مانيلا: ليست حملة مكافحة المخدرات التي يخوضها الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي سوى وجه من وجوه انتهاكات حقوق الإنسان والديموقراطية في دول جنوب شرق آسيا التي يعقد قادتها قمة إقليمية الجمعة في مانيلا، برأي دعاة حقوق الإنسان.

لقيت سياسة القمع التي ينتهجها دوتيرتي ادانة من عدة دول غربية بعد أن خلفت آلاف القتلى منذ وصوله للسلطة في حزيران/يونيو 2016. لكن يتوقع أن يحظى في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بتأييد غالبية ضيوفه وذلك لأن معظم قادة الرابطة ليس لديهم رصيد ديموقراطي جيد، وفق ما يقول فيل روبرتسون المدير المساعد لمنظمة هيومن رايتس ووتش في آسيا.

ويقول روبرتسون لفرانس برس ان "مراعاة حقوق الإنسان تسير في خط تنازلي في كل بلدان آسيان ما عدا ربما في بورما وذلك فقط لان النظام العسكري حكم بيد من حديد لفترة طويلة جدا".

ويضيف انه "أيا كانت المعايير - من حرية التعبير والتظاهر والتسامح الديني وعدم التدخل في المجتمع المدني واحترام المبادئ الديموقراطية ومعاملة اللاجئين والمهاجرين - فإن المنطقة تغوص أعمق في السلطوية والقمع وانتهاك الحقوق".

وفي ما يلي بعض المعلومات حول قادة دول آسيان.

- بروناي -

سلطان بروناي حسن بلقية وعمره 70 عاما هو أحد أكبر اثرياء العالم على رأس حكم شبه مطلق في البلد الصغير الغني بالنفط. اثار جدلا في 2014 بفرضه الشريعة الإسلامية التي تتضمن أحكاما بالجلد وبتر الأطراف.

- كمبوديا - 

يحكم رئيس الوزراء هن سن (64 عاما) وهو جندي منشق عن الخمير الحمر، البلد منذ أكثر من ثلاثين عاما. ويؤكد أنه نجح في فرض الاستقرار ولكن منتقديه يؤكدون أنه يسيطر على قوات الأمن والقضاء والاقتصاد لمنع أي صوت معارض في حين يستشري الفساد وتنتشر التجاوزات.

- اندونيسيا - 

جوكو ويدودو (55 عاما) هو أول رئيس منتخب غير منبثق من النخبة السياسية أو العسكرية. واعتبر فوزه في 2014 دلالة على صحة المؤسسات الديموقراطية في أندونيسيا التي خرجت في 1998 من حكم الدكتاتور سوهارتو الذي استمر 30 عاما. ولكن ويدودو يواجه صعوبة في إدخال اصلاحات.

- لاوس -

أصبح ثونغلون سيسوليث (71 عاما) رئيسا للوزراء في 2016 بعد أن خدم النظام الشيوعي بوصفه وزيرا للخارجية. يؤكد عزمه على مكافحة الفساد ولكن من الصعب معرفة ما يجري في هذا البلد الفقير الذي يمنع دخوله على وسائل الإعلام الأجنبية ولا يتسامح مع معارضيه.

- ماليزيا -

يترأس نجيب رزاق (63 عاما) منذ 2009 ائتلافا حكوميا يتولى الحزب الرئيسي فيه الحكم منذ قرابة ستين عاما. وتتهم السلطات بمراعاة الاغلبية الماليزية وقمع المعارضة.

- بورما -

منذ وصولها إلى السلطة قبل سنة، تدهورت سمعة المدافعة عن حقوق الإنسان أونغ سان سو تشي البالغة من العمر 71 عاما. وتخلى عنها عدد كبير من مؤيديها الدوليين لصمتها على القمع الدامي الذي ينفذه الجيش لأقلية الروهينغا المسلمة في ولاية راخين. ولم يعد لدى كثيرين أوهام بشأن أول حكومة مدنية بعد عقود من الحكم العسكري ولا سيما بسبب بطء الاصلاحات القضائية والاقتصادية.

- الفيليبين -

مع حرب دوتيرتي ضد المخدرات، يحذّر المدافعون عن حقوق الإنسان من احتمال ارتكاب جرائم ضد الانسانية. لكن هذا المحامي السابق البالغ من العمر 72 عاما يؤكد انه "سيسره ذبح" الملايين من المدمنين في سبيل القضاء على آفة المخدرات.

- سنغافورة -

يتولى رئيس الوزراء لي هسيين لونغ (65 عاما) ابن مؤسس الدولة الراحل لي كوان يو مقاليد حكم الارخبيل الثري منذ 2004. ويفوز حزب العمل الشعبي الذي ينتمي اليه في الانتخابات منذ 1959.

- تايلاند -

يحكم القائد السابق للجيش برايوت تشان-او-تشا (63 عاما) البلاد منذ انقلاب أيار/مايو 2014 على رأس مجلس عسكري قمع أي صوت معارض. ووعد بالعودة الى الديموقراطية لكن لم يتم تحديد موعد نهائي بعد للانتخابات.

- فيتنام -

يعد رئيس الوزراء نغوين خوان فوك الذي عينه في 2016 برلمان هو بمثابة جمعية اجرائية، مسؤولا حزبياً تكنوقراطيا كفوءا في نظام شيوعي لا يتسامح مع أي صوت معارض. أما المعارضون فأغلبهم في السجن.