الشونة: دعا أمين عام جامعة الدول العربية احمد أبو الغيط الاثنين في اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية، التحضيرية للقمة العربية، الى وقف نزيف الدم في سوريا وانهاء الحرب، مؤكدا انه لا يجب ان يبقى العرب بعيدين عن "أكبر أزمة تشهدها المنطقة". 

وبدأ وزراء خارجية الدول العربية الاثنين وعلى مدى يومين اجتماعات في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت (50 كلم غرب عمان). وقال أمين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط في كلمته انه "لا يخفى على أحد منا حالة القلق التي تعتري المواطن العربي".

ودعا ابو الغيط الدول العربية الى "العمل بكل سبيل ممكن من اجل تفعيل الحضور العربي في الازمات الكبرى سواء في سوريا او في البؤر الاخرى للصراعات في اليمن وليبيا، فهذه الازمات جميعا تشكل تهديدات خطيرة للامن القومي العربي".

واضاف "لا يصح في رأيي ان يبقى النظام العربي بعيدا عن اكبر ازمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث واعني بذلك المأساة السورية، لايصح ان ترحل هذه الازمة الخطيرة الى الاطراف الدولية والاقليمية يديرونها كيفما شاؤوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم".

واكد ان "على النظام العربي ان يجد السبيل للتدخل الناجع من اجل ايقاف نزيف الدم في سوريا وانهاء الحرب والتوصل الى تسوية للازمة على اساس بيان جنيف1 وقرار 2254 الصادر من مجلس الامن وبما يحفظ لسوريا وحدتها وتكاملها الاقليمي ويضمن للشعب السوري تحقيق تطلعاته المشروعة".

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال ابو الغيط ان "الاجماع الدولي على حل الدولتين واضح وراسخ". وكان دي ميستورا وصل الى المملكة قادما من جنيف حيث تنعقد الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة برعاية الامم المتحدة بين ممثلي الحكومة السورية واطراف المعارضة، وتتمحور حول المرحلة الانتقالية في سوريا ومكافحة الارهاب. الا انه لا يوجد أي مؤشر على صعيد إحراز تقدم نحو حل النزاع الدامي المستمر منذ ست سنوات.

من جانبه، قال أيمن الصفدي وزير خارجية الاردن في كلمة بعد تسلم بلاده رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب "نمتلك اليوم، ونحن نجتمع فرصة لاستعادة المبادرة والتوافق على سياسات، يمكن أن تضعنا على الطريق نحو احتواء الأزمات وتجاوز التحديات".

واضاف "صحيح أن بيننا اختلافات في الرؤى والسياسات. لكن تجمعنا أيضا توافقات (...) فنحن نتفق على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن رفع الظلم والاحتلال عن الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين شرط لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين".

واضاف "ونتفق أن الكارثة السورية جرح يجب أن يتوقف نزيفه عبر حل سلمي يلبي طموحات الشعب السوري، ويحمي وحدة سورية وتماسكها واستقلالها وسيادتها ونريد حلا في اليمن وفق قرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، ونسعى لاستعادة السلام في ليبيا وفق حل سياسي يستند إلى اتفاق الصخيرات، ويحقق المصالحة الوطنية".

من جانب، آخر قدم المبعوث الدولي لسوريا ستافان دي ميستورا شرحا للوزراء العرب حول مفاوضات جنيف، بحسب مصادر دبلوماسية عربية. كما التقى دي ميستورا على انفراد بأمين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط. 

وقال محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية للصحافيين، ان "أبو الغيط أكد للمبعوث الأممي أهمية التواصل معه بشكل مستمر لإحاطته بمختلف مستجدات العملية التفاوضية في جنيف، أخذا في الاعتبار أن دور الجامعة العربية لا غنى عنه في التعامل مع الأزمة السورية والجهود الجارية لتسويتها، وذلك باعتبار أنها أزمة عربية بالأساس". 

واضاف ان "أبو الغيط استمع خلال اللقاء لعرض من المبعوث الأممي لأخر تطورات العملية التفاوضية الجارية في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة بهدف حلحلة الأزمة في سوريا والجهود التي يبذلها دي ميستورا لتقريب وجهات النظر بين هذه الأطراف، إضافة إلى تقييمه لتطورات الأزمة في سوريا بشكل عام ومواقف الفاعلين الدوليين الرئيسيين منها".

وستتمثل الدول الـ22 الاعضاء في الجامعة العربية في هذه القمة، باستثناء سوريا التي علقت الجامعة عضويتها العام 2011.وتعارض دول عربية رئيسية خصوصا السعودية نظام الرئيس بشار الاسد الذي يحظى بدعم عسكري وسياسي من موسكو وطهران. 

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ مارس 2011 بمقتل اكثر من 320 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح او لجوء اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وستركز القمة على أزمة "اللجوء السوري". ويتوزع حوالى خمسة ملايين سوري في دول الجوار. ويستضيف الاردن أكثر من مليون منهم، بحسب السلطات.

كما سيتم بحث تطورات الاوضاع في العراق واليمن وليبيا و"صيانة الامن القومي العربي ومكافحة الارهاب". وستبحث، بحسب الوثائق، "التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية" و"احتلال ايران للجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الامارات" و"اتخاذ موقف عربي إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية". 

القضية المركزية
وبحسب وثائق حصلت عليها وكالة فرانس برس بعد اجتماعات المندوبين الدائمين، ستبحث القمة 17 بندا تتناول مجمل القضايا العربية وعلى رأسها "التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية"، اضافة الى تطورات الاوضاع في القدس وملف الاستيطان. 

وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في أبريل 2014. ومن الموضوعات المطروحة أيضا "دعم السلام والتنمية في السودان" و"دعم الصومال". ويتوقع أن يشارك 17 من قادة الدول في القمة، بينهم، الى جانب العاهل الاردني عبد الله الثاني، العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. 

وسيغيب عن القمة الرئيس الجزائري "لاسباب صحية". واتخذت السلطات الاردنية اجراءات أمنية مشددة على طول الطريق المؤدي الى مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات. وازدان الطريق المؤدي الى البحر الميت بأعلام الدول العربية والى جانب كل علم بيت شعر من نشيدها الوطني وصورة لمعلم من معالمها التاريخية والسياحية. 

وتعقد القمة العربية في الاردن للمرة الرابعة بعد قمم 1980 و1987 و2001. وكان يفترض ان تعقد القمة الحالية في اليمن لكنه في حالة حرب.

وينص ميثاق جامعة الدول العربية على تناوب اعضاء المجلس على الرئاسة حسب الترتيب الابجدي للدول الاعضاء. وعقدت اخر قمة عربية في موريتانيا يومي 25 و26 يوليو الماضي بحضور سبعة من قادة الدول الـ22.