فيما تنشغل الأوساط السياسية العراقية بمعلومات عن محاولة لاغتيال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فقد تم تشديد الحراسة حول منزله بالنجف الذي يشهد حاليًا توافد متظاهرين من محافظات مختلفة بينما بدأ التحالف الشيعي تحقيقا في الأمر.

إيلاف من لندن: أبلغ مصدر عراقي "إيلاف" ان مسلحين ينتمون إلى ميليشيا منافسة متدربين على الاغتيالات قد حاولوا التصدي لموكب الصدر عقب إلقاء خطبته حول مكافحة الفساد واختيار مفوضية جديدة للانتخابات في ساحة التحرير وسط بغداد الجمعة الماضي وقتله.

وأوضح ان خطة الاغتيال كانت تقضي بقتل الصدر بعد انتهائه من صلاة الجمعة بين الالاف من انصاره في ساحة التحرير واستغلال تجمهرهم حول موكبه وتنفيذ عملية الاغتيال من اجل اتهام انصاره بالعملية.&

وأضاف ان تسرب معلومات حول محاولة الاغتيال قد اضطرت منظمي التظاهرة المليونية إلى اعادة ترتيب دخول وخروج الجماهير واتخاذ إجراءات احترازية لحماية الصدر الذي أمر أتباعه بأداء الصلاة كل في منطقته ومغادرة الساحة على عجالة قد افشلت المحاولة.

تظاهرات دعم حول منزل الصدر

ومنذ ثلاثة ايام، تشهد محافظات جنوبية تظاهرات دعم للصدر احتجاجًا على محاولة اغتياله إضافة إلى توافد الالاف من بغداد وتلك المحافظات على منزله في النجف لتأكيد مساندتهم له والاستعداد لحمايته.

واليوم الاثنين تجمع الاف المواطنين قادمين من العاصمة بغداد حيث اعتصموا أمام منزله في منطقة الحنانة في النجف. وقد خرج الصدر من منزله وحيا المعتصمين ووصفهم بالمخلصين والذين رفعوا شعارات تعبر عن دعمهم له واستعدادهم للتضحية من أجله بينها "نموت ويحيا مقتدى".. و "أرواحنا لك فداك". ويشهد منزل الصدر منذ ثلاثة ايام توافد الالاف من انصاره ومؤيديه من مختلف مدن جنوب البلاد استنكارا لمحاولة اغتياله وتقديم الدعم له.&

وكان الصدر قد وجّه خلال التجمع في ساحة التحرير الجمعة الماضي عددا من الوصايا إلى أتباعه والمتظاهرين تتعلق باحتمال اغتياله حيث دعاهم إلى استمرار "ثورة الإصلاح السلمية" للقضاء على الفساد وقراءة الفاتحة على روحه. ومن جهته كشف المتحدث باسم زعيم التيار الصدري جعفر الموسوي امس عن وجود جهات داخلية وخارجية تقف وراء تهديد الصدر .. مؤكدا معرفته بتلك الجهات لكنه لم يسمها.

محافظ النجف يتعهد حمايته

وفيما عبر رئيس التحالف الوطني الشيعي عمار الحكيم عن قلقه من المعلومات التي كشفها الصدر عن تهديدات باغتياله فقد دعاه إلى اطلاع التحالف على تلك التهديدات.

وقال الحكيم "تابعنا باهتمام بالغ خطاب السيد مقتدى الصدر يوم الجمعة الماضي وإذ نعلن عن دعمنا لكل المشاريع الاصلاحية الهادفة فإننا نعبر عن قلقنا مما ورد في الخطاب من إشارات إلى تهديدات خطيرة تستهدف شخصه الكريم أمنيا".

ودعا الحكيم الصدر والمعنيين في التيار الصدري في بيان صحافي تسلمت نصه "إيلاف" إلى "إطلاع اخوانهم في التحالف الوطني والأجهزة المختصة في الحكومة على تلك التهديدات". وطالب الحكومة والأجهزة الأمنية المعنية باتخاذ ما يلزم من إجراءات وتدابير لحماية الصدر وسائر القيادات السياسية ومنع أي إنزلاق أمني غير محسوب بحسب قوله.

ومن جانبه فقد شدد محافظ النجف لؤي الياسري على أن الحكومة المحلية في المحافظة ستتحمل المسؤولية الكاملة لحماية الصدر. وقال الياسري في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" انه والحكومة المحلية يستنكرون بشدة "الأخبار الواردة بشأن محاولات البعض ممن اعتاش على المال السحت ودموع الفقراء على اغتيال السيد مقتدى الصدر الذي طالما كان صوتا ناطقا ضد الفاسدين والمفسدين".

واشار إلى ان مشروع الصدر الإصلاحي قضّ مضاجع الفاسدين والذين لن يروق لهم بال إلا بإسكات صوت الصلاح والإصلاح. وأكد دعم الحكومة المحلية لجميع المحاولات والخطوات الرامية إلى الاصلاح وإبعاد المفسدين وأحالتهم على القضاء العادل سواء في المحافظة او في عموم البلاد.&

واكد محافظ النجف قائلا "أننا كحكومة محلية في محافظة النجف الاشرف سنتحمل المسؤولية الكاملة لحماية حياة السيد مقتدى الصدر اعزه الله كونه رمزا وطنيا وإسلاميا من أي أخطار لا سمح الله فضلا عن جميع الشخصيات الوطنية والإسلامية في محافظتنا المقدسة".

ومنذ العام الماضي يقود الصدر الذي يحظى بشعبية واسعة بين الطبقات الفقيرة في البلاد حراكا واسعا ضد الفساد في البلاد مطالبا بمحاكمة الفاسدين واسترجاع ما سرقوه من المال العام ووجه أنصاره مؤخرًا باقتحام المنطقة الخضراء المحمية وسط العاصمة التي تضم مقار الرئاسات العراقية وبعض السفارات الاجنبية حيث اقتحم انصاره المحتجون مكاتب رئاسة الحكومة ومبنى البرلمان ما ادى إلى اطلاق القوات الامنية للنار عليهم فوقعت اشتباكات بين الطرفين سقط فيها عدد من القتلى والجرحى في صفوفهما.&


&