إيلاف من لندن: صوّت الناخبون الإيرلنديون الشماليون، اليوم الخميس، لاختيار ممثليهم في البرلمان الإقليمي في انتخابات مبكِّرة تأتي بعد انهيار التحالف الحكومي قبل أسابيع على خلفية تبادل اتهامات بالفساد وتضارب المواقف والمصالح بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتبدأ يوم غد الجمعة عمليات فرز الأصوات في انتخابات "الجمعية الوطني ـ البرلمان" التي شهدت اقبالاً كبيرًا مختلفًا عن سابقاتها، حيث ستشهد أيضًا خفضًا في عدد أعضاء الجمعية إلى 90 عضوًا بدل 108 أعضاء في السابق.&

وسيجري بعد إعلان النتائج تشكيل حكومة محلية ستكون هي الثانية من نوعها في غضون عشرة أشهر في الإقليم الشمالي المهم من المملكة المتحدة.

ورجحت تقارير أن يبقى توزيع مقاعد البرلمان كما هو بعد الانتخابات، مما يعني أن حزبي (شين فين) و(الحزب الوحدوي الديمقراطي) سوف يتعين عليهما أن يجريا المزيد من المباحثات بشأن تقاسم السلطة، ويتوقع معظم المحللين أنها لن تسفر عن نتيجة حاسمة.

ولكن من ناحية أخرى، حسب تقرير لـ(يورو نيوز) فقد أعطت استطلاعات الرأي الحزب الوحدوي الديمقراطي، بقيادة آرلان فوستر، فائزًا بهذه الانتخابات، في مواجهة حزب “شين فين” بقيادة ميتشيل أونِيْلْ، مما قد يُعيد إنتاج نفس التناقضات والانسدادات التي تسببت في إعلان هذه العملية الانتخابية المبكِّرة، وبالتالي استمرار التوتُّر السياسي بين حزبيْن مجبريْن على تقاسُم السلطة والتعايش.

ناخبون في طريقهم للاقتراع&

حل للازمة

وتجري الإنتخابات التشريعية التي يحق فيها لنحو 25ر1 مليون مواطن الإدلاء بأصواتهم التي تُعدُّ الأولى منذ توقيع اتفاق السلام عام 1998 كحل لأزمة سياسية طرأتْ بعد استقالة مارتن ماكغينيس، عن حزب (شين فين) الجمهوري، من منصبه كنائب لرئيسة وزراء أيرلندا الشمالية أرلين فوستر، زعيمة الحزب الوحدوي الديمقراطي، في التاسع من يناير الماضي.

ودعا الوزير البريطاني المكلَّف بشؤون ايرلندا الشمالية جيمس بروكنشاير إلى المحافظة على التوافق والتوازنات بين الكتلتيْن السياسيتيْن الأبرز في ايرلندا الشمالية، وقال في تصريح صحفي: "العملية السياسية في آيرلندا الشمالية تتواصل، وتطلعي المطلق وتصميمي يتوجهان نحو أمنية أن نرى حكومةً تتشكل في أقرب فرصة ممكنة، ولا أتطلع إلى أيِّ شيء آخر غير ذلك".

تعيين أونيل

يشار إلى أن حزب (شين فين) كان عيّن ميشيل أونيل خليفة لمارتن ماكغينيس لقيادة الحزب القومي الأيرلندي في الانتخابات التي جرت اليوم الخميس، وذلك في تحول من جانب الحزب صوب جيل لم ينخرط بشكل مباشر في الصراع الذي استمر هناك لعقود من الزمن.

وظل ماكغينيس شخصية بارزة على مدى خمسة عقود من الصراع والسلام، غير أنه ترك الحياة السياسية الأسبوع الماضي قائلاً إن المرض والأزمة السياسية الحالية في أيرلندا الشمالية دفعاه للتنحي قبل&أشهر عدة من الموعد الذي كان يخطط له.

وقالت أونيل (40 عامًا) في تسجيل مصور نشر على صفحة الحزب على مواقع للتواصل الاجتماعي، بعد تعيينها: "إنه لشرف عظيم وكبير.. اختياري زعيمة جديدة في الشمال للسير على نهج مارتن ماكغينيس.. هذا العملاق السياسي".
&