يعقد معارضون سوريون مؤتمرا تشاوريا لـ"القوى الوطنية والأحزاب السورية" في القاهرة، وذلك بهدف بحث الأزمة في بلدهم، وإيجاد حلول لها، بدعوة من تيار الغد السوري الذي يترأسه أحمد الجربا.


بهية مارديني: يستمر اجتماع "القوى الديمقراطية" السورية في القاهرة لليوم الثاني على التوالي تحت عنوان اللقاء التشاوري لقوى المعارضة السورية على أن يختتم غدا خلال مؤتمر صحافي وسط حديث عن تحالفات جديدة.

وقالت مزن مرشد عضو المكتب السياسي لـ"تيار الغد" السوري في تصريح لـ"إيلاف": "فشلت القوى الديمقراطية السورية في انجاز مشروع لحل سياسي يخرج من بطانات الحلول السياسية التقليدية المطروحة على الساحة السورية فكانت الساحة متاحة لفرض اجندات حل اسلامية او راديكالية وما الى هناك من طروحات تبتعد بشكل او بآخر عن طموحات السوريين واهداف ثورتهم".

تضيف: "اليوم نعمل على التقارب بين القوى الديمقراطية السورية على اختلاف مشاربهم للوصول الى أساس عمل مشترك نسعى من خلاله لايجاد نقاط التقاء بين الجميع لحل سياسي يحمل مشروع حل سياسي سوري سوري يقبله اي سوري وطني، قد يكون لأول مرة يجتمع هذا الكم من الاطياف السورية المختلفة من معارضة الداخل والخارج والاخوة الكرد من اكثر من تيار مختلف سياسياً وهذا ما يحسب لتيار الغد بجمع المعارضين الديمقراطيين والذين لم يتلاقوا من قبل".

من جهته، أكد أحمد الجربا رئيس "تيار الغد" السوري، أن "أولى الخطوات التي تفرضها المأساة السورية التخلص من آفة التنظيمات الإرهابية التي استباحتْ البلادَ والعبادْ"، مشيرا إلى أن "السرطان الذي فتك بجسد بلادنا حوّل أرضنا وثورتنا من أرض ثورة دعاة حرية وكرامة وعدالةٍ وديمقراطيةْ، إلى أرض مجموعات دموية تنهش في الجسد السوري وتمارس هوايتها في سفك الدماء ونشر الخراب".

وشدد الجربا خلال افتتاح الملتقى في القاهرة أمس أنه لوضع حلول للأزمة السورية فهناك "مهام محاربة الإرهاب بكافة أشكاله "مؤكدا أن المشاركة في التحالف الدولي "لمحاربة هذا الإرهاب أو مع أي حلف أو دول تهدف لمحاربة هذه الآفة، بتفعيل المساهمة فيها بإرادة سورية وبأيدٍ وعقولٍ سورية، لهو من أكثر المهام الوطنية التي تفرض نفسها بإلحاح علينا جميعاً كقوى وشخصيات وطنية تبحث عن خطوات تفضي إلى الحل المأمول".
&

ولفت إلى أن "الإرهاب والدكتاتورية صنوان ولا ينمو الأول إلا بوجود الثاني، ولا ينتعش الثاني إلا بوجود الأول، وأجزم هنا انه لو لم تتوفر للتنظيمات الإرهابية &كداعش وجبهة النصرة والقوى الظلامية، لأوجدتهم سلطة الاستبداد، وتاريخ الإرهاب والاستبداد يضرب لنا الكثير من الأمثلة والوقائع، قائلا: "السلطة المطلقة مفسدة مطلقة"، والسلطة المطلقة شرّ مطلق".

وأكد الجربا "أنه ليس أفضل في هذا السياق من نظام يعتمد اللامركزية الديمقراطية بصلاحيات موسعة، يضمن مشاركة جميع مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد وتنظيم شؤونها".

‎من جانبها قالت "حركة التجديد الوطني" في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه أن الملتقى التشاوري للقوى الوطنية الديمقراطية السورية &الذي يعقد في القاهرة يأتي: "تتويجاً لحوارات جرت بين قوى سياسية عدة، كتيار الغد السوري وهيئة التنسيق الوطنية وحركة التجديد الوطني والمجلس الوطني الكردي ومجلس سورية الديمقراطي وجبهة التغيير والتحرير وقوى عربية وكردية وسريانية وطنية أخرى."

‎وأكدت "حركة التجديد الوطني" التي يرأسها عبيدة النحاس أهمية التقاء الشخصيات والقوى الوطنية الديمقراطية من شتى ألوان الطيف السياسي والمكونات المجتمعية لبحث الأزمة التي وصلت إليها البلاد، وتلمّس الحل الوطني الذي يوقف مأساة السوريين، ويحقق الأهداف الأساسية التي انطلقت من أجلها الثورة في سورية قبل ست سنوات.

‎واعتبرت أنه لانجاح أي حوار، فإن من واجب السياسيين السوريين بحث حل وطني يحقق انتقالاً ديمقراطياً حقيقياً وواقعياً، ينهي الدكتاتورية والإرهاب معاً، ويؤسس لعقد اجتماعي جديد يحمي السوريين جميعاً، ويحفظ كرامتهم وحريتهم، ويحقق اللُّحمة الوطنية في دولة ديمقراطية تعددية موحّدة، تحقق تطلعات أبنائها في المشاركة الكاملة في إدارة مؤسسات الدولة على أساس العدالة والشراكة لجميع مكونات المجتمع السوري الإثنية والدينية والمذهبية.

‎وشدد البيان على أنه آن الأوان "لوقفة جادة أمام الأسباب الحقيقية لاستمرار الصراع في سوريا، والعمل من أجل حل حقيقي ينهي الصراع، ويحمي الشعب السوري، "بالحوار الجاد بين السوريين وبالاتساق مع الجهود الدولية .