضاء على داعش"، وذكرت أن الرئيس الأميركي سيقرر خلال الأيام المقبلة إذا ما كان سيتم إرسال آلاف الجنود لخوض المعركة ضد التنظيم المتطرف في سوريا أم لا.

ورأت وكالة "رويترز" للأنباء الأحد، أن واشنطن قد تضطر إلى خيار "لا تحسد عليه" وهو الاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية في معركة الاستيلاء على الرقة، ما يعني هذا "تمزيق" علاقتها بحليفتها وعضو الناتو تركيا.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم، "إن الولايات المتحدة فشلت خلال الأشهر الماضي في تهدئة المخاوف التركية التي تعتبر قوات سوريا الديمقراطية التي تتشكل من غالبية كردية تهديداً لها".

وقال مسؤول تركي وصفته "رويترز" بالرفيع، "إنه قد يتم تجهيز عشرة آلاف مقاتل لمعركة الرقة، على أن يتم دعمهم بقوات تركية وأميركية".

وذكرت أنه إذا لم يتم الاعتماد على الأكراد، فستضطر واشنطن إلى إرسال قوات لدعم معركة الاستيلاء على عاصمة تنظيم داعش في سوريا.

وتصر أنقرة على الاستعانة بقوات عربية في المعركة، لكن الإدارة الأميركية ومنها أجهزة الاستخبارات وقائد القيادة المركزية في الجيش، يرون أن "القوات العربية التي تتشكل من 27 ألف مقاتل غير منظمة وليست مدربة جيداً، وتحتاج إلى دعم القوات الكردية الأكثر تدريباً".

وقال مسؤولون أميركيون إن الخلاف ما زال قائماً بين البلدين، ولم تتخذ واشنطن أي قرار بعد بهذا الشأن.

ورأى مستشار في الجيش الأميركي أن الاعتماد على القوات الكردية في المعركة، قد يدفع أنقرة إلى عدم السماح للقوات الأميركية بالانتشار على حدودها واستخدام أراضيها لدعم حملة الاستيلاء على الرقة.
ولاحظ "أن دعم الحملة قد يأتي عبر الأراضي العراق لكنه سيكون أبطأ، ما سيؤدي إلى ذعر واحتجاجات تركية".

وكان الجنرال جوزيف دانفور رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية قال خلال كلمة في منتدى في واشنطن الخميس، "حينما نقدم خياراتنا (للقضاء على داعش للرئيس ترامب) سنتحدث عن أهمية الحلف مع تركيا ، والتأكد من أن خططنا تتفق مع الحفاظ على تحالف قوي معها".

لكنه أكد أن قائمة من العوامل قد تضطر الرئيس إلى النظر في خيارات أخرى ومنها دور الأكراد في محاربة داعش.