نصر المجالي: نشرت في موسكو، اليوم الأربعاء، نسخة لـ"مسودة المقترحات الروسية" بشأن مناطق لتخفيف حدة التصعيد في سوريا (المناطق الآمنة)، وقال موقع "روسيا اليوم ـ RT"، الذي حصلت مراسلته على النسخة، إن الجهات الرسمية الروسية لم يصدر عنها أي إعلان أو بيان رسمي بشأنها.&

وتؤكد الوثيقة على أن الاتحاد الروسي وجمهورية تركيا وجمهورية إيران الإسلامية ضامنون لمراعاة نظام وقف إطلاق النار في الجمهورية العربية السورية، (المشار إليهم في ما يلي بإسم "الضامنون").

وتزامنًا مع تسريب الوثيقة، أعلن مصدر مطلع على مفاوضات سوريا في أستانة&لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، عن عدم وضوح الرؤية بعد، حيال القوة الدولية في المناطق الأربع الآمنة في سوريا.

وأشار المصدر إلى أن هناك خيارات عديدة منها: الجزائر، والإمارات، ومصر، ودول بريكس، ومعاهدة الأمن الجماعي. وقال المصدر: "لم نحدد بعد. نحن ننظر في جميع الخيارات، ونريدها أن تكون معتدلة ومستقلة".

ومضى بقوله "الحديث يدور عن الجزائر والإمارات ومصر ودول بريكس ومعاهدة الأمن الجماعي، لكن الجميع لا يثق ببعضه البعض".

مكالمة بوتين - ترامب

وجاء تسريب المسودة الروسية غداة الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على ضرورة تكثيف الجهود من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الدائرة في سوريا.

وكانت المكالمة الهاتفية يوم الثلاثاء هي الاتصال الأول بين الرئيسين منذ الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة عسكرية سورية قبل ما يقرب من شهر، وأدت إلى توتر العلاقات بين الجانبين.

وأشار بيان صدر عن&البيت الأبيض والكرملين إلى أن المحادثة بين الزعيمين كانت مثمرة. وذكر البيان أن "الرئيس ترامب والرئيس بوتين اتفقا على أن المعاناة في سوريا مستمرة منذ فترة طويلة جداً، وأنه يجب على جميع الأطراف بذل كل ما تستطيع لإنهاء أعمال العنف."

وأضاف البيان أن "المحادثة كانت جيدة جدًا وتضمنت النقاش بشأن (إقامة) مناطق آمنة أو منزوعة التوتر لتحقيق سلام دائم (في سوريا) لأسباب إنسانية وأسباب أخرى عديدة."

رفض روسي&

يذكر أن موسكو ظلت على الدوام تحذر واشنطن بشأن إقامة مناطق آمنة في سوريا، وهو القرار الذي كان أعلن عنه الرئيس الأميركي ترامب في يناير الماضي، وذلك لأن واشنطن لم تتشاور معها، حسب ما كان صرح بذلك المتحدث باسم الكرملين.

وقال المتحدث الروسي إنه يجب على الحكومة الأميركية أن تفكر في العواقب المحتملة لإقامة مناطق آمنة في سوريا، مؤكدة أن واشنطن لم تتشاورمعها قبل الإعلان عن هذه المناطق.

مع استمرار التشريد الحديث مستمر عن مناطق آمنة&

&

تفاصيل المسودة&

وتدعو الوثيقة إلى ما يلي:

1: إنشاء مناطق لتخفيف التصعيد في محافظة إدلب، إلى الشمال من حمص، في الغوطة الشرقية (التي ينشئها الضامنون) وفي جنوب سوريا (التي ينشئها الضامنون والأطراف المعنية الأخرى) بهدف وضع حد فوري للعنف، وتحسين الحالة الإنسانية، وتهيئة الظروف المواتية للنهوض بالتسوية السياسية للنزاع المسلح الداخلي في الجمهورية العربية السورية.

حدود المناطق

2: وفي حدود مناطق تخفيف التصعيد:

&- ضبط الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة، بما في ذلك استخدام أي نوع من الأسلحة؛

- توفير وصول إنساني سريع وآمن ومن دون إعاقة تحت سيطرة الضامن؛

- تهيئة الظروف اللازمة لتقديم المعونة الطبية للسكان ولتلبية الاحتياجات التجارية أو المدنية الأخرى للمدنيين؛

- اتخاذ التدابير اللازمة لاستعادة مرافق الهياكل الأساسية الاجتماعية وإمدادات المياه وغيرها من نظم دعم الحياة؛

- تهيئة ظروف العودة الآمنة والطوعية للاجئين، وعمل هيئات الحكم المحلي.

3. وعلى طول حدود مناطق التصعيد، أنشئت المناطق الأمنية لمنع وقوع حوادث وإطلاق النار مباشرة بين الأطراف المتنازعة.

4.& & تشمل المناطق الأمنية ما يلي:

- نقاط التفتيش لضمان حرية تنقل المدنيين العزل، وإيصال المساعدات الإنسانية، فضلاً عن الأنشطة الاقتصادية؛

- مراكز المراقبة لضمان تنفيذ أحكام نظام وقف إطلاق النار.

- ويقوم ممثلو القوات الحكومية السورية وجماعات المعارضة المسلحة التي انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار بمهامهم عند نقاط التفتيش ومراكز المراقبة.

- ويمكن نشر الوحدات العسكرية التابعة للدول المراقبة في المناطق الأمنية من أجل مراقبة الإمتثال لنظام وقف إطلاق النار.

مهمة الضامنين

5. على الضامنين: ضمان وفاء الأطراف المتصارعة بالاتفاقات.

- اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمواصلة القتال ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة، وغيرهما من المجموعات والمنظمات في مناطق التصعيد.

- مساعدة القوات الحكومية والمعارضة المسلحة على مواصلة القتال ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة والأشخاص والجماعات والمنظمات التابعة لها، فضلاً عن المنظمات الإرهابية الأخرى التي أدرجتها الأمم المتحدة على هذا النحو خارج مناطق التصعيد؛

- مواصلة الأنشطة لإدراج جماعات المعارضة المسلحة التي لم تشارك حتى الآن في التسوية السلمية في نظام وقف إطلاق النار.

6. يقوم الضامنون في غضون 5 أيام بعد التوقيع على المذكرة بتشكيل فريق عامل مشترك معني بالتصعيد (يشار إليه في ما يلي باسم "الفريق العامل المشترك") على مستوى الممثلين المأذون لهم من أجل تحديد حدود نزع السلاح، ومناطق التصعيد، والمناطق الأمنية، فضلاً عن حل المسائل التشغيلية والتقنية الأخرى المتصلة بتنفيذ المذكرة.

خرائط

ويتعين على الضامنين أن يتخذوا التدابير اللازمة لاستكمال تعريف خرائط مناطق التصعيد والمناطق الأمنية بحلول 22 &مايو 2017.

يعد الفريق العامل المشترك، بحلول التاريخ المذكور أعلاه، الخرائط مع مناطق التصعيد والمناطق الأمنية التي سيوافق عليها الضامنون، فضلاً عن مشروع نظام الفريق العامل المشترك.

وسيقدم الفريق العامل المشترك تقاريره إلى الاجتماعات المتعلقة بتسوية الأزمة في سوريا في إطار عملية أستانة.

أقرت في 2017 نسختان من المسودة، لهما قوة قانونية متساوية، وكل منهما باللغات العربية والتركية والفارسية والإنكليزية والروسية.

يشار في هذا السياق إلى أن صحيفة (دايلي صباح) التركية كانت نقلت عن مصادر في المعارضة السورية قولها إن تركيا طلبت إضافة منطقة خامسة للمقترح الروسي في منطقة الساحل، التي تسيطر القوات السورية على جزء& كبير منها، وتشمل مناطق جبل التركمان.