شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على استمرار المملكة في الاستراتيجية الدفاعية "في العمق" السوري، "من دون الحاجة إلى دور للجيش الأردني داخل سوريا"، مؤكدًا عدم السماح للتطورات على الساحة السورية وجنوب سوريا بتهديد الأردن.&

إيلاف: أعرب الملك عبدالله الثاني خلال لقائه مع إعلاميين، اليوم الأربعاء، عن اطمئنانه بالنسبة إلى الوضع على الحدود الشمالية للأردن قائلًا: "لدينا كامل القدرة وأدوات مختلفة للتعامل مع أي مستجد حسب أولوياتنا ومصالحنا".

أضاف أن الحرب ضد الإرهاب وداعش تتجاوز سوريا والعراق، وتتطلب استراتيجية شمولية في أنحاء العالم، وقال إنه لا مصلحة لأحد داخل الأمة الإسلامية أن يرى مواجهة شيعية - سنية، مؤكدًا "نحن أمة واحدة، والخلافات هي خلافات سياسية، تخلقها سياسات إيران في المنطقة، وتدخلاتها التي لا بد من التعامل معها".

وتناول الملك زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن محادثاته تركزت على القضية الفلسطينية أولًا، ثم على نتائج القمة العربية والأزمة السورية والأوضاع في العراق ومحاربة الإرهاب والتطرف.

الدعم الأميركي&
وقال إنه جرى التركيز أيضًا على أهمية التعاون الاقتصادي والدعم الأميركي لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية. وأضاف أنه أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"أن أهم شيء بالنسبة إليّ هو الوضع الاقتصادي والتحديات التي يواجهها المواطن الأردني".

تابع الملك عبدالله الثاني قائلًا: "أنا متفائل بالدعم الآتي من الإدارة الأميركية الجديدة، ومواقفها إزاء القضايا الإقليمية من حيث رغبتها في دعم المسار السلمي وإيجاد حلول لعدد من هذه القضايا، حيث توجد قناعة لدى الرئيس الأميركي بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وكذلك محاربة الإرهاب".

عاهل الاردن متحدثا خلال اللقاء&

ونبّه إلى أنه "في المقابل لا بد أن يكون هناك دعم عربي موحد للأشقاء الفلسطينيين، وأن الأردن كرئيس للقمة العربية يقوم بالتنسيق مع الرئيسين المصري والفلسطيني للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية".

وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، أكد عاهل الأردن أنه لا يوجد بديل من الحل السياسي، ولن يتم تحقيق ذلك من دون تعاون روسي أميركي على جميع الملفات.

شفافية
وفي الشأن المحلي، أكد الملك عبدالله الثاني أهمية التنسيق بين وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة لتقديم المعلومات للمواطن بكل شفافية، خاصة وأن هناك جهات متعددة، معظمها خارجية، تحاول نشر الأخبار الكاذبة والأنباء الملفقة، للتشويش على الأردن ومؤسساته في هذه المرحلة.

وأكد أن سيادة القانون أمر أساسي، وأن القوانين التي قدمتها الحكومة إلى البرلمان مهمة للغاية في هذا الإطار، وخاصة في ترسيخ مفهوم الدولة المدنية. وقال: "أتوقع من كل مواطن أردني أن يحترم قوانين هذا البلد، كما يحترم القوانين عندما يتواجد في دبي، فليس هناك أحد فوق القانون في بلده".