تبين الأرقام أن البريطانيين يعزفون عن قراءة الكتاب الرقمي بمعدلات عالية بعد ان هبطت مبيعات الكتب الالكترونية الاستهلاكية بنسبة 20 في المئة تقريباً العام الماضي فيما أسهم التعب من شاشة الكومبيوتر والقارئ الالكتروني في ارتفاع مبيعات الكتب الورقية الى اعلى مستوى لها منذ خمس سنوات. &

وهبطت مبيعات الكتب الالكترونية الاستهلاكية بنسبة 17 في المئة الى 204 ملايين جنيه استرليني العام الماضي، وهو أدنى مستوى تبلغه منذ عام 2011 حين انطلقت موجة الاقبال على الكتاب الالكتروني مع اجتياح قارئ شركة امزون الالكتروني "كندل" سوق الكتب الالكترونية في بريطانيا. &

وهذا هو العام الثاني على التوالي الذي تهبط فيه مبيعات الكتب الالكترونية الاستهلاكية مع اقدام القراء في وسائط النقل العام والسياح ومحبي المطالعة على وضع الطبعات الرقمية جانباً لصالح الروايات الورقية التقليدية. &

وقال رئيس جمعية الناشرين ستيفن لوتينغا ان هذا لا يعني نهاية حلم الكتاب الالكتروني ولكن من الواضح ان القراء قرروا تقليل الوقت الذي يمضونه مع شاشاتهم. &

واشار الى وجود احساس بأن القراء تعبوا أو أُصيبوا بالانهاك من الشاشة بسبب كثرة الأجهزة التي يستخدمونها أو يشاهدونها أو ينظرون اليها خلال الاسبوع. &وان الكتاب الورقي يوفر فرصة للابتعاد عن ذلك. &

وكانت مبيعات الكتب الالكترونية الاستهلاكية بلغت ذروة قدرها 275 مليون جنيه استرليني في عام 2014 حين أسهمت بنصف اجمالي مبيعات الكتب الالكترونية. &وأسهم بالقسط الأكبر في هبوط مبيعات الكتب الالكترونية الاستهلاكية تراجع مبيعات الرواية الرقمية ، وهي القسم الأوسع شعبية بين الكتب الالكترونية ، بنسبة 16 في المئة الى 165 مليون جنيه استرليني في عام 2016. &

وقال لوتينغا ان زيادة حدثت في مبيعات الكتب الالكترونية والاشتراكات في مطبوعات غير استهلاكية مثل الكتب المدرسية والأكاديمية ولكن هناك انواعاً معينة من الكتب الاستهلاكية يفضل الجمهور قراءتها بطبعات ورقية. &

ولاحظ ريتشارد براوتون المحلل في دار امبير للنشر ان المسافرين أو الذين في اجازة يستثقلون حمل قارئ الكتروني بالاضافة الى اجهزتهم الأخرى في حين ان الكتاب الورقي أداة ترفيهية زهيدة الكلفة يمكن التخلص منها بسهولة. &&

وبصرف النظر عن قضية الكتب الالكترونية الاستهلاكية فان صناعة الكتاب البريطانية تشهد ازدهاراً واسعاً. &إذ ارتفع اجمالي مبيعات الكتب والمجلات الورقية والرقمية بنسبة 7 في المئة الى 4.8 مليارات جنيه استرليني في عام 2016 وهو اعلى رقم منذ عام 2007 الذي أُدرجت فيه مبيعات الكتب الرقمية لأول مرة.&

ورغم هذا الانتعاش حذر رئيس جمعية الناشرين ستيفن لوتينغا من ان اوروبا اكبر سوق للكتب البريطانية بنسبة 35 في المئة من اجمالي مبيعات الكتب البريطانية في الخارج وان من الضروري حماية صناعة النشر البريطانية بعد بريكسيت.

وكانت مبيعات الكتب البريطانية في الخارج ارتفعت بنسبة 6 في المئة الى 2.6 مليار جنيه استرليني العام الماضي أو 54 في المئة من اجمالي الايرادات.&
&