إيلاف - متابعة: أكدت عهود الرومي وزيرة دولة للسعادة في الإمارات، على أهمية الإعلام ودوره المؤثر في تشكيل وعي المجتمعات وتوجهاتها وقيمها.

جاء ذلك خلال مشاركتها في فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي أصبح حدثا مهماً يترقبه المهتمون والمتخصصون في مجال الاتصال الحكومي والإعلام والذي يعقد برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. 

شاركت الوزيرة الرومي في افتتاح فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بدورته السادسة المنعقدة في مركز اكسبو الشارقة تحت شعار "مشاركة مجتمعية ...تنمية شاملة".

وتحدثت الوزيرة الرومي عن "دور الإعلام في نشر الإيجابية والسعادة في المجتمع" لافتة إلى أهمية الإعلام ودوره المؤثر في تشكيل وعي المجتمعات وتوجهاتها وقيمها. 

وقالت: "عندما تمت دعوتي للمشاركة في المنتدى جلست مع فريق العمل لتحليل محتوى الصفحات الأولى لعدد من الصحف العربية لمدة 6 أيام متتالية، وتم اختيار الصحف بطريقة عشوائية وكانت النتيجة أننا وجدنا أن نصف العناوين الرئيسية تقريبا كانت سلبية وأن 46 بالمئة من الأخبار التي جرى تحليلها كانت مقتل ومصرع وتفجير وتدمير وفشل جهود... وغيرها كانت معظم العناوين الرئيسية من هذا النوع".

وأشارت الوزيرة إلى أن الأخبار الإيجابية الأكثر في دولة الإمارات العربية المتحدة وكان كثير منها أخبار عن مشاريع تحقق التنمية والازدهار. 

وبينت الوزيرة الرومي أنه في الفترة الأخيرة بدأت الدراسات والأبحاث تركز بشكل كبير على الآثار الإيجابية للإعلام، بعدما كانت موجهة بشكل أساسي لدراسة الأثر السلبي للإعلام. 

وأشارت الرومي إلى دراسة علمية تم فيها اختيار مجموعة من الأشخاص شاهدوا ثلاث دقائق من الأخبار الإيجابية التي تركز على الحلول قبل الساعة العاشرة صباحاً في حين مجموعة أخرى شاهدت ثلاث دقائق من الأخبار السلبية وكانت نتائج الدراسة أظهرت أن الأخبار الإيجابية في الصباح لها تأثير كبير على المزاج لأن الأشخاص الذين شاهدوا ثلاث دقائق فقط من الأخبار الإيجابية ارتفع احتمال أن يصفوا يومهم بأنه "سعيد" أكثر بنسبة 88 بالمئة مقارنة بالذين شاهدوا أخباراً سلبية وهذا التأثير استمر لحوالي ثماني ساعات من مشاهدة المحتوى.

ولفتت وزيرة الدولة للسعادة إلى أن القيم التي يتم بثها عبر وسائل الإعلام تؤثر إيجابياً في الناس مشيرة إلى تاثير وسائل التواصل الاجتماعي على المستخدمين، وتوجيههم أحياناً في اتجاه معين، لكن المستخدم في النهاية هو اللي يقرر ويختار. 

وأضافت "طريقة عرض الأخبار إما تصيبنا بالشلل أو تحفزنا على إيجاد الحلول، وإن المحتوى الإيجابي يبني قيم إيجابية في المجتمع ويصنع طريقة تفكير، ولا بد من أن نبحث عن قصص النجاح والقصص الإيجابية في مجتمعنا ونبرزها، لخلق نماذج جميلة تشكل قدوة وتبعث الأمل وتخلق الطموح في نفوس الشباب".

وتطرقت إلى دولة الإمارات بما لديها من العديد من التجارب الإيجابية التي تستحق الإشادة والتقدير لافتة إلى وكالة أنباء الإمارات "وام" التي استحدثت على الصفحة الرئيسية لموقعها الإلكتروني قسماً خاصاً بأخبار السعادة والإيجابية.

وأشارت إلى برنامج البث المباشر، و برنامج "الأثير" عبر إذاعة الشارقة، وما يقدمانه من موضوعات تلامس الحياة اليومية للناس بطريقة إيجابية وتفاعلية تعكس اهتمام مؤسسة الشارقة للإعلام بإبراز المواضيع المجتمعية الهادفة.

كما أشارت إلى برنامج البث المباشر على إذاعة نور دبي الذي يخصص فقرة "دقائق إيجابية" وتهدف إلى بث رسائل إيجابية إلى المستمعين للإذاعة صباحاً خلال توجههم إلى أعمالهم ما يؤثر على يومهم بشكل إيجابي تركز الفقرة على قيم جميلة مثل المحبة والتفاؤل والرضا والعطاء والتسامح والحوار البناء وغيرها. 

وأطلقت جريدة الخليج مبادرة "وطن السعادة" وهي عبارة عن صفحتين تنشرهم يوم الثلاثاء من كل أسبوع لنشر الوعي وإبراز القصص والأخبار والمعلومات الإيجابية التي يمكن للقراء وأفراد المجتمع تطبيقها في حياتهم اليومية بشكل عملي من أجل حياة أسعد.

وعلى صعيد الإعلام الاجتماعي أطلق موقع 24 الإخباري "نشرة السعادة" الأسبوعية عبر "يوتيوب"التي تهتم بإبراز الأخبار الإيجابية واللحظات الإنسانية المضيئة محلياً وإقليمياً وعالمياً. 

ودعت الوزيرة الرومي إلى تخصيص مساحة أكبر للأخبار التي تبث الأمل والبهجة والإيجابية في نفوس الناس والمجتمعات، وقالت إن الإعلام رسالة إنسانية مهمة، وأداة فاعلة ومؤثرة في مشاعر الناس وحالتهم النفسية وفي تفاؤلهم أو تشاؤمهم وعليه مسؤولية كبيرة، مشيرة إلى أن بناء القيم وتشكيل الوعي الإيجابي لا يمكن أن يتم بدون إعلام فاعل.

وكان اليوم الثاني والأخير من المنتدى قد انطلق بكلمة لطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة أشار فيها الى إن حجم التحديات الذي تواجه مسيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة يحتاج إلى تجنيد كافة الإمكانيات، وفي مقدمتها الاتصال التنموي الذي لم يكن مفعلاً بما يكفي، مشدداً على أن الاتصال التنموي يعني خلق وعي اجتماعي ومؤسساتي ورسمي بما يجب على كل فئة أن تقوم به ليكون موعد تنفيذ هذه الأهداف عام 2030 مناسبةً للاحتفاء بإنجازها وليس موعداً لتأجيلها. 

وأشار علاي إلى أن الاتصال يمثل أساس التنسيق والتعاون الدولي وأداة لصياغة الوعي وتوجيهه، وطريق الشراكات الاجتماعية، وأنه القوة الثقافية التي لا يمكن لأي قوة أخرى أن تحل محلها في تحقيق الأهداف السامية للعالم. وأضاف: "عند الحديث عن الأهداف السامية، فليس هناك ما هو أسمى من الرسالة الإنسانية التي يجب أن تطغى في لغتنا واتصالنا ورسائلنا على كل النزعات الأخرى".

وتابع: "منذ إطلاق منتدى الاتصال الحكومي في عام 2012، كان التحدي الذي يواجه القائمين على المنتدى، يتمثل بكيفية الارتقاء بدوره ومهماته وطبيعة القضايا التي يتبناها، وبفضل مشاركاتكم وجهود سلسلة كبيرة متكاملة من الناس المهتمين برعايته، والمؤمنين بأهميته، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حقق المنتدى إنجازات هامة على صعيد تكريس مفهوم الاتصال الحكومي ودوره في معالجة القضايا ومواجهة التحديات".

واعتبر مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة أن المنتدى وجائزة الشارقة للاتصال الحكومي أرسيا ملامح منظومة اتصال موحدة في أهدافها وغاياتها، ومبدعة في استخدام أدواتها في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، وفي الوقت ذاته يساهم بشكل حثيث في استعادة لغة الحوار والتواصل التي يجب أن تسود العلاقة بين كافة المستويات في وطننا العربي والعالم.

من جهته قال هورست كوهلر، رئيس ألمانيا السابق (2010-2004)، والمدير العام السابق لصندوق النقد الدولي(2000-2004)، إن انعقاد المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في إمارة الشارقة يأتي في وقت تتنامى فيه الضغوط والتحديات والنزاعات في عالم تسوه الفوضى مع ظهور ازمة اللاجئين والمآسي وأعمال العنف في الشرق الاوسط والكوارث البيئية المتزايدة في مختلف انحاء العالم بالإضافة الى تنامي الشعبوية في بعض أقدم الديمقراطيات في العالم.

وأضاف قائلاً: "كلنا على اطلاع بهذه القضايا لكننا في الحقيقة لسنا واثقين بالسبل الكفيلة للخروج من هذه الازمات ويبدو ان العالم يسير في الاتجاه الخاطئ. ومع ذلك لا بد لنا من التفكير بشكل جدي في كيفية مواجهة التحديات التي تهدد مستقبل البشرية على المدى الطويل. ولعلنا بحاجة الى تذكير أنفسنا بالمسار الصعب الذي يواجهنا جميعا بدون استثناء لنتمكن من استلهام الحلول وبناء جسور التعاون بيننا برغم كل الاختلافات".

وأشار كوهلر الى التغير المناخي الذي يؤثر على حياة ملايين البشر ويهدد حياة الشعوب التي لم يكن لها أدنى دور في التسبب به مثل قبائل البدو الرحل وسكان جزر المحيط الهادئ أو المزارعين في جبال الأنديز. وقال: "لا يمكن أن نطالب بتأخير تأثيرات التغير المناخي فقط لمجرد أننا فشلنا في تحمل مسؤولياتنا ولم نفلح في ايجاد الحلول له. إن سياسة شراء الوقت الرائجة في العمل السياسي لا تنفع على الاطلاق في مواجهة الاحتباس الحراري."

وتابع: "هناك أكثر من مليار طفل يعيشون في فقر مدقع وملايين الاطفال يعانون من سوء التغذية ومحرومين من التعليم و٧٨٠ مليون شخص محرومون من المياه النظيفة .من هنا يجب السعي إلى تحفيز النمو الاقتصادي في الدول الفقيرة التي تحتاج الى المستشفيات والمدارس والطرق والخدمات وهذه الحلول تتطلب تغييراً في سلوكياتنا وثقافتنا، إنني على قناعة بأن الذين يستطيعون الاستجابة لمتطلبات المسؤولية المتبادلة والمشتركة من أجل إحداث التغيير المطلوب هم القادرون وحدهم على ضمان مستقبل أفضل للبشرية".

واعتبر أن أي تغيير لا يمكن أن يحدث إلا إذا تعاونت الحكومات ورواد الأعمال والمجتمعات منوهاً بأن الشارقة والإمارات ومعها ملايين الناس حول العالم سيكونون على المسار الصحيح إذا استمروا في صياغة حلول تنموية مستدامة تستجيب لمتطلبات الألفية الجديدة التي ترتكز على حق كل إنسان في العيش بكرامة وشرب مياه نظيفة وتناول غذاء صحي. 

وأشار كوهلر الى أهمية المنتدى الدولي للاتصال الحكومي وما يطرحه من موضوعات عالمية، مؤكداً على إنه على الرغم من امتلاك ألمانيا استراتيجية خاصة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلا أن هناك نقصاً يتثمل في كيفية تواصل الحكومة مع الجمهور بشأن الأهداف والاستراتيجية وبإمكاننا تعلم الكثير من الشارقة من هذا المنتدى الحواري حول الاتصال الحكومي الفعال.