«إيلاف» من بيروت: في لبنان مازال المغتربون اللبنانيون شبه محرومين من ممارسة حقهم الانتخابي، ورغم كون الإصلاحات الطفيفة التي أُدخلت إلى القانون الانتخابي، في العام 2008، غيّرت هذا الواقع لجهة حق المغتربين في الإقتراع، إلا أنها مازالت دون المطلوب، ولاسيّما أنّ لبنان كان حتى العام 2008، في عداد الدول القليلة التي لا تمنح حق الانتخاب للمغتربين.

تفعيل المشاركة

وفي هذا الصدد، يدعو النائب غسان مخيبر (تكتل التغيير والإصلاح) الى "تفعيل مشاركة وتمثيل اللبنانيين المنتشرين في جميع أقطار العالم في الانتخابات النيابية المقبلة، وتسهيل ممارسة حقهم بالاقتراع في الخارج".

ويعرض مخيبر أهمية "إقرار قانون اقتراع اللبنانيين في الخارج، على الرغم من بعض الإعتراضات المعلنة والمضمرة، إضافة إلى المعوقات التي حالت دون تسجيل إلا العدد اليسير نسبيًا من اللبنانيين ضمن المهل القانونية، مما أدى الى إنشاء سبعة مراكز انتخابية فقط في استراليا والكويت، تتمتع بالحد الأدنى للأصوات في كل دائرة انتخابية، أي 200 صوت. من هذه المعوقات ما هو قانوني وتقني، وما هو سياسي مثل قلة الثقة بالانتخابات وبالدولة وبالنظام الديمقراطي".

&إصلاحات

ويدعو مخيبر الى "إجراء اصلاحات في قانون الانتخابات تحفّز المشاركة وتفعل حق الاقتراع في الخارج، وذلك في اطار ما اصطلح على تسميته "الإصلاحات الأخرى". أما أبرز ما يفيد تحقيقه حاليًا، فهو الغاء شرط تسجيل الحد الأدنى من المقترعين (أي الـ200) واعتماد الورقة المطبوعة سلفًا في أي اقتراع، إن على اساس النظام الأكثري أو النسبي، وتمديد مهل التسجيل في السفارات والقنصليات، اذا ما اعتمد أي تمديد تقني لإجراء الانتخابات، ويمكن أن يكون هذا التعديل القانوني مرحليًا، تمهيدًا لإنشاء دوائر انتخابية خاصة باللبنانيين المنتشرين في العالم، مع مقاعد نيابية مخصصة لهم، وذلك بحسب عدد الناخبين الذين سوف يتسجلون في المستقبل".

ويتابع مخيبر أن "لا اصلاحات لقانون الانتخاب، بما فيها تلك المتعلقة بتفعيل انتخاب اللبنانيين في الخارج، من دون تطوير إرادة سياسية قوية، التي لا تتحقق الا إذا بادر اللبنانيون أنفسهم إلى رفع الصوت وقاموا بالتسجيل بكثافة في السفارات والقنصليات".

مشاركة المغتربين

وبدوره، أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن "الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي سيكتملان بإيجاد قانون عصري للانتخابات وبمشاركة المغتربين اللبنانيين"، مشددًا على "حقهم الطبيعي باستعادة الجنسيّة".

وقال في رسالة وجهها أمس الأول الى المغتربين اللبنانيين في دول العالم في مناسبة يوم المغترب اللبناني، "نتوجه اليكم هذا العام، وقد استعاد وطننا حياته الدستورية، وذلك بانتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، وهو المنطلق لتحقيق الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي، هذا الاستقرار سيكتمل بإيجاد قانون عصري للانتخابات وبمشاركتكم، وأنتم حملة رسالة هذا الوطن في أنحاء المعمورة".

مطلب الجميع

ويعتبر النائب عاطف مجدلاني (من تيار المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف"، "أن موضوع مشاركة المغتربين بالانتخابات مطلب عند الجميع، خصوصًا عند المسيحيين ولكن ليس للاستقواء على بعضنا البعض،&نريد أن يشعر هذا المغترب انه قريب من لبنان، وهذا الأخير قريب منه أيضًا، والمسؤولون عن وطنه الأم يهمهم أمره، ويريدون التقرّب منه، ويرون أحواله، ولكن عندما تطلع بعض الاصوات بنغمات مضادة، معنى ذلك أن بعض الجهات لا تريد الاهتمام بالمغترب وبكل اللبنانيين.