إيلاف - متابعة: أصدرت اليونسكو دليلًا لتقديم يد العون إلى الصحافيين، كي يستطيعوا مواصلة مهنة الصحافة وإعلام الجمهور من دون تقديم معلومات إلى الإرهابيين الذين يهدفون إلى تقسيم المجتمع واستثارة الشعوب ضد بعضها البعض.

وأشارت المنظمة في بيان إلى أن الهدف من نشرها هذا الدليل هو "تنبيه الصحافيين إلى ضرورة توخي الحذر في ما يقدمونه من معلومات خاصة بالكتابة عن أشخاص معينين وبنشر رسائل من خلال المقالات وبطريقة عرض المعلومات التي يقدمونها، وذلك في ظل المنافسة الضارية المتواجدة بين مختلف وسائل الإعلام، والتي تهدف إلى الظفر بأكبر عدد ممكن من القراء أو الزوار أو المستمعين".

يتوافر الدليل، الذي أصدرته اليونسكو، بنسخة الكترونية، وهو يحتوي على 110 صفحات، ويناقش طبيعة الإرهاب والتحديات التي يواجهها الصحافيون الراغبون في تقديم أخبار متوازنة حول موضوع يؤثر على متلقيه من الناحية العاطفية بدرجة كبيرة. 

وفي ديباجة هذا الدليل، ألقى فرانك لارو، مساعد المديرة العامة لليونسكو للاتصال والمعلومات، الضوء على أهداف الإرهاب الرئيسة، ألا وهي "تقسيم المجتمع إلى قسمين، واستثارة المواطنين ضد بعضهم البعض، وذلك عن طريق نشر القمع والتمييز والفتنة"، مشيرًا إلى أن الإرهابيين يريدون أن يثبتوا لأكبر عدد ممكن أن فرضياتهم الخاصة بالاضطهاد المُعمم كانت صحيحة بالإطلاق، ويريدون أيضًا تجنيد مؤيدين جدد للدفاع عن قضايا العنف التي يروّجون لها. فهم يبحثون عن بث الرعب وبعث جو من التشاؤم نتيجة الهجمات وردود الأفعال المتحيزة".

يحذر دليل اليونسكو من "الخطر الحقيقي الذي يمثله الإرهاب الكامن في بث موجة جديدة من الشوفينية القومية والغوغائية نتيجة الخوف والريبة، والكامن أيضًا في التضحية بالحريات، التي طالما حاربنا من أجل الحصول عليها، باسم الانتقام الأعمى. لهذا، فيجب أن ننتقد بشكل خاص أي استجابة، تساعد هؤلاء الإرهابيين، وتتسبب في وقوع ضحايا جدد يرتفعون لمنزلة الشهداء مما يتسبب في انضمام المزيد إلى صفوف الإرهابيين".

كما يقدم الدليل نماذج لتعامل الصحافيين مع ضحايا الإرهاب، وطريقة تناولهم للشائعات، وتقديمهم تقارير حول تحقيقات السلطات، وإجراء مقابلات مع الإرهابيين وتغطية محاكماتهم. وتم تخصيص فصل كامل يتناول مسألة سلامة الصحافيين، وخاصة مسألة الخطف والإصابات التي قد يتعرّضون لها.