إيلاف من دبي: وقع الإعلامي السعودي فيصل ج. عباس، رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز» الناطقة بالإنكليزية، كتابه: «عربي/إنكليزي: لندن كما عشتها وعايشتها وتعايشت معها»، بحضور ومشاركة عثمان العمير، ناشر «إيلاف» ورئيس تحريرها الذي قدم الكتاب.

اختار فيصل عباس أن يوقع كتابه الصادر حديثًا في الدورة السادسة عشرة لمنتدى الإعلام العربي. وهو يلقي فيه الضوء على تجربته في العاصمة الإنكليزية لندن من خلال سرد العديد من التجارب والمواقف التي مرّ بها إبان عمله في مدينة الضباب نحو عقد من الزمان.

نتعلم من تجاربنا

قال عباس في حفل التوقيع: «استغرق الكتاب عامين ونصفا من العمل. وبالطبع نتعلم من تجاربنا»، متوجهًا بالشكر للإعلامي اللبناني والكاتب في صحيفة الشرق الأوسط إياد أبو شقرا، قبل أن يقدم عباس العمير ويصفه بأنه «ليس عرّابي لوحدي، لكن عرّاب أجيال من الصحافيين العرب الدوليين، والأستاذ عثمان برأيي ورأي الكثيرين أسطورة حيّة».

أضاف عباس: «ربما ليس كتاب واحد لكن موسوعة كاملة لن تكفي لحصر الإنجازات والقضايا ومشكلات الصحافيين التي حلها العمير، بما فيها اطلاق كتبهم، وخاض هذا الرجل العظيم على امتداد خمسين سنة في مجال الاعلام، فهو مؤسس الاعلام السعودي الدولي، وشرف كبير لي طبعًا أن يكون هو من يقدم كتابي باعتباره هو العربي الانكليزي الأصلي».

 

 

 

وتابع ممازحًا: «أنا طلبت منه أن يخف قليلًا على الجمهور كي لا تصبح مقدمته كمقدمة ابن خلدون، اشهر من الكتاب نفسه».

وكان العمير نصّ مقدمة للكتاب أكد فيها أن تميز الكتاب ينبع مما قدمه للقارئ «من قلمٍ صوَّر تجربة ثرية وعميقة؛ إذ جرت العادة في بعض الكتابات أن تنحو نحو السياحة السريعة، كالوجبات سريعة التلف"، مشيرًا إلى خبرة عباس بالحياة الإنكليزية، وهو أمر ذو أهمية بالغة كي يبرز العمل إلى الناس مُتقنًا، ومالكًا القدرة على النفع والإمتاع، كما كتب.

أحسده

ألقى العمير كلمة بمناسبة توقيع الكتاب، فقال: «سعيد جدًا أن أكون إلى جانب فيصل، وأن أتحدث عن هذا الكتاب الذي اعتبره بداية للتعرف على لندن... لندن الحقيقة مدينة التاريخ ومدينة الأشياء الجميلة وغير الجميلة، مدينة الأشياء المنسية، مدينة الأشياء المطمورة».

 

 

أضاف: «كان لي الشرف أن انكببت في السنوات الأخيرة على قراءة تاريخ لندن، وتتبع ما فيها من كنوز، سواء كنوز سياسية أو تاريخية أو إنسانية، وكانت في الحقيقة رحلة ممتعة خصوصًا أن إخواننا الإنكليز أناس تعمقوا في الحديث عن تاريخهم، وعن المكتسبات التي حققوها، وعن الأشياء الموجودة عندهم، وفي الحقيقة أشعر بالحسد من فيصل فلطالما كانت فكرة الكتابة عن لندن في مخيلتي، منذ أن رحلت اليها وأقمت فيها، لكن حين اخبرني فيصل عن فكرة هذا الكتاب تحمّست له جدًا، وقلت له إنني أتشرف بتقديمه، ليس لفيصل فحسب بل لجميع من يحب لندن».

وختم العمير قائلًا: «أنا سعيد بوجودي معكم، وسعيد بهذا الكتاب، واتمنى من إخواننا الصحافيين والكتاب أن يهتموا بالمدن، بمدنهم وبغير مدنهم التي يرونها، فهذه الكتابات عميقة فعلًا، ومفيدة والناس تحتاج اليها. شكرًا لكم وسعيد بكم وسعيد أن أراكم معًا».

لا تُحصر بكتاب

وردّ عباس على تكريم العمير له بكلمة قال فيها: "شكرًا جزيلًا للاستاذ عثمان، ليس لتقديمه هذا الكتاب فحسب، وإنما لما قدمه من مكانة ووجه مشرف لأجيال متعاقبة من الصحافيين وللجالية العربية في لندن».

 

 

أضاف متكلمًا عن الكتاب نفسه: «لندن هي أعظم وأعرق وأضخم من أن تحصر في كتاب واحد. لندن بالنسبة إلى أي شخص يزورها هي تجربة مختلفة: هي مجموعة مدن في مدينة واحدة، وأنا لا أزعم أبدًا أنني استطعت أن أحصر جميع المشاهدات التي يمكن أن يراها شخص في هذه العاصمة الكبرى، لكن ربما كصحافي كان حاضرًا في بعض الأحداث المحورية التي حصلت، مثل اعتداءات ٧/٧ وتصويت بريكسيت، ربما استطعت أن امزج بين مشاهداتي كصحافي وتجربتي الشخصية، محاولًا إعطاء القراء نبذة عن لندن كما عشتها وعايشتها وتعايشت معها».

تجربة الاغتراب

تابع عباس: «كنت مصرًا جدًا على إقحام جملة (لندن كما عشتها وعايشتها وتعايشت معها) في العنوان، فربما كثير من الناس ينظرون إلى تجربة الاغتراب أو إلى الكثير من الامور على أنها أبيض أو أسود، وفي الحقيقة هناك fifty shades of gray كما يقال بالانكليزية».

وشرح عباس تقنية تأليفه الكتاب. قال: «كل فصل في الكتاب يحمل اسم عمل بريطاني عملاق ومستوحى منه. فالفصل الاول هو Charlie and the chocolate factory باعتباري كسبت تذكرة ذهبية للذهاب إلى مصنع شوكولاته في لندن… إلى أرض الاحلام. لكن ما تختبره في أرض الأحلام هو أن تجربة الاغتراب ليست دائما كالشوكولاته بالحليب - أي إنها ليست دائمًا ناعمة وطرية، بل في كثير من الاحيان تكون كالشوكولاته الداكنة - قاسية ومرة الطعم».

وختم عباس تعريفه الكتاب بقوله: «لا بد لنا من أن نقر بأخطائنا، وفي النهاية أقول دائمًا إن هذا الكتاب هو عبارة عن مجموعة من أخطائي التي أتمنى أن يتلافاها الآخرون، وأحد التعريفات للخبرة هو تراكم الأخطاء، فيسرني أن أشارككم أخطائي وتفضلوا إلى توقيع الكتاب. شكرًا جزيلًا».

سيرة عامرة

بعد هذه الكلمة، تقاطر المدعوون والزوار إلى منصة التوقيع، حاملين نسخهم من الكتاب، فتولى عباس توقيعها.

وعباس رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز» الدولية الناطقة بالإنكليزية، حاصل على جوائز دولية عدة، وله مشاركات تحريرية مع هافينغتون بوست وفورين بوليسي وإنترناشونال ريسورس جورنال وسي.إن.إن وبي.بي.سي وغيرها. عمل في الصحافة منذ عام 1999: بدأ مراسلًا لتلفزيون المستقبل اللبناني خلال دراسته في الجامعة اللبنانية الأميركية التي تخرج منها في عام 2003، ثم عمل في جريدة الحياة قبل أن ينتقل إلى لندن ليعمل محررًا في جريدة الشرق الأوسط الدولية. عمل رئيسًا لتحرير موقع قناة "العربية" الإنكليزي.

في لندن، حصل على ماجستير في الاتصالات التسويقية من جامعة ويستمنستير. وألقى محاضرات حول العالم العربي في عدد من أهم الجامعات البريطانية، وهو عضو في نقابة الصحافيين في المملكة المتحدة، ورابطة المؤلفين البريطانيين، وعضو شرف في جمعية إتحاد طلاب جامعة كايمبردج. 

في مارس 2017، حصل على جائزة “الأثر الإجتماعي” من المجلس الثقافي البريطاني والسفارة البريطانية في الرياض.