اعتبرت حركة يمنية ناشطة توصيات مؤتمر حضرموت الأخير خطوة نحو النظام الاتحادي للأقاليم، لكنه في التوقيت الخاطئ، وأشارت إلى أن قراراته وتوصياته توحي بغياب المرجعية والسلطة الشرعية عن الأرض وعدم وجود سلطة الدولة وأن الأراضي اليمنية المحررة تتم إدارتها بشكل خارج عن هذه السلطة.

إيلاف: قال رئيس حركة "معًا من أجل يمن أفضل" همدان الهمداني إن حركته تابعت الترتيبات والتحضيرات لانعقاد مؤتمر الحضارم الجامع السبت الماضي، والذي تم تغييره إلى مؤتمر حضرموت الجامع في ما بعد، كما راقبت انعقاد التجمعات والاجتماعات في الداخل والخارج، فلمست الكثير من التعارض والاختلافات بين المكونات والقبائل المختلفة في موضوع التمثيل & &وتوقيت انعقاد المؤتمر والتحضير له وأهدافه.

همدان الهمداني رئيس حركة "معًا من أجل يمن أفضل"

أضاف الهمداني، الذي تنشط حركته من لندن، في حديث مع "إيلاف" الاثنين، إن مؤتمر حضرموت الجامع خطوة جيدة نحو النظام الاتحادي للأقاليم، ولكنه جاء في التوقيت الخاطئ.. وقال: "للأسف إن قراراته أو توصياته توحي بغياب المرجعية والسلطة الشرعية عن الأرض وعدم وجود سلطة الدولة وأن الأراضي اليمنية المحررة تتم إدارتها بشكل خارج عن سلطة الحكومة الشرعية، وهذا نتيجة طبيعية بسبب غياب رئيس الدولة وحكومته عن البلاد، وإدارة اليمن عن بعد، واعتمادهم على دول التحالف في تحمل تكاليف الحرب والضيافة للحكومة الشرعية".&

وحذر الناشط اليمني من أنه إذا استمرت حكومة الشرعية اليمنية في ما سماه "سباتها وطريقتها الفاشلة في إدارة المناطق المحررة واستنزاف التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة في المناطق المحتلة، فإن توجهًا سيصار إلى عقد مؤتمرات جامعة لكل محافظة ولكل منطقة، وحيث سيطالب الكل بدولة ونظام وحقوق والتزامات وإمتيازات هي حق من حقوقهم لم توفره لهم دولة الشرعية الغائبة عن البلاد بشكل كامل".

وشدد الهمداني على ضرورة تعيين التحالف مستشارين ذوي خبرة لكل وزير ومسؤول في السلطة الشرعية اليمنية نظرًا إلى التاريخ السياسي لأعضاء الشرعية الذي لا يؤهلهم لإدارة وزارة، وليس إدارة دولة، كما هو حاصل الآن على حد قوله.

جدل سياسي
وقد أثار "مؤتمر حضرموت الجامع" الذي انعقد السبت الماضي جدلًا سياسيًا، بعدما طالبت توصياته أن تكون المحافظة النفطية وأكبر محافظات البلاد مساحة "إقليمًا مستقلًا". وذلك بسبب ما يراه بعض اليمنيين عدم وضوح في أبرز التوصيات البالغ عددها 40 توصية، والتي نصّت على أن تكون "حضرموت إقليمًا مستقلًا بذاته وفق جغرافيتها المعروفة، وتحظى بشراكة متكاملة" من دون الإشارة إلى بقائها ضمن اليمن الاتحادي وفقًا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، أو في ظل دولة جنوبية فيدرالية جديدة مرتقبة.

وقد عارضت قوى يمنية المؤتمر الجامع في حضرموت، حيث دعا مجلس الحراك الثوري في المحافظة إلى مقاطعته، ووصفه بـ"مؤتمر ضرار يضرب بقسوة في النسيج الاجتماعي الحضرمي الجنوبي" بسبب ما أسماه "إصرار منظميه على الذهاب منفردين بمن حضر، وهو تسابق ذاتي بغرض حيازة مرجعية حضرموت" بحسب بيان له. &

من جانبه أوضح رئيس اللجنة السياسية في مؤتمر حضرموت الجامع علي الكثيري في تصريح صحافي إطلعت عليه "إيلاف" أن الانقسام في حضرموت ليس بهذا المستوى الذي تحدث عنه الكثير من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.. لافتًا إلى أن "هناك مبالغات كبرت حجم هذا الانقسام.. هناك معارضون فعلًا، وهناك من لا يرفض المؤتمر بحد ذاته، ولكن لديهم ملاحظات على آليات تشكيل اللجنة التحضيرية وعلى الإجراءات التي تمت خلال عمل اللجنة التحضيرية، وليس على المؤتمر أو مخرجاته".

وأشار إلى أن معظم المكونات، بما فيها الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقوى الحراك الجنوبي والاتحادات والنقابات المهنية والإبداعية والقطاعات النسائية والشبابية، قد شاركت في المؤتمر، وهذا ينفي أو يقلل من مستوى ما يتم تداوله عن وجود انقسامات في حضرموت أو تمزقات أو خلافات حول هذا المؤتمر بحسب قوله.