«إيلاف» من بيروت: ماذا كانت أهداف حزب الله من خلال تنظيمه زيارة إعلامية لاستطلاع ما تقوم به اسرائيل من تحركات عسكرية في الجنوب؟

وفي ظل التهديد المستمر لإسرائيل بشن حرب على حزب الله ولبنان، ما هي ترديات هذه الزيارة على لبنان أمنيًا؟

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش، في حديثه لـ "إيلاف"، أن حزب الله يحتاج دائمًا إلى إعادة التركيز على مسألة أساسيّة، وهي أن اهتمامه لا يزال باتجاه إسرائيل ليعيد التألق الإعلامي لهذا الأمر، وليعيد لنفسه بعض الدور خارج إطار أنه ميليشيا مرتبطة بالأجندة الإيرانية، وأنه أصبح عمليًا جزءًا من العملية الداخلية بغض النظر عن المواجهة مع إسرائيل، وعمليًا حزب الله أراد أن يقول إنه لا يزال هنا، ولا يزال يشكل نوعًا من الرقم الصعب الموجود على الحدود مع إسرائيل، ويعتبر علوش أن هذه الرسالة التي أعلنها حزب الله كانت مرتبكة بشكل واضح، لأن حزب الله لم يعلق ولم يقل شيئًا بعد أن واجهه استنكار واضح، وردات فعل من قبل الدولة اللبنانية، التي رفضت هذه الزيارة جملة وتفصيلاً.

معنويات المحازبين

وردًا على سؤال هل أراد حزب الله من تلك الزيارة رفع معنويات محازبيه؟ يعتبر علوش أن دعم المعنويات لمقاتلي حزب الله ليس القضية، فالمقاتلون يبدو أنهم أصبحوا يعلمون وجهة هذا الحزب، وإنهم جزء من ميليشيا تابعة لمشروع ولاية الفقيه، على المستويين&الإقليمي والعالمي، لكن بالتأكيد حزب الله يريد أن يقول للداخل ولأهالي الجنوب بأن دوره لا يزال فاعلاً بالنسبة للمواجهة مع إسرائيل، وعمليًا حزب الله يريد أن يقول بأنه لا يزال الحزب ذاته الذي واجه إسرائيل عام 2006 وقبلها.

قرار الحرب والسلم

ولدى سؤاله هل كان حزب الله يقصد من الزيارة الإعلامية أن يقول إنه حاضر لأي معركة مع إسرائيل، وإن قرار الحرب والسلم بيده؟ يؤكد علوش أن ذلك قد يكون صحيحًا لكن عمليًا الجميع يعلم أن حزب الله ليس كلي القدرة، وليس قادرًا على تحمل مسؤوليات أكبر بكثير من جيوش أخرى، وتبقى الزيارة محاولة إعلامية ركيكة لكي يقول بأنه لا يزال موجودًا.

زيارة الحريري

عن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري في اليوم التالي إلى الجنوب، يؤكد علوش أنها تبقى ردة فعل منطقية ليقول إن الدولة لا تتخلى عن مسؤولياتها، وإن محاولات حزب الله بإظهار أن قرار الدولة موجود بيده أمر غير صحيح، وأن لبنان يلتزم القرار 1701، وتوجه الحريري برسالة إلى المجتمع الدولي ليقول إن إسرائيل عليها أن تلتزم بهذا القرار، وإن ما قام به حزب الله من زيارة إعلامية الى الجنوب لا يلزم الدولة اللبنانية بشيء.

عن اعتبار البعض أن زيارة الحريري إلى الجنوب تعني أن الخلافات لا تزال كبيرة بين تيار المستقبل وحزب الله، يؤكد علوش أن لا أحد يعتقد بأن الخلافات بين حزب الله وتيار المستقبل على مختلف المستويات يمكن أن تحل بحوارات فقط، حزب الله لا يمكن أن تحل المشكلة معه على المستوى الوطني أولاً، إلا بعد أن يضع كل قدراته بيد الدولة اللبنانية، وبعد أن يخرج من عباءة إيران، وعلى المستوى الإقليمي هناك دور أيضًا شديد السواد يقوم به حزب الله في سوريا بشكل أساسي، وفي العراق واليمن، وهو دور أدى إلى ضعضعة وتخريب العلاقات اللبنانية مع الدول العربية بشكل واضح، وهناك أيضًا قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق&رفيق الحريري، وقضايا تتعلق بكيف يكون لبنان على المستويات كافة.

وتبقى القواسم المشتركة بين حزب الله وتيار المستقبل لا تتعدى الـ10% من الأمور المختلف عليها، وتتعلق أيضًا ببعض الإستقرار وجوانب الإدارة، عدا عن ذلك الخلاف قائم بين الطرفين، ولا يعتقد علوش أنه سيزول إلا بزوال ميليشيا حزب الله، وخروج هذا الأخير عن الأجندات الخارجية.

هل سنشهد تداعيات للزيارة الإعلامية أمنيًا على لبنان؟ يؤكد علوش أن لا مؤشر بأن هذه القضية ستغيّر شيئًا في المعادلة، فلا يعتقد علوش أن روزنامة إسرائيل الإستراتيجية تسير على وقع ما يريده حزب الله، فهي مرتبطة بقرار أميركي وبرؤية&إسرائيلية.