تقول الأخبار الواردة من شبه الجزيرة الكورية إنّ الوضع يتجه بالسرعة القصوى نحو التصعيد، ففيما ترسل الولايات المتحدة بأسطول ضارب إلى المياه الكورية، تستعدّ بيونغ يانغ لاجراء تجربة نووية جديدة يبدو أنها لن تكون كسابقاتها.


إيلاف - متابعة: هدد الجيش الكوري الشمالي بتدمير الولايات المتحدة الأميركية إذا قررت إدارة دونالد ترامب "الاعتداء" على كوريا الشمالية.

وقال جيش كوريا الشمالية (الجمعة) إنه سوف يدمر الولايات المتحدة «من دون رحمة» إذا قررت واشنطن مهاجمة بلاده.

جاء ذلك في وقت اتجهت فيه مجموعة قتالية على رأسها حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة وسط مخاوف من احتمال إجراء بيونغيانغ تجربة نووية سادسة.

ونقلت «وكالة الأنباء المركزية الكورية» الرسمية عن الجيش قوله في بيان «سيكون رد فعلنا على الولايات المتحدة وقواتها البحرية من القسوة بحيث لن يترك للمعتدين فرصة للنجاة».

وكانت كوريا الشمالية أدانت في وقت سابق اليوم الولايات المتحدة لجلبها «أصولاً استراتيجية نووية هائلة» إلى شبه الجزيرة الكورية.

وأصدر الناطق باسم «معهد نزع الأسلحة والسلام» التابع إلى وزارة الخارجية في كوريا الشمالية بياناً ندد فيه بنقل الولايات المتحدة أصولاً نووية إلى المنطقة.

ونقلت وكالة «الأنباء المركزية الكورية» عن البيان قوله «فَرَضَ هذا وضعاً خطراً قد يتسبب باندلاع حرب نووية في أي لحظة في شبه الجزيرة وشكل تهديداً خطراً للسلام والأمن العالميين ناهيك عن السلام والأمن في شمال شرق آسيا».

إخلاء العاصمة!

أصدر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أوامر بإخلاء فوري للعاصمة بيونغ يانغ، بسبب الخلاف المتصاعد مع الولايات المتحدة، بحسب تقارير صينية وروسية وبريطانية.

وأمر أون سكان العاصمة بيونغ يانغ بمغادرة المدينة على الفور، ما أثار مخاوف من استعداده لحرب قريبة، حسب صحيفة "ديلي اكسبرس" البريطانية.

وأفادت صحيفة "برافدا" الروسية، بإجلاء نحو 600 ألف شخص من العاصمة على وجه السرعة، وذكرت وسائل إعلام في كوريا الجنوبية مخاوف من تصرف متهور قريب لزعيم كوريا الشمالية، بعد أشهر من تعمده إجراء تجارب نووية.

وقال الخبير، أيدين ميختييف، لصحيفة "برافدا": "إن الوضع يمكن أن يتفاقم يوم 15 أبريل، عندما ستقوم كوريا الشمالية بإجراء تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات".

ويذكر أن كيم جونغ أون قد أشرف يوم الخميس على مناورة نفذتها قوة من الوحدات الخاصة في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ، حسب ما أعلنه التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي.

وأفاد أنه شاهد من نقطة مراقبة إنزال طائرات خفيفة لقوات خاصة.

التجربة السادسة

في وقت سابق، أفاد معهد "نورث 38" المتخصص في إجراء أبحاث حول كوريا الشمالية، أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية، يوم الأربعاء 12 أبريل، أظهرت أن موقع بونغيي-ري، المخصص للتجارب النووية في شمالي هذا البلد بات "جاهزاً" لإجراء تجربة جديدة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أبلغت سلطات كوريا الشمالية الصحافيين الأجانب بأن عليهم أن يستعدوا لسماع إعلان عن "حدث كبير وهام"، دون أن تحدد ما إذا كان على صلة بالتوتر السائد في المنطقة حول ملف بيونغ يانغ النووي، وفقاً لما نشره موقع روسيا اليوم.

وقال خبراء المعهد في تحليل للصور الجديدة إن موقع بونغيي-ري أصبح "مُعدّاً وجاهزاً".

وأضافوا أن صور الأقمار الاصطناعية "تظهر نشاطاً متواصلاً حول البوابة الشمالية، وأنشطة جديدة في المنطقة الإدارية الرئيسة، وطاقماً قرب مركز القيادة".

من جهتها قالت إذاعة صوت أميركا، نقلاً عن مسؤولين أميركيين عديدين لم تنشر أسماؤهم، إن كوريا الشمالية "وضعت على ما يبدو قنبلة نووية في نفق".

ويخشى عدد كبير من المراقبين أن تكون كوريا الشمالية تعد لتجربة نووية سادسة قد تجريها السبت، تزامناً مع الاحتفالات بالذكرى الخامسة بعد المئة لولادة مؤسس النظام كيم إيل-سونغ.

وأعلن نائب وزير خارجية كوريا الشمالية، هان سونغ ريول، أن بلاده لا تستبعد إجراء تجربة نووية جديدة.

وقال الدبلوماسى الكوري الشمالي لوكالة أسوشيتد برس: "إجراء تجربة نووية جديدة مسألة تقررها القيادة فى كوريا الشمالية"، و"سوف تتم التجربة في الوقت والمكان اللذين تراهما القيادة مناسبين".

ترامب يتوعّد

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع الأزمة المتعلقة بكوريا الشمالية من دون الصين إذا اقتضت الضرورة، فيما تدرس إدارته تشديد العقوبات الاقتصادية التي قد تشمل حظراً نفطياً.

وتزايد التوترات منذ أن أطلقت البحرية الأميركية 59 صاروخ «توماهوك» على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي رداً على هجوم بغاز سام أوقع عشرات القتلى ما أثار مخاوف من خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال كوريا الشمالية التي أجرت تجارب صاروخية ونووية في تحد لعقوبات الأمم المتحدة.

وحذرت الولايات المتحدة من أن سياسة «الصبر الاستراتيجي» التي انتهجتها مع بيونغ يانغ انتهت. ويسافر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى كوريا الجنوبية بعد غد ضمن جولة آسيوية تستغرق 10 أيام كان مخططا لها منذ فترة.

أزمة بلا حل

ما زالت كوريا الشمالية في حال حرب مع كوريا الجنوبية من الناحية الفنية إذ انتهت الحرب التي دارت بينها بين 1950 و1953 بهدنة من دون توقيع معاهدة سلام.

وأجرت بيونغ يانغ تجارب صاروخية ونووية تزامناً مع أحداث سياسية كبرى وتهدد في كثير من الأحيان الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.

وتحتفل كوريا الشمالية السبت بـ «يوم الشمس» الذي يوافق الذكرى 105 لميلاد كيم إيل سونغ مؤسس الدولة.

من جهتها، دعت الصين، الحليف الرئيس الوحيد لبيونغ يانغ والتي تعارض على رغم ذلك برامجها للأسلحة، لإجراء محادثات من أجل التوصل إلى حل سلمي وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي.

وقال وزير خارجية الصين وانغ يي للصحافيين في بكين أمس إن «القوة العسكرية لا يمكن أن تحل المسألة» وأضاف «وسط التوترات سنجد أيضاً فرصة ما للعودة إلى المحادثات».

ودعا «الكرملين» جميع الجهات المتنازع الى ضبط النفس، بحسب ما ذكر الناطق باسمه ديمتري بيسكوف، موضحاً أن موسكو «تفضل الطرق الدبلوماسية في حل كل الأزمات ومن بينها الأزمة في شبه الجزيرة الكورية وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وبيونغيانعغ في شأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية». وتابع في مؤتمر صحافي «ندعو كل الدول إلى ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال قد تصل إلى حد الخطوات الاستفزازية».