إيلاف من اربيل: شدد حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، خلال مؤتمر صحافي أسبوعي على وضع حل لقضية رفع علم إقليم كردستان في كركوك، مشيرًا إلى أن الجانب الكردي لا يحق له رفع أعلامه فوق المؤسسات الحكومية، معتبرًا الأمر تجاوزًا على القانون والصلاحيات.

وأكد حسن تورهان، النائب عن الكتلة التركمانية في مجلس النواب العراقي، في تصريح هاتفي لـ"إيلاف"، أن المكون التركماني يؤيد طلب الحكومة العراقية إنزال العلم الكردستاني فوق المباني الحكومية في كركوك، والذي اعتبره انتهاكًا للدستور العراقي، مشيرًا إلى مهلة شهر للجانب الكردي للعدول عن قراره عبر الإجراءات الإدارية من قبل مجلس محافظة كركوك.

ودعا تورهان الجانب الكردي إلى حل قضية رفع العلم من خلال الحوار البناء، وإدارة كركوك بالشراكة، بدلًا من فرض سياسة الأمر الواقع على مكونات المحافظة. كما شدد على إعادة التوازن الأمني العسكري في مدينة كركوك، لا سيما بعد الهجمات التي تعرضت لها مقرات حزبية تابعة للقوى التركمانية في المدينة.

ونوه النائب عن الكتلة التركمانية بأن إصرار الجانب الكردي في رفع العلم الكردستاني يهدد التعايش السلمي بين المجموعات الدينية والإثنية في المدينة التي تضم خليطا من القوميات من الأكراد والتركمان والعرب بحسب تعبيره.

تحفظ عربي

في المقابل، أعلن آسو مامند، مسؤول تنظيمات الإتحاد الوطني الكردستاني، في تصريح لـ "إيلاف" أن العلم الكردستاني سيبقى مرفرفًا فوق المباني والمؤسسات الحكومية في كركوك والأمر لا يحتاج إلى موافقة الحكومة العراقية، "كما لا يحق لأي جهة إقليمية التدخل في الشؤون الداخلية العراقية في إشارة إلى التهديدات التي تطلقها الحكومتان التركية والإيرانية ضد قرار رفع العلم الكردستاني"، مشيرًا إلى أن كركوك تحت سيطرة قوات البشمركة التي تدافع عن أبناء كافة المكونات من دون تمييز عرقي أو طائفي.

أما المجلس العربي في كركوك فأعلن تحفظه عن قضية رفع العلم الكردستاني فوق المباني الحكومية. وقال إسماعيل الحديدي، نائب رئيس المجلس العربي في مدينة كركوك، في تصريح هاتفي لـ"إيلاف"، إنه يجب أن تكون الأولوية في المرحلة الراهنة لتحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش، خصوصًا قضاء الحويجة الذي يمر بأزمة إنسانية كبيرة تستدعي تحركًا عاجلًا لإنقاذ المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم دروعًا بشرية في المعارك. وأشار إلى أن المواطن العربي يعيش حالة من الفرار والهروب والهلع لأن معظم المناطق السنية تقع في خطوط المواجهة والقتال.

حرب شرسة

أوضح الحديدي أن الوضع الأمني في كركوك يتطلب وحدة الصف بين كافة المكونات لمواجهة مخاطر داعش، موضحًا أن لدى المجلس العربي في كركوك مشروعًا سياسيًا لتهدئة وتطبيع الأوضاع السياسية المتصاعدة سيقدمه إلى جميع القوى السياسية خلال الأيام المقبلة، ويهدف هذا المشروع إلى جعل كركوك وضعًا خاصًا للدورتين النيابتين لمعالجة الأوضاع المتشنجة.&

وطالب نائب رئيس المجلس العربي الاطراف السياسية كلها بالتحلي بالعقل والحكمة والحفاظ على وحدة الصف خاصة وأنها تخوض غمار حرب شرسة ضد الارهاب واعتماد الدستور اساسا لحل الخلافات بين الحكومة المحلية والمركز.

وكان مجلس محافظة كركوك قد صوت نهاية الشهر الماضي على قرار رفع العلم الكردستاني إلى جانب العلم العراقي على مباني الدوائر والمؤسسات الحكومية في كركوك، وأثار القرار ردود فعل متباينة من قبل المكونات في المدينة، حيث قاطعت الكتلة العربية والتركمانية من جلسة مخصصة للتصويت عليها.
&