«إيلاف» من بيروت : تقرر وضع ملف الكهرباء في لبنان على نار حامية، ويمكن أن يناقش في جلسة اليوم في حال انتهت الحكومة اللبنانية من مراجعتها النهائية للموازنة، وإلا سيتم ترحيله إلى جلسة غد الثلثاء.

إلا أن الجديد في ملف الكهرباء ليس في خصخصة هذا القطاع، بل يكمن هذه المرة في أن وزير الطاقة سيزار أبي خليل تقدم بمشروع تحت عنوان "الخطة الإنقاذية للكهرباء" تقرر إدراجه على جدول أعمال الجلسة.

والجديد- القديم في خطة أبي خليل يكمن في أنه يقترح على مجلس الوزراء استئجار ثلاث بواخر تركية، على أن تتم الاستعانة بالأولى فورًا ويصار إلى تأخير الاستعانة بالباخرتين الأخيرتين إلى مطلع العام المقبل، شرط أن يتم استبدالهما بالباخرتين المستأجرتين حاليًا من وزارة الطاقة لحساب الحكومة اللبنانية، بذريعة أن كلفتهما أقل من الحاليتين وتغذيان التيار بطاقة كهربائية أكثر.

ويبقى القول إن ملف الفساد في قطاع الكهرباء اللبنانيّة ليس بجديد، فهو يعود إلى عهود سابقة، ويتساءل مواطنون لبنانيون عن حجم هذا الهدر في الفساد الكهربائي، حيث لا يتم الحصول حاليًا على ساعات تغذية كهربائية إلا بفترة محددة، حيث ارتفع التقنين الكهربائي في لبنان إلى مستويات كبيرة.

ملف ملح

وتشير سعاد حنين إلى أن هذا الملف بات من الملفات الملحة التي تزخر بالفساد فيها، وتتساءل أين أصبحت وعود وزير الطاقة السابق جبران باسيل في التغذية الكهربائية 24/24 ساعة خلال العام 2015، بالعكس ما نشهده اليوم هو لا يقارب نسبة تغذية ساعات قليلة في اليوم الواحد.

تواطؤ

جميل خوند يرى أن هناك تواطؤًا مع شركة الكهرباء والمولدات الخاصة في لبنان، حيث يتم تقاسم جبنة المغانم سوية، ويؤكد أن هذا الملف لن يحل قريبًا في لبنان، فقد شاهدنا ملف النفايات أيضًا الذي فاحت منه رائحة الفساد كيف أنه لم يصل حتى الآن إلى خواتيم سعيدة.

فساد متأصل

كوليت بشعلاني لا تأمل خيرًا من الحراك المدني في إنهاء الفساد في لبنان، بدءًا بملف النفايات وصولاً إلى ملف الكهرباء، لأن الفساد برأيها متأصل في النفوس ولا يمكن أن يمحى بسحر ساحر، من هنا برأيها فإن ملف الكهرباء في لبنان سيبقى على ما هو عليه من فساد، ولن نشهد على أيامنا غير التقنين الكثيف الذي يجعل من حياة اللبنانيين جحيمًا لا يطاق.

أمر غير مقبول

هدى فياض تعتبر أن انقطاع الكهرباء أدى إلى ارتفاع فاتورة المولد الكهربائي لـ5 أمبير إلى أكثر من 100 دولار، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، وتشير إلى أن الحل في مشكلة الكهرباء في لبنان يكمن في تخصيص هذا القطاع كي يتمكن المواطن اللبناني الذي يدفع فواتيره بانتظام من ان يحصل على كهرباء بشكل مستمر.

عمر الداعوق يشير إلى أن انقطاع الكهرباء وصل حتى إلى بيروت، حيث لم يكن مألوفًا من قبل هذا الانقطاع الكبير في الكهرباء، علمًا ان بعض مناطق بيروت غير مؤهلة كما في المناطق الأخرى لتحتوي مولدات كهربائية كبيرة، ويقول ان مشكلة الكهرباء أهم من المشاكل السياسيّة التي يتعرض لها اللبنانيون يوميًا، لأنها تشكل عصب الحياة.

نقولا كيروز يعتبر أن ضيعته الواقعة في جرود جبيل غير مؤهلة بالمولادات الكهربائية الكبيرة، كما في سائر المناطق الساحلية، مما اضطرهم الى شراء مولد كهربائي صغير، لكن الأمر ليس بالمستحب فمن الضروري أن تعود الكهرباء لتغطي على الأقل نحو 20 ساعة في اليوم، ويقول إن معظم دول العالم المتحضرة لا تعرف هذه المشاكل إلا في لبنان، فإن الأسوأ دائمًا يحصل.

&

&