دعا الامين العام للامم المتحدة العراق إلى حوار وطني لتحقيق المصالحة بعد تحرير الموصل فقد طالب العبادي المجتمع الدولي بدعم العراق لمساعدة النازحين وإعادة إعمار ما خرّبته الحرب ضد الإرهاب.. فيما أكد معصوم رغبة العراق بلعب دوره الاستراتيجي في احلال الاستقرار في المنطقة.. بينما دعا الجعفري لمشروع مارشال لاعادة الاعمار وتجاوز آثار الحرب ضد داعش.

إيلاف من لندن: قال الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد اليوم وتابعته "إيلاف" إن الأمم المتحدة تقف مع شعب وحكومة العراق في مكافحة الارهاب معبرا عن الامل في اكمال تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش قريبا.

وشدد على ضرورة البدء بحوار وطني شامل للمصالحة بعد تحرير الموصل وجعل كل المكونات العرقية والدينية تشعر بالانتماء إلى وطنها والشعور بفائدة المصالحة بالنسبة لها.. ووجه نداء إلى المجتمع الدولي لدعم العراق في مساعدة النازحين العراقيين الذين وصل عددهم إلى اربعة ملايين مدني واعادة بناء ماخربته الحرب ضد الارهاب.

وأكد ضرورة تحرك العالم لمحاسبة داعش على الجرائم التي ارتكبها في العراق والتي قال انها طالت جميع العراقيين بمختلف اديانهم واعراقهم.. مشددا على ضرورة ايجاد الاليات اللازمة لتقديم مرتكبي تلك الجرائم إلى المحاكمات.

وأشار إلى أنّ قتال العراق ضد الارهاب هو قتال دفاعا عن العالم.. وخاطب العبادي قائلا "اؤكد التزامي التام للعمل مع حكومتكم من اجل اكمال تحرير بلدكم وتحقيق المصالحة والديمقراطية لكل العراقيين.

ومن جهته أكد رئيس الوزراء العراقي حاجة بلاده إلى الاعمار موضحا انها تواجه الارهاب عسكريا وفي الوقت نفسه تعيد اعمار ما هدمته الحرب ضد داعش.

وأشار إلى أنّ الامين العام للامم المتحدة قد أكد له التعاون من أجل انهاء ملف العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي على العراق عقب احتلاله الكويت في اغسطس عام 1990 وذلك حتى لايتحمل الشعب العراقي تبعات تلك العقوبات التي سببها النظام السابق.

معصوم: نرغب في لعب دور استراتيجي لتحقيق الاستقرار

ومن جهته بحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم مع غوتيريس مطولا سبل تعزيز جهود الامم المتحدة لدعم العراق فضلا عن التطورات السياسية والامنية في المنطقة والعالم كما أعرب ترحيبه بزيارة غوتيريس للعراق كإحدى اولى الدول التي يزورها منذ توليه منصبه مطلع العام الجاري.

وأكد معصوم الحرص على حماية المدنيين واعادة النازحين واعمار المناطق المحررة والمصالحة المجتمعية والتحضير لاجراء الانتخابات القادمة بنجاح وتطوير مؤسسات الدولة وتعزيز التفاهم على المستوى الوطني والاقليمي مشيرًا أيضا إلى رغبة العراق بلعب دوره الاستراتيجي المتميز في احلال الاستقرار والازدهار في المنطقة وتعميق التفاهم والعمل المشترك بين شعوبها كافة كما نقل عنه بيان رئاسي عراقي اطلعت على نصه "إيلاف".&

وشدد معصوم على حرص العراق على استقلالية قراره الوطني مؤكدا خصوصية مكانته الجغرافية وما تستوجبه من الحاجة إلى تعزيز علاقات الصداقة والتعاون البناء مع جميع جيرانه دون استثناء مشيرا إلى أنّ بلاده لا تريد استنساخ تجربة أحد، كما انها لا تريد التدخل في شؤون دولة اخرى او تدخل احد في شؤونها.

من جانبه أكد غوتيريس ان زيارته للعراق هي للتعبير عن التضامن مع الشعب العراقي الذي يخوض الحرب ضد الارهاب نيابة عن العالم مشيدا بوحدته الوطنية وانتصاراته العسكرية على داعش كما اعرب عن ثقته بان العراق قادم حتما إلى لعب دور اساسي في احلال السلم والازدهار والتقدم في المنطقة والعالم.

الجعفري: نحتاج إلى مشروع مارشال لإعادة الاعمار

وابلغ العراق الامم المتحدة انه بحاجة إلى مشروع مارشال لاعادة الاعمار وتجاوز آثار الحرب ضد داعش.. فيما أكد غوتيريس للجعفري دعم المنظمة الدولية لمقترح العراق بتجريم الفكر الإرهابي والعمل على منع انتشاره.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس في بغداد اليوم مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري حيث جرى بحث مجمل الأوضاع الإنسانية والأمنية والسياسية وجهود العراقيين وانتصاراتهم المتحققة ضد تنظيم داعش والتأكيد على أهمية زيادة حجم المساعدات المقدمة للعراق.

الجعفري أن العراقيين جميعا ساهموا بالدفاع عن أمن واستقرار وسيادة بلدهم من مختلف المحافظات والانتماءات وهذه رسالة وجهها العراق بأنه شعب واعٍ وقوي في مواجهة الإرهاب، مشددا على أن المدن العراقية بحاجة لإعادة إعمار البنى التحتية وتوفير المستلزمات الضرورية لعودة النازحين لمناطق سكناهم وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق جميع دول العالم التي دافع العراق نيابة عنها ضد إرهابيي داعش.

وشدد الجعفري على حاجة العراق لخطة شبيهة بمشروع مارشال الذي ساهم ببناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لتقديم المساعدات للعراقيين ودعم التنمية وتجاوز آثار الحرب ضد داعش.. منوها بأن العراق يدعم أمن واستقرار المنطقة ويحرص على تبني الحلول السياسية للأزمات التي تعيشها المنطقة لأن الحلول العسكرية تساعد الإرهابيين على تنفيذ جرائمهم ويساهم في انتشاره في ميادين العالم المتعددة كما نقل عنه بيان صحافي للخارجية العراقية اطلعت على نصه "إيلاف".

واشتكى من ان القوات التركية لاتزال منتهكة للسيادة العراقية على الرغم من مطالبة العراق بانسحابها والحصول على إجماع عربي من الجامعة العربية ومطالبة الكثير من الدول الصديقة من تركيا الانسحاب من الأراضي العراقية. ودعا لتبني مشروع تجريم الفكر الإرهابي ومحاربة التطرف.

من جانبه أكد غوتيريس ان الأمم المتحدة ستستمر في مساعدة العراق بمرحلة ما بعد القضاء على عصابات داعش الإرهابية وإعادة الإعمار وتقديم المساعدات بمختلف المجالات للعوائل النازحة والمساهمة في استقرار وازدهار العراق.. مشددا على دعم حصول العراق على المناصب القيادية في منظمات الأمم المتحدة فالحضارة بدأت من العراق وأنه سينتصر على التحديات.

وفي وقت سابق اليوم بدأ الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس زيارة إلى بغداد لاجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين حول اخر التطورات العسكرية لمحاربة الارهاب والاطلاع على الاوضاع الانسانية للمدنيين النازحين من مناطق القتال.

وكانت القوات العراقية اتمت في 24 يناير الماضي وبإسناد جوي من التحالف الدولي تحرير كامل الجانب الشرقي الايسر من الموصل فيما استأنفت القوات حملتها العسكرية في 19فبراير الماضي لاستعادة النصف الغربي الايمن من المدينة.

&

&

&