إيلاف: أكد الدكتور باسم عوض الله، مبعوث العاهل الأردني إلى السعودية، أن العلاقات الأردنية السعودية هي علاقات وطيدة واستراتيجية وتاريخية، كما أن الأردن يعتبر من أبرز الدول الحليفة للمملكة العربية السعودية، ولدى البلدين&مواقف مشتركة تجاه مختلف القضايا، مشيراً إلى أن مجلس التنسيق السعودي الأردني هو الركيزة الأساسية& لضمان استدامة العلاقات بين البلدين.

وقال في حديث لـ«العربية.نت»، إن السعودية هي الشريك التجاري الأكبر للأردن، حيث تعتبر السعودية من أكبر الدول التي تستثمر في الاقتصاد الأردني بحجم استثمار يزيد عن 133 مليار دولار، مضيفاً أن شركة الصندوق السعودي الأردني ستعمل على الاستثمار في العديد من المجالات، ويتوقع أن يصل حجم استثماراتها إلى 33 مليارات دولار، مما سيعطي دفعة قوية لحركة النشاط الاقتصادي في الأردن.

وتطرق الدكتور عوض الله إلى رؤية المملكة 2030 ، واصفاً إياها بأنها تعتبر أقوى وأشمل وأعمق برنامج إصلاحي ليس على مستوى السعودية فقط بل على مستوى المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن تنفيذ رؤية 2030 ستكون له انعكاسات إيجابية كبيرة على الاقتصادات العربية. كما أشار إلى أن ما تقوم به دول الخليج العربية اليوم، وخاصة& السعودية، من خطط إصلاحية للتخلص من الاعتماد على النفط هو الأهم في المرحلة الحالية.

وبالنسبة للدول العربية غير النفطية، قال مبعوث العاهل الأردني إلى السعودية إن تلك الدول تحتاج الى برامج& إصلاحية هيكلية تخلصها من الاعتماد على المساعدات، معرباً عن أمله أن ما تشهده العلاقات الخليجية العربية من إعادة هيكلة نحو استبدال الدعم المالي بالاستثمار المباشر في المشاريع التنموية والخدمية يتوقع أن يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد في تلك الدول.

خطة تنموية عربية

وعن ثورات الربيع العربي ونتائجه على اقتصاديات الدول العربية، قال الدكتور عوض الله إن انتشار الفقر والبطالة& والجهل والشعور بالتهميش وغياب العدالة هي من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ما يعرف بثورة "الربيع العربي"، مشيراً إلى أن مطالب الشباب العربي بمجملها واقعية ومنطقية، ولكن كانت نتائجها كارثية وشملت كافة دول المنطقة. وأكد أن من أكثر الأولويات التي تحتاجها المنطقة حالياً هي خطة تنموية عربية على غرار "خطة مارشال"، التي أخرجت أوروبا من دمار ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وعن التعليم في الدول العربية، أشار المبعوث الأردني إلى أن الدول العربية تحتل مراتب في أواخر دول العالم في الاختبارات الدولية في العلوم والرياضيات، مطالباً بأهمية تبني نموذج جديد وغير تقليدي للتعليم في العالم العربي، وذلك ينطبق على التعليم العالي والجامعات، ومشيراً إلى أن تدني نوعية& التعليم يعدّ&من أهم العوامل التي تشجع الشباب في العالم العربي على التوجه نحو التطرف والعنف.

وعن الإصلاح السياسي في العالم العربي، قال الدكتور عوض الله إن المنطقة العربية في أمس الحاجة إلى تطبيق& نموذج إصلاحي خاص بها ينبع من الداخل، ويتلاءم مع خصوصيتها وطبيعة مجتمعها والقيم والأخلاقيات الخاصة بها، وذلك للحد من التدخلات الخارجية بفرض نماذج ووصفات إصلاحية غربية جاهزة للتطبيق في مجتمعاتنا.

وحول توقعاته بالنسبة للاقتصاد العالمي، خلال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال الدكتور عوض الله إن ترامب& يعطي أولوية كبيرة لمحاربة الإرهاب، وسيكون لذلك تأثير كبير على تحالفاته مع دول المنطقة، وهو بالتأكيد يخدم أهداف دول "الاعتدال العربي"، وسيكون لذلك دور مهم في حل العديد من الأزمات والصراعات في المنطقة، وهو ما سينعكس ايجابًا على اقتصاديات المنطقة والاقتصاد العالمي.