أصدر القضاء التركي حكمًا بحبس صحافي ألماني احتياطيًا بتهمة "التعاون مع منظمات إرهابية"، واستخدام بيانات بصورة خاطئة، وسرعان ما اعتبرت برلين على لسان وزير خارجيتها أن قرار تركيا قاسٍ.

إيلاف - متابعة: أصدر قاضٍ تركي حكمه بحبس الصحافي الألماني دينس يوسيل احتياطيًا، على خلفية اتهامه بالتعاون مع منظمات إرهابية، والقيام بدعاية سيئة ضد تركيا، واستخدام بيانات بصورة خاطئة. وكان يوسيل الذي يحمل الجنسية التركية أيضًا نشر، قبل احتجازه، تقريرًا عن تسريبات لرسائل البريد الالكتروني لصهر الرئيس أردوغان.

بهذا الحكم يصبح يوسيل أول صحافي ألماني يتم احتجازه في تركيا، خلال حملة اعتقالات تشنها السلطات التركية ضد صحافيين في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي تعرّضت له أنقرة في يوليو الماضي.

وكان الإدعاء التركي قد طالب بإصدار أمر اعتقال بحق يوسيل، الذي ألقي القبض عليه قبل 13 يومًا من قبل الشرطة التركية.
الجدير بالذكر أن فترة الاحتجاز التي تسبق المحاكمة قد تمتد إلى خمس سنوات.

يعمل يوسيل مراسلًا لصحيفة "داي فيلت" الألمانية في تركيا، وتتهمه السلطات التركية بأن له صلات بتنظيم إرهابي. جاءت الاتهامات بعدما نشر المراسل الألماني تقريرًا إخباريًا يتعلق بزوج ابنة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

إدارة تحرير صحيفة "دي فيلت" أكدت أن مراسلها سلم نفسه الثلاثاء الماضي للشرطة في إسطنبول، وأنه لا يزال محتجزًا، وقد يظل قيد الاحتجاز، في ظل حالة الطوارئ، لمدة أسبوعين قبل عرضه على القضاء.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات أبلغت هيئة الدفاع عن الصحافي بأن التحقيق معه يأتي على أساس "انتمائه إلى منظمة إرهابية، وترديده دعاية إرهابية وإساءة استخدام البيانات"، وإن الشرطة التركية بحثت عنه على خلفية تغطيته لتسريبات القرصنة على البريد الإلكتروني لوزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي بيرات البيرق.

وكان قراصنة تجسسوا إلكترونيًا على رسائل البيرق، زوج ابنة إردوغان، في سبتمبر 2016 وسرّبوا محتوى الرسائل، التي كانت محور تقرير صحافي للمراسل الألماني. وناشدت إدارة الصحيفة الألمانية السلطات التركية عدم حبس مراسلها، الذي يحمل أيضًا الجنسية التركية.

غابريل: دليل على تراجع العلاقات&
تعقيبًا، أكد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل، أن السلطات الألمانية سوف تتواصل مع نظيرتها التركية خلال الفترة المقبلة بشأن قرار التحفظ على الصحافي الألماني دينس يوسيل احتياطيًا. مضيفًا أن ما حدث يكشف مدى الخلاف الذي وصلت إليه العلاقات التركية الألمانية، ومدى احترام كلا البلدين للحريات وللديمقراطية.&

وأشار إلى أن ألمانيا سوف تناقش هذا الأمر مع تركيا، ولن تتراجع، حتى يحصل يوسيل على حريته. منوهًا بأن تركيا لم تراعِ أن يوسيل سلم نفسه إلى جهات التحقيق، وأثبت حسن نيته، وأكد على التعاون مع السلطات خلال سير التحقيقات، هذا بخلاف عدم مراعاتها للقيم الديمقراطية واحترام حرية الرأي، ومؤكدًا أن القرار قاسٍ وغير مناسب.&