«إيلاف» من لندن: في مؤشر على دخول العلاقات العراقية السعودية مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون، بعد فجوة استمرت ربع قرن، يتجه البلدان نحو تشكيل مجلس تنسيقي مشترك واعادة فتح المنافذ الحدودية والنقل الجوي المباشر والتعاون امنيًا واستخباريًا، والمساهمة بإعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش.

&فقد اقترحت المملكة العربية السعودية على وفد لوزارة الخارجية العراقية يزور الرياض حاليًا برئاسة وكيل وزارة الخارجية الأقدم نزار خير الله تشكيل مجلس تنسيقي عراقي سعودي لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين. وقال المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية العراقية في بيان صحافي اطلعت على نصه «إيلاف» اليوم، ان اجتماعات وفدها في الرياض مع الخارجية السعودية امس قد اتسمت بالجديّة والبحث المعمّق في عدد من القضايا الهامة التي ركزت على فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين والمبنية على الثقة المتبادلة.

واضاف ان الجانب السعودي اقترح تشكيل "المجلس التنسيقي العراقي السعودي"، اضافة الى بحث عدد من المواضيع المتعلقة باعادة فتح المنافذ الحدودية والنقل الجوي المباشر وتسهيل الاجراءات الخاصة بالحجاج والمعتمرين العراقيين، وكذلك الزوار السعوديين الى العتبات المقدسة في العراق .
واوضح ان المباحثات تناولت فتح آفاق التعاون في مجال النفط والتكرير والطاقة واعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش وتشجيع الاستثمار وعمل الشركات السعودية داخل العراق، فضلاً عن ايجاد تنسيق امني في مجال الاستخبارات وتبادل المعلومات مع التأكيد على التعاون بين البلدين داخل جميع المنظمات الدولية والاقليمية وضرورة ايقاف التصريحات الرسمية ذات الطابع التحريضي والعمل على تحقيق زيارات متبادلة عالية المستوى. واشارالمتحدث الرسمي الى أن الاجتماعات تطرقت ايضًا الى عدد من القضايا السياسية الخاصة ببعض دول المنطقة وموقف العراق والسعودية منها &.
ويستكمل الوفد العراقي في الرياض حاليًا مباحثات بدأها في بغداد اواخر الشهر الماضي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد قطيعة بين البلدين استمرت حوالي ربع قرن لبحث قضايا محاربة الارهاب ومساهمة السعودية في الاستثمار واعادة بناء المناطق المحررة من سيطرة تنظيم .

وتأتي الزيارة استكمالاً لزيارة الجبير لبغداد في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، والتي تم الاتفاق خلالها على حسم عدد من الملفات العالقة، كما ابلغ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تعيين سفير جديد للسعودية في العراق .

ومن جانبه، اشار سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الى أن الحكومة العراقية تعمل بشكل حثيث على الابتعاد عن سياسة المحاور وفتح افاق التعاون مع جميع الدول العربية والاقليمية والعالمية. &واوضح انه بعد الانتصارات على داعش في الموصل تغيّرت سياسات الدول باتجاه العراق، حيث رغبت اغلب الدول بالتعاون مع العراق لانه خط الصد الاول والاخير لدحر داعش .
&وعقب زيارة الجبير الى العراق، قال العبادي في 28 من الشهر الماضي إن حكومته تسعى إلى بناء علاقات مع السعودية على أساس المصالح المشتركة. وأكد أن سياسة العراق تهدف إلى حل النزاعات التي تلقي بظلالها على الوضع الداخلي في العراق. وأضاف إن حكومته ترحب وتثمن زيارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير وتعتبرها خطوة نحو عودة العلاقات الوطيدة بين البلدين في وقت تحتاج فيها بلدان المنطقة الى العمل الجاد بمختلف الأصعدة والمجالات.

وشدد رئيس الوزراء العراقي على ان "السعودية بلد مهم في المنطقة، ونسعى بشكل جاد الى بناء علاقات معها على أساس المصالح المشتركة، وخلال زيارة الجبير أبدى الوفد المرافق له استعداده للاستثمار في العراق".&

وشهدت العلاقات بين العراق والسعودية توتراً خلال الاشهر الاخيرة بعد تقديم بغداد طلباً في أغسطس &الماضي الى الرياض لاستبدال سفيرها ثامر السبهان على خلفية اتهامه من قبل بغداد بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي. وكان السبهان قد تسلم مهام منصبه كأول سفير للسعودية في العراق بعد 25 عاماً من القطيعة في ديسمبر عام 2015.

&