تعالت الاتهامات المتبادلة بين الحزبين الحاكمين في الجزائر، جبهة التحرير الوطني برئاسة&الرئيس بوتفليقة والتجمع الوطني الديمقراطي، ووصل الأمر حد السباب في التجمعات، التي تعقد في إطار الحملة الانتخابية للتشريعيات المقررة في 4 مايو.


عبد الحفيظ العيد من الجزائر: بعد أسبوع باهت للحملة الانتخابية وعزوف للمواطنين عن حضور تجمعات بعض الأحزاب، ارتفع صوت الأحزاب بداية هذا الأسبوع، خاصة الخلاف الذي ظهر جليًا بين حزبي السلطة، اللذين كثيرًا ما كشفت الاستحقاقات الانتخابية تبايناتهما الجوهرية.

حزب مفبرك

اتهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس غريمه التجمع الوطني الديمقراطي "الارندي" بالتشكيلة السياسية "المفبركة".

وقال في أحد تجمعاته الانتخابية" نعرف كل الأحزاب المفبركة التي تهاجمنا وسنرد بالثقيل والوثائق، الجبهة هي من أسست الدولة الجزائرية، من يمس الجبهة فقد مسّ رئيس الجمهورية".

&الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس&

يوصف "الأرندي" من قبل الصحافة والأحزاب على أنه حزب "الإدارة"، الذي أسسته السلطة في 1997 بعد خلاف داخل حزب جبهة التحرير الذي يحكم البلاد من 1962، والذي يقول إن انتخابات 1997 البرلمانية زورت من قبل الإدارة لصالح "الأرندي" حديث النشأة وقتها. &

وجاء تصريح ولد عباس ردًا على احمد أويحيى، الذي أعاب عليه "المتاجرة" باسم الرئيس بوتفليقة وبثورة التحرير في حملته الانتخابية.

وقال أويحيى: " إن الثورة هي ثورة كل الجزائريين والرئيس هو رئيس كل الجزائريين".

تراجع
&
حاول الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي تهدئة حدة الاتهامات والشتائم التي تنابز بها الطرفان.

وقال أويحيى في تصريح لقناة "الشروق نيوز" الخاصة إن تصريحاته الأخيرة فُهمت خطأ على أنها موجهة للأمين العام لجبهة التحرير الوطني.

وقال أويحيى "لم أقصد جمال ولد عباس بكلمة بابا نوال.. وتجمعني به علاقة صداقة قوية".

يسخر الجزائريون من جمال ولد عباس باطلاق لقب "بابا نوال" عليه عندما كان وزيرًا للتضامن حين كان في كل مرة يوزع وعودًا ستتحقق للجزائريين باسم الرئيس بوتفليقة حتى ولو كانت "خيالية".

أضاف أويحيى أن "جبهة التحرير الوطني حليف استراتيجي لنا، والمنافسة بيننا &تشبه داربي فريقي مولودية الجزائر واتحاد العاصمة لكرة القدم".

واعتبر أويحي أن "التراشق شيء طبيعي في مثل هذه المحطات".

وأردف قائلاً: "نحن حزب وطني نوفمبري (ثورة الفاتح من نوفمبر التحريرية) يساند الرئيس بوتفليقة، وإذا كان حزبنا مفبركاً، فمن الواقعية أن نقول إن الأحزاب مصنوعة".

غير أن جمال ولد عباس الذي يسعى لأن يحافظ حزبه على الأغلبية البرلمانية في الاستحقاق القادم يبدو أنه غير مقتنع باعتذارات غريمه في السلطة.

وقال ولد عباس الإثنين أثناء تجمع انتخابي بولاية الطارف الحدودية مع تونس، إن حزبه "يحترم كل الأحزاب التي تحترمه"، لكن "من يمس أي قيادي أو مناضل في الحزب سيجدني له بالمرصاد".&

برامج غير طموحة

ورأى النائب حسن عريبي، مرشح الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء (تحالف احزاب إسلامية)، في حديثه مع "إيلاف"، أن هذا الخلاف الظاهر بين حزبي السلطة جاء ليغطي افتقارهما لبرامج طموحة يقنعون بها الناخبين في تجمعاتهم الشعبية.

وقال عريبي: "في وقت تجتمع الأحزاب والشخصيات التي تحترم نفسها من أجل تقديم برامج طموحة للخروج بالبلاد من الأزمة التي تتخبط فيها، والنهوض بالفرد والجماعة الجزائرية من الكبوة الحضارية التي سقطت في مستنقعها، وفي وقت تسارع الحركة الإسلامية بقياداتها الصادقة الباقية على العهد؛ لتطوير نفسها وتقويم اعوجاجها، تسابق أحزاب السلطة والموالاة من أجل مزيد من "استحمار" للغافلين من أبناء هذا البلد السليب، وكنهج أسلافهم من الطرق المنحرفة والجماعات الضالة التي لبّست على الناس أمر المستعمر بالأمس، وجعلته "ولي أمر" له السمع والطاعة ها هم أحفادهم من أحزاب العار و"الطعام" على درب أسيادهم الأولين".

وأضاف: "تلجأ أحزاب السلطة إلى شراء الذمم بشتى الطرق المعاصرة، فالكبير بالملايين ورئيس العشيرة بالامتيازات وأصحاب المناصب بالعلاوات ورؤساء الشركات بوعود الحماية، ومزيد من "الخصخصات" لمؤسسات الأمة السيادية، فلا برامج طموحة، ولا احترام لحقيقة العملية الانتخابية".