تحوطا لمعاودة محاولة اغتياله التي جرت قبل أيام، أعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الاربعاء عن تكليف 14 مساعدا بتسيير أمور التيار وأناط بثلاثة منهم صلاحياته العسكرية والسياسية والاقتصادية مقدما الشكر لهم "حيا أو ميتا".

إيلاف من لندن: كلّف زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر بعد خمسة أيام من الكشف عن محاولة لاغتياله خلال إلقائه كلمة في تجمع احتجاجي ضد الفساد في ساحة التحرير وسط بغداد الجمعة الماضي 14 شخصا للنيابة عنه في ادارة الاعمال العامة للتيار.&

وقال الصدر في بيان وزعه مكتبه اليوم واطلعت على نصه "إيلاف" "الاخوة الثقاة ادناه اعزهم الله بعزه وحفظهم لنا آل الصدر عونا واخوة وقادة، هم نواب عني في ادارة الاعمال العامة للتيار الصدري بكل تفاصيله".

استمرار نشاط التيار الصدري حيَا كان او ميتَا

وطالب الصدر جميع اتباعه بالرجوع اليهم في مهام الامور.. مشددا بالقول إن "طاعتهم طاعتي وهم يرجعون الينا في كل امورهم متخذين في ذلك كله مسلك الاحتياط فانه سبيل النجاة". واشار الى ان قرار المكلفين هؤلاء يجب ان يكون اجماعيا أو توافقيا "وان يلتزموا بثوابتنا آل الصدر كما عهدناهم جزاهم الله خيرا".. مستدركا بالقول "انهم لن يتدخلوا بتفاصيل وجزيئات العمل ولهم الاشراف والمتابعة وتقويم العمل وكل ذلك الزامي بالنسبة للجميع".

وأوضح الصدر أنه كلف ثلاثة من قادة التيار هؤلاء بالملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية بحسب التخصص مثمنا "دوام عملهم حياً كنتُ أم ميتاً" في اشارة الى محاولة اغتياله الاخيرة.

&

بيان الصدر حول توزيع صلاحياته على مساعديه

&

والشخصيات التي كلّفها الصدر بتسيير الامور العامة لتياره هي : هادي الدنيناوي ومصطفى اليعقوبي (للشؤون المالية) وضياء الشوكي وعبد الجبار البعاج وحازم الاعرجي ووليد الكريماوي (ألشؤون السياسية) ولمان الفريجي وصلاح العبيدي وحليم الفتلاوي.. اضافة الى محمد الفرطوسي ومحمد الساعدي وجابر الخفاجي ووليد الزاملي وابو دعاء العيساوي (ألشؤون العسكرية).

وكان الصدر قد وجّه خلال التجمع في ساحة التحرير الجمعة الماضي عددا من الوصايا الى أتباعه والمتظاهرين تتعلق باحتمال اغتياله حيث دعاهم الى استمرار "ثورة الإصلاح السلمية" للقضاء على الفساد وقراءة الفاتحة على روحه في حال اغتياله.

ومن جهته كشف المتحدث باسم زعيم التيار الصدري جعفر الموسوي عن وجود جهات داخلية وخارجية تقف وراء تهديد الصدر بالاغتيال.. مؤكدا معرفته بتلك الجهات لكنه لم يسمها.

وفيما تنشغل الاوساط السياسية العراقية حاليا بمعلومات عن محاولة لاغتيال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فقد تم تشديد الحراسة حول منزله بالنجف الذي يشهد حاليا توافد متظاهرين من محافظات مختلفة دعما له.

ميليشيا منافسة سعت إلى اغتيال الصدر

وابلغ مصدر عراقي "إيلاف" ان مسلحين ينتمون الى ميليشيا منافسة متدربين على الاغتيالات قد حاولوا التصدي لموكب الصدر عقب إلقاء خطبته حول مكافحة الفساد واختيار مفوضية جديدة للانتخابات في ساحة التحرير وسط بغداد الجمعة الماضي وقتله.&

واوضح ان خطة الاغتيال كانت تقضي بقتل الصدر بعد انتهائه من صلاة الجمعة بين الالاف من انصاره في ساحة التحرير واستغلال تجمهرهم حول موكبه وتنفيذ عملية الاغتيال من اجل اتهام انصاره بالعملية.&

واضاف ان تسرب معلومات حول محاولة الاغتيال قد اضطرت منظمي التظاهرة المليونية الى اعادة ترتيب دخول وخروج الجماهير واتخاذ اجراءات احترازية لحماية الصدر الذي امر اتباعه باداء الصلاة كل في منطقته ومغادرته الساحة على عجالة قد أفشلت المحاولة.

ومنذ السبت الماضي تشهد محافظات جنوبية تظاهرات دعم للصدر احتجاجا على محاولة اغتياله اضافة الى توافد الالاف من بغداد وتلك المحافظات على منزله في النجف لتأكيد مساندتهم له والاستعداد لحمايته رافعين شعارات بينها "نموت ويحيا مقتدى".. و "أرواحنا لك فداك".&
&
التحالف الشيعي قلق

وقد عبّر رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم عن قلقه من المعلومات التي كشفها الصدر عن تهديدات باغتياله ودعاه الى اطلاع التحالف على تلك التهديدات. وطالب الحكومة والأجهزة الأمنية المعنية باتخاذ ما يلزم من إجراءات وتدابير لحماية الصدر وسائر القيادات السياسية ومنع أي إنزلاق أمني غير محسوب بحسب قوله.

ومن جانبه فقد شدد محافظ النجف لؤي الياسري على أن الحكومة المحلية في المحافظة ستتحمل المسؤولية الكاملة لحماية الصدر. وأكد دعم الحكومة المحلية لجميع المحاولات والخطوات الرامية إلى الاصلاح وإبعاد المفسدين وأحالتهم على القضاء العادل سواء في المحافظة او في عموم البلاد.&

ومنذ العام الماضي يقود الصدر الذي يحظى بشعبية واسعة بين الطبقات الفقيرة في البلاد حراكا واسعا ضد الفساد في البلاد مطالبا بمحاكمة الفاسدين واسترجاع ما سرقوه من المال العام ووجّه انصاره مؤخرا باقتحام المنطقة الخضراء المحمية وسط العاصمة التي تضم مقار الرئاسات العراقية وبعض السفارات الاجنبية حيث اقتحم انصاره المحتجون مكاتب رئاسة الحكومة ومبنى البرلمان ما ادى الى اطلاق القوات الامنية للنار عليهم فاندلعت اشتباكات بين الطرفين سقط فيها عدد من القتلى والجرحى في صفوفهما.&
&