بغداد: تحت شعار "بغداد ... زهور وثقافة وانتصار"، انطلقت فعاليات مهرجان بغداد الدولي للزهور بنسخته التاسعة على حدائق متنزه الزوراء بمشاركة عشرات الشركات المحلية والأجنبية وبحضور جماهيري كبير، حيث ارتدت المساحة المخصصة للاحتفال بألوان عديدة من الزهور المختلفة التي صممت وفق اشكال عديدة أبدع مصمموها فيها وما زاد من جمال كل ذلك الماء على شكل نافورات التي نثرت رذاذها على الأمكنة والألعاب النارية التي ابتهج بها الناس الذين حضروا الاحتفالية .

وتضمنت الفعاليات التي بدأت مساء أمس نشاطات فولكلورية وثقافية ومنها عرض للأزياء البغدادية الجميلة بمرافقة الأغنيات البغدادية القديمة التي رددها الحاضرون، فضلا عن الأغنيات الوطنية،الى جانب التطرق إلى أهمية زراعة الشتلات والورود لما لها من أثر جمالي ونفسي عبر مشاركة العديد من المكاتب المهتمة بالبذور والأسمدة والتربة الخاصة بالزهور التي وزعت منشوراتها على الزائرين.

& ويستمر المهرجان لمدة أربعة ايام سيتم خلالها عرض جميع أنواع الزهور والمزروعات أمام الزائرين التي تنتج محليا أو المستوردة من خارج البلاد من خلال الأجنحة الخاصة بكل جهة مشاركة.

ثقافة الورد

وأعربت امينة بغداد الدكتورة ذكرى علوش عن سعادتها بالمهرجان الذي تزامن مع تحقيق الانتصارات في محافظة نينوى، وقالت: "منذ انطلاقته الأولى عام 2009 حرصت أمانة بغداد على ان يكون هذا المهرجان تقليدا سنويا وان كان بامكانيات بسيطة إلا انه حقق هدفا ساميا تجسد في نقل الصورة الحقيقية لعاصمتنا العزيزة التي حاول اعداء السلام طمس معالمها الحضارية والعمارية، فخسئوا وخسئت نياتهم.

وأضافت: "ها نحن اليوم نجتمع من جديد في ارض بلاد الرافدين على الود والخير والوئام لنخط حروف انسانيتنا الأبدية بالسلام ويسعدنا ان يكون هناك جناحان لمدينة الموصل وآخر لمحافظة نينوى حاضرين في حب الحياة الحرة الكريمة وملونين بالحب.

وتابعت: "في مهرجاننا التاسع للزهور نفخر بنجاحنا بنشر ثقافة الورد مثلما تشرفنا بالعديد من الدول التي لبت دعوتنا للسلام وشاركتنا في نشر أهدافنا النبيلة، فلم يكن مهرجان الزهور منذ انطلاقته الأولى هامشًا في أجندة الاصدقاء بل كان ولم يزل وسيبقى اصيلا ومن أولويات التزاماتهم لما يحمله هذا المهرجان وهذا المحفل الثقافي من معان جسدت عراقة بلادنا ورقي اهلها في استخدام الورد رسالة للسلام والأهداف السامية المنشودة .

ألق بغداد وزهوها

& من جانبه حيا الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي مهدي العلاق القائمين على المهرجان الجميل، وقال: ان هذه الفعالية التي دأبت امانة بغداد والجهات المتعاونة معها على اقامتها منذ تسع سنوات ، نفخر انها تأتي تحت عنوان بغداد مدينة الإبداع الأدبي التي تشرف على هذا الالق منظمة العلوم والتربية والثقافة (يونسكو) ولعل من حسن التوفيق ان يقترن الاحتفال بنصر كبير من ايام انتصاراتنا ضد داعش ،فقد سطر الميامين من ابطال الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة بطولات كبيرة كان اخرها ما تحقق من تحرير قضاء (الحضر) بالكامل.

واضاف: ان اهتمام امانة بغداد بتنظيم هذا المهرجان يعكس الق بغداد وزهوها وسعيها لاظهار قدراتها في تزيين المدينة واتشاحها بالوان الطبيعة الخلابة في امل نتطلع اليه جميعا بعودة الامن الى مدينتنا العريقة العاصمة الحبيبة بغداد لا سيما مع ما تحقق من استقرار امني كبير نشهده جميعا وهو تأكيد على قدرة قواتنا الامنية البطلة على تحقيق ذلك .

رسالة سلام

اما الناطق الإعلامي باسم أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة فقد اكد ان المهرجان رسالة تؤكد ان العراق بلد السلام والمحبة، وقال: يعد المهرجان تظاهرة زراعية للتعبير عن المحبة والسلام، لان الهدف من اقامة المهرجان هو ايصال رسالة الى العالم مفادها ان العراق ينبذ ثقافة العنف من خلال اشاعة ثقافة الزهور والجمال ورؤية الوجه الحضاري للعاصمة التي كانت وما زالت ارض السلام والتألق والمناسبات الثقافية المهمة التي تعكس الوجه الإنساني والجمالي لبغداد، الى جانب تبادل الخبرات بين العراق والدول والشركات الاجنبية والعربية المشاركة، اضافة الى امكانية استيراد زهور تتلاءم مع الاجواء العراقية، فضلا عن تصدير الزهور العراقية المنتجة الى خارج البلاد.

واضاف: "ان دورات المهرجان السابقة شهدت ايصال رسائل عدة الى العالم مفادها ان العراق بلد السلام والامان، على الرغم من الهجمات الشرسة من قبل وسائل اعلام مغرضة صورت العراق بانه ساحة حرب، لذا كانت المهرجانات تتحدث من خلال الزهور عن الوجه الاخر للعراق بانه بلد الاعمار والازدهار".

جمال الورد&

الى ذلك، اعرب العديد من المواطنين العراقيين عن سعادتهم بحضورهم احتفالية الافتتاح وتمتعهم بمنظر الزهور الجميلة التي لا يشاهدونها الا في مهرجان الزهور الذي يقام سنويا في متنزه الزوراء.

وقالت مى حسن: "احرص كل سنة ان اجيء مع افراد عائلتي الى المهرجان لانه يجعلنا نشعر بالسعادة فلا اجمل من الزهور وهذه الاجواء الخلابة فعلا".

اما شاكر علي، فقال: "الورد جميل والمكان صار به اجمل والخضرة والماء والوجه الحسن للناس الذين جاؤوا للاحتفال مع بغداد في انتصاراتها ومهرجان زهورها.. فيما قالت كريمة هاشم :يا عيني على جمال المكان الذين اينما نلتفت نجد الورد بالوانه واشكاله، انا سعيدة ان اتأمل كل الوان الورد واتمنى لو ان ادارة المهرجان تهديني وردة من كل لون وشكل، فلا شيء يضاهي جمال الورد وابارك لامانة بغداد جهودها في اسعادنا ولو لأربعة أيام في السنة فقط".