كابول: أعلنت حركة طالبان الأفغانية الجمعة "يوم المجاهدين" في بداية هجومها الربيعي السنوي، ما ينذر بحلقة جديدة في النزاع المستمر في هذا البلد بعد اسبوع على هجوم دام استهدف قاعدة عسكرية لقوات الامن الافغانية. 

وأطلقت طالبان على العملية اسم "عملية منصوري"، تيمناً باسم زعيمها السابق الملا منصور الذي قتل في غارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار في مايو 2016، وقد تولى قيادة الحركة بعد الإعلان في يوليو 2015 عن وفاة سلفه الزعيم التاريخ لطالبان الملا عمر.

وتوعد المتمردون باستهداف القوات الأجنبية باستخدام اساليب من بينها "الهجمات التقليدية وحرب العصابات والهجمات الاستشهادية (الانتحارية) المتطورة، والهجمات الداخلية"، بحسب بيان للحركة. 

وأضاف البيان "سنستهدف العدو ونضايقه ونقتله أو نأسره حتى يخرج من آخر معاقله". 

وعادة ما يكون الهجوم الربيعي السنوي بداية "موسم القتال"، رغم أن طالبان واصلت خلال شتاء هذا العام حربها ضد القوات الحكومية في هجمات كان أعنفها الهجوم الاسبوع الماضي على قاعدة عسكرية عند مشارف مدينة مزار الشريف. 

ونفذ هجوم الجمعة مسلحون يرتدون زي الجنود الافغان وبحوزتهم تصاريح لدخول القاعدة. وقتل 135 مجندا على الاقل في الهجوم الذي يعتبر الاكثر دموية ضد القوات الافغانية. 

وأثار الهجوم غضبا واسعا وأدى الى استقالة وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان، إضافة إلى إعادة هيكلة قيادة الجيش. واشاع حالة من الخوف والشك بأن المسلحين حصلوا على مساعدة من الداخل لتنفيذ هجومهم. 

واعتقلت السلطات 35 عسكريا على الاقل حتى الآن من مختلف الرتب على خلفية الهجوم. وشكلت "الهجمات الداخلية" التي يشنها عناصر من الجيش أو الشرطة ضد زملائهم أو ضد القوات الدولية، مشكلة كبيرة خلال الحرب التي بدأت في 2001.

"عام صعب آخر"

يأتي اعلان طالبان بعد أيام من زيارة وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الى كابول فيما تسعى إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى صياغة استراتيجية جديدة في افغانستان. 

وحذر ماتيس من أن عام 2017 سيكون "عاما صعباً أخر" بالنسبة لقوات الامن الافغانية، إلا أنه لم يعلق على دعوات القائد الاميركي لقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان الجنرال جون نيكزلسون لارسال تعزيزات من "عدة الاف" العسكريين الى هذا البلد. 

ويعتبر النزاع في أفغانستان الاطول في تاريخ الولايات المتحدة، اذ تخوض قوات حلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة حربا هناك منذ 2001 بعد اطاحة نظام طالبان من السلطة عقب رفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة. 

وينتشر نحو 8400 جندي أميركي في افغانستان و5000 من جنود الدول الاعضاء في حلف شمال الأطلسي فيما فشلنت المحاولات التوصل الى تسوية بين كابول وطالبان. 

وتقوم هذه القوات بشكل خاص بتدريب القوات الافغانية وتقديم النصح والمساعدة لها. وكان هناك مدربون غربيون يرجح أن يكونوا ألمان واميركيين، في القاعدة العسكرية التي تعرضت للهجوم إلا أنهم لم يشاركوا في صد الهجوم، بحسب ما افادت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس. 

وتحاول قوات الأمن الافغانية التي أنهكتها عمليات القتل والفرار من الخدمة العسكرية، جاهدة الانتصار على المتمردين منذ أن أنهى جنود الحلف الأطلسي الذين تقودهم الولايات المتحدة مهمتهم القتالية في ديسمبر عام 2014. 

ومؤخرا ألقت الولايات المتحدة "قنبلة العصف الهوائي الجسيم" من طراز "جي بي يو-43/بي" والمعروفة باسم " أم القنابل" على مخابئ لتنظيم الدولة الإسلامية في اقليم آشين بولاية ننغرهار شرق أفغانستان، ما أدى إلى مقتل مئة مسلح، وفقا لتقديرات غير مؤكدة أصدرها مسؤولون أفغان. 

وأثار القصف الأميركي صدمة في العالم حيث ندد البعض باستخدام افغانستان كحقل تجارب لاختبار القنبلة. وأنفقت الولايات المتحدة أكثر من ألف مليار دولار ما بين نفقات عسكرية وإعادة إعمار منذ أن اجتاحت هذا البلد عام 2001 لطرد نظام طالبان.