تقرير العربية عن مقتل مصطفى بدر الدين يحرج حزب الله، ويؤدي إلى عصبية مفرطة لدى القيادات التي تستصعب التعامل مع مثل هذه الفضيحة، بحسب ما صرّح مصدر لبناني مطلع لـ"إيلاف".

وعلمت "إيلاف" أن عناصر من حزب الله، وتحديدًا من الجهات الأمنية التابعة للحزب، بدأت تتعقب اشخاصًا شيعة في لبنان لهم علاقات بحزب الله واطلاع على ما يحصل داخله، بحكم علاقاتهم العائلية وانتمائهم&إلى الطائفة الشيعية، وربما تكون في حوزتها معلومات حساسة عن قضايا يحاول قادة الحزب إخفاءها، مثل مسألة مقتل بدر الدين، القيادي البارز في حزب الله، والذي بحسب "العربية" تمت تصفيته بأمر من قيادات عليا في حزب الله وايران. واللافت أن حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، كان أول من برّأ إسرائيل من اغتياله، واتهم مقاتلي المعارضة السورية.

هذا ما حصل

كان الشيخ الشيعي اللبناني عباس حطيط أول من غرد في حينه، بناء على معلومات حصل عليها، قائلًا إن بدر الدين أصيب بطلقتين في الرأس، ولم يُقتل بصاروخ فراغي انفجر قرب مكان تواجده ساعة مقتله. يقول حطيط انه تعرض لمحاولات اختطاف من قبل عناصر حزب الله، وأصدر في 27 مارس الجاري بيانًا مفصلًا عن محاولة إختطافه والتعرض له في حسينية بلدته الدوير، عندما كان في زيارة تعزية لإحدى قريباته.&

جاء في البيان: "ما جرى بالأمس هو التالي: في أثناء قيامي بتأدية واجب العزاء في وفاة إحدى قريباتنا الحاجة خديجة حطيط رحمة الله عليها في حسينية بلدتنا الدوير، وبعدما انتهى مجلس العزاء وخرجنا من مبنى حسينية البلدة وركبنا سيارة كانت تقلنا وهممنا بالتوجه إلى منزل أصحاب العزاء لحضور وليمة دُعينا إليها، فوجئت بشاب ملتحٍ يقف أمام طريق السيارة ويمنعها من التحرك، وصار يدعو باقي سائقي السيارات الذين كانوا يحضرون مجلس الفاتحة إلى الرحيل من موقف السيارات قرب الحسينية، في محاولة منه لإفراغ المكان من الحاضرين وإبقائي وعائلتي لوحدنا هناك".&

معلومات محرجة وخطيرة

أضاف بيان حطيط: "قام بعض الأقارب والأحباء بالطلب منه أن يبتعد عن طريقي لأنهم ينتظرون&سيارتنا حتى يسيروا&معي إلى بيت أهل العزاء، إلا أنه رفض ذلك وأصر على الوقوف في طريقي والعمل وتسهيل مرور السيارات الأخرى الموجودة ليخلو المكان. فحصل هرج ومرج بينه وبين أقاربي وخصوصًا عندما لمسوا أن ما يجري ليس طبيعيًا، وهم يعرفون بمستوى الخلاف السياسي الحاصل بيني وبين الجهة الحزبية التي ينتسب إليها هذا الشاب، فقاموا بمحاولة إبعاده عن سيارتنا رغمًا عنه، فما كان منه إلا أن بدأ بضرب السيارة بيديه ثم هاجمنا بشكل عدواني كبير ونحن في داخل السيارة وصار يصيح بوجهنا محاولًا استفزازي وافتعال مشكلة معي، إلا أنني ومعرفة مني بخلفية ما يجري فقد حافظت على هدوئي درءًا لفتنة داخل البلدة بدأت ملامحها تلوح وقتها أمام ناظري".

وعلمت "إيلاف" أن عناصر أمنية تابعة لحزب الله تعرضت لشخصيات شيعية أخرى في لبنان، يعتبرهم الحزب أصحاب علاقات ويملكون معلومات داخلية خطيرة عن حزب الله وممارساته تجاه اللبنانيين وأعماله للسيطرة على شيعة لبنان بأوامر من إيران على حد قول المصدر. أضاف: "المعلومات التي بحوزة من يتعرض لهم الحزب محرجة وخطيرة، وهذا يفسر الغضب والعصبية التي تظهر بوضوح على تصرفات قادة الحزب واوامرهم بتصفية واعتراض كل من يشكل خطرًا عليهم بحسب المصدر".