إيلاف من بيروت: تنبئ&التطوّرات المتسارعة في جرود البقاع اللبناني على الحدود السورية بأن التحضيرات لمعركة استئصال الإرهاب في تلك المنطقة قد اقتربت.

ومنذ مطلع العام الحالي،&تشهد الجرود عمليات نوعيّة للجيش اللبناني، وكان آخرها الأسبوع الماضي عندما نجح الجيش باعتقال عشرة إرهابيين وقتل ما يُعرف بالقاضي الشرعي لتنظيم داعش في القلمون، ومن ثم قصفت مروحيّاته مواقع لداعش والنصرة في جرود رأس بعلبك الحدودية مع سوريا.

ويعتبر الكثيرون أنها بداية للتحضيرات للمعركة في ما تبقى من جرود عرسال والقلمون، وبأن التجهيز العسكري لهذه المعركة متواصل مع تسجيل ارتفاع لوتيرة تزويد الولايات المتحدة الأميركية الجيش اللبناني بالأسلحة، واختيار مطار رياق في البقاع اللبناني لهبوط الطائرات العسكرية الأميركية التي تنقل السلاح للجيش.

في هذا الصدد، يقول النائب خضر حبيب (المستقبل) لـ"إيلاف" عن المعركة التي يحشد لها، إن لبنان محميّ من قبل المؤسسة العسكريّة وعلى رأسها الجيش اللبناني، والجيش اللبناني موجود والمطلوب من كل الأجهزة السياسيّة أن تدعم الجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية بمعزل عن موقف حزب الله، الذي ورّط لبنان في قضية "الإرهابيين" وخطرهم على لبنان.

واقع قائم

أما النائب عبد المجيد صالح (8 آذار) فيعتبر في حديثه لـ "إيلاف" أن الموضوع لا يندرج ضمن التوقيت القريب كمعركة حاسمة بين داعش والجيش اللبناني بمقدار ما هو واقع قائم وليس افتراضيًا، والمعروف أن داعش والنصرة يحشدان قواتهما ويحاولان منذ زمن ومن خلال هجمات عدّة نفذاها محاولة اختراق أماكن تواجد الجيش اللبناني وحزب الله، فالخطر "الإرهابي" يحيط بلبنان، والخطر الداعشي موجود في جرود عرسال ومناطق يتمركز فيها، ويحاول أن يقيم ثغرة لمحاولة احتلال بعض القرى والمناطق اللبنانيّة.

التوقيت القريب

ولدى سؤاله ما مدى صحة افتراض أن توقيت المعركة ضد استئصال الإرهاب بات قريبًا؟ يجيب صالح هذا التوقيت هو نتيجة لتقييم الأدمغة العسكريّة سواء على صعيد قيادة الجيش اللبناني، أو حزب الله بحسب تجاربها، وبعد النزوات التي قام بها "الإرهابيون"، سواء على حزب الله أو على الجيش اللبناني في تلك التلال أو غيرها من المناطق.

جهوزية الجيش اللبناني

هل يستطيع الجيش اللبناني أن يصدّ كل الهجمات المحتملة من داعش ضد الأراضي اللبنانيّة؟ يقول صالح إن الجيش اللبناني يبقى الحاجز أو الدرع الأساسي أو القوة المتينة التي تقوم بدورها على أكمل وجه من خلال الحفاظ على الحدود بدماء شهدائها من الجيش اللبناني.

ويضيف صالح: "يبقى أن نقطة دم من الجيش اللبناني هي أهم من أي موضوع، وبين حياة الجيش اللبناني وحياة الوطن يجب عدم اعتماد التحفظات والمراهنات التي لا تخدم اللبنانيين، لأننا عندما نتحدث عن "الإرهاب" نعتبر أنه معادٍ لكل اللبنانيين ولإنسانية الإنسانيّة".

توسع داعش

هل يبقى الخوف فعليًا من توسع مرتقب لداعش باتجاه لبنان كونه يخسر في سوريا؟ يعتبر صالح أن الغزوات قد تشير إلى ذلك، والبعض حاول أن يخفي حقيقة داعش، وأن يتجاهل مشروعه التدميري والتفتيتي والتكفيري على مستوى الدول قاطبة، ولا استغراب أن يكون هناك انقسام&بمواجهة هذا "الإرهاب" وهذا الإجرام الذي تقوم به "داعش" و"النصرة"، وبعض "التنظيمات الإرهابية".

ويؤكد صالح أن الشعب في أكثر المناطق يتحسّس خطورة هؤلاء "الإرهابيين"، و"نعلم أن هنالك الكثير من الدعم للجيش اللبناني، وهذه هي الطريق الوحيدة للحد من توسع داعش نحو لبنان كونه يخسر في سوريا."
&