شارك اللبنانيون الذين يحملون الجنسية الفرنسية في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، وهم يتحسرون على وطن يعيشون فيه، ولم يتمكنوا حتى الآن من انتخاب من يمثلهم فعليًا في لبنان.

بيروت: أظهرت أرقام وزارة الداخلية الفرنسية، أن مرشح الوسط إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرّف مارين لوبن تصدرا الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة بعد انتهاء فرز الأصوات، ليتأهلا إلى الجولة الثانية التي ستتم بعد نحو أسبوعين.

وذكرت الوزارة في بيان إن ماكرون حصل على 23.75 في المئة من الأصوات، بينما حصلت لوبان على 21.53 في المئة.

كما ذكر البيان ذاته أن المرشح المحافظ فرانسوا فيون حصل على 19.91 في المئة، في حين حصل المرشح اليساري جان لوك ميلينشون على 19.64 في المئة.

وبعد تأهله لجولة الإعادة من انتخابات الرئاسة الفرنسية، طالب ماكرون جميع "الوطنيين" بالاحتشاد خلفه ضد تهديد من وصفهم "بالقوميين".

وتمكن المرشح الشاب من الصعود بثبات في صفوف المؤسسة الفرنسية، عندما قرر استغلال مهاراته كمصرفي متمرس في عالم الاستثمار، وعقد الصفقات&في عالم السياسة.

وإذا فاز ماكرون، البالغ من العمر 39 عامًا، الذي لم يكن معروفًا على نطاق واسع قبل أقل من ثلاث سنوات، فسيصبح أصغر رئيس لفرنسا منذ عقود طويلة.

الأم الحنون

اللبنانيون تابعوا أمس بكثير من الحماس الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، إن كان من خلال التصويت بالنسبة للذين يملكون الجنسية الفرنسية، وإن كان فقط متابعة لأحداث عالمية كون فرنسا مقربة جدًا من لبنان، ويعتبرها البعض "الأم الحنون"، ويقول ريمي كنعان الذي صوّت في الانتخابات الفرنسية: "أمس انتخبت في السفارة الفرنسية رئيس الجمهورية الفرنسي وشعرت باشمئزاز وحزن كبيرين لماذا؟ لأنني في بلدي ووطني لبنان الذي ولدت فيه وأسكن فيه لا أستطيع أن انتخب حتى نائبًا واحدًا يمثلني في الجمهورية اللبنانيّة".

شعور كنعان كان يراود معظم من صوتوا أمس ممن يحملون الجنسية الفرنسية، ويقول فريد خوري إنه كان داعمًا لوصول لوبان إلى سدة الرئاسة لأسباب عدة، ومنها أن حملتها الانتخابية ارتكزت على الدعوة للخروج من منطقة اليورو، وتنظيم استفتاء شعبي، حال فوزها بالرئاسة، لخروج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أنها تبنت خططًا لخفض الهجرة، ورفع استحقاقات الرعاية الاجتماعية.

فيون

جيلبير معوض كان يدعم فرانسوا فيون رغم عدم تأهله، ويقول عنه إنه "مرشح حزب المحافظين اليميني، وكان أبرز المرشحين للفوز بالرئاسة قبل أشهر فقط، بخاصة وأنه كان يشغل منصب رئيس الوزراء الفرنسي، وتمكن من الحصول على ترشيح حزب المحافظين باكتساح متفوق على أسماء مخضرمة، مثل الرئيس السابق&نيكولاي ساركوزي.

ويضيف معوض: "لكن ظهور فضيحة الفساد المرتبطة بزوجته، غيّرت ملامح حظوظه بالكامل، بخاصة بعد الكشف والتحقيق في حصول زوجته البريطانية المولد&على وظائف وهمية في البرلمان بدعم منه، واستخدامه الأموال العامة في غير موضعها، وهو ما أخضعه وزوجته لتحقيقات قضائية".

الأوفر حظًا

يتحدث خليل طرابلسي عن المرشح الأوفر حظًا إيمانويل ماكرون، ويقول عنه إنه "مرشح مستقل، وأصغر المرشحين سنًا، حيث يبلغ عمر ماكرون 39 عامًا فقط، وعمل وزيرًا للاقتصاد مع الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، قبل أن يستقيل العام الماضي، ليبدأ حملته الانتخابية وتأسيس حزبه "إن مارش".

ويصف طرابلسي ماكرون بأنه "لا يساري ولا يميني"، وبنى حملته الانتخابية على فكرة "تحويل النظام السياسي الفرنسي من سيطرة مجموعات المصالح الكبرى"، ويؤكد أنه سيكون رئيس فرنسا المنتظر.
&