إيلاف من نيويورك: إذا لم يحدث أي تغيير مفاجئ في الساعات القادمة، فإن نظام أوباما كير للرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأميركية سيبقى على قيد الحياة لأجل غير مسمى.

ولم تسفر المفاوضات الماراتونية التي خاضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع النواب المعترضين الذين يمثلون الحزب الجمهوري، عن أي تغيير في الآراء. الرئيس تعهد باجراء تعديلات، والنواب تمسكوا بمطالبهم، فكانت النتيجة حياة جديدة ستكتب لنظام اوباما كير حتى موعد اتفاق 216 نائبًا جمهوريًا على التصويت لصالح مشروع قانون الجمهوريين.

الاجواء ايجابية ولكن

وكان من المقرر ان يلتئم مجلس النواب الأميركي امس الخميس للتصويت على المشروع، وأدار ترامب طوال الساعات الماضية جميع محركات البيت الابيض لاقناع المعترضين (ينتمون الى تجمع الحرية)، بالتراجع عن مواقفهم، لكنّ شيئًا لم يتغير رغم الاخبار التي اشارت الى وجود اجواء ايجابية منذ ليل الاربعاء وحتى منتصف يوم الخميس.

مطالبة بإجراء تغييرات على القانون الاساسي

ومنذ يوم اول من امس الاربعاء، طالب تجمع الحرية على لسان ابرز شخصياته مارك ميدوز، &بإجراء &تغييرات على مشروع القانون الأساسي قبل التصويت عليه في مجلس النواب. وأكد انه لا يوجد العدد من الاصوات لتمريره في المجلس.

اوباما كير باقٍ

&وبعدما وجد ترامب ان تحذيراته حول امكانية خسارة الجمهوريين لمقاعد نيابية في الدورة الانتخابية القادمة لم تجد نفعًا، قرر حشر المعترضين في الزاوية معلنًا المضي قدمًا في طرح المشروع أمام المجلس اليوم الجمعة، مؤكدًا انه وبحال فشل التصويت عليه فسيتم الابقاء على نظام اوباما كير.

وتزامن الصراع بين ترامب وقادة الحزب من جهة، والنواب الجمهوريين المعترضين من جهة ثانية، مع الذكرى السابعة لتوقيع الرئيس السابق باراك أوباما على نظام الرعاية المعروف باسم اوباما كير.

مقامرة هائلة

ووصفت وسائل الاعلام الاميركية اعلان ترامب التصويت على المشروع يوم الجمعة رغم عدم التوافق مع المعترضين، مقامرة هائلة لكل من الرئيس، وبول رايان رئيس مجلس النواب وأحد عرابي المشروع المقدم.

وسعى ترامب جاهدًا لتقريب وجهات النظر مع معارضي مشروع القانون، وذلك رغبة منه في تمريره من أجل الظهور امام الأميركيين بمظهر الرجل الذي يعد ويفي، ومخافة سقوط أحد اهم مشاريعه، خصوصًا انه جعل من قضية الغاء واستبدال نظام اوباما كير أبرز عناوينه الانتخابية، ولهذه الغاية كثف لقاءاته مع النواب منذ يوم الاربعاء، ونقل عنه قوله لوفد من سائقي الشاحنات اثناء لقاء جمعه معهم، " لن اتمكن من قضاء وقت طويل معكم لأنه يجب عليّ الحصول على اصوات نيابية اكثر، واذا خسرت بفارق صوت واحد سألقي باللوم على سائقي الشاحنات".